تقارير ودراساتمقالات و تحليلات

الاتفاق الأمريكي الكوري للحفاظ علي اسرئيل كدولة نووية وحيدة في الشرق الاوسط / ا. د. الهادي شلوف

ا. د. الهادي شلوف / عميد مدرسة الدراسات الاستراتيجية والدولية سابقا و أستاذ القانون الدولي و العلاقات الدولية حاليا

عندما وصل الرئيس ترومب الي الحكم و بداء في استلام الملفات الحساسة والعالقة  ابلغه الرئيس السابق أوباما بأهمية ملف كوريا الشمالية و ما يشكله من اخطار عالمية و خصوصا علي  إسرائيل في حال تعاون كوريا الشمالية مع سوريا و ايران بتزويدها ببعض المعدات و التقنيات العسكرية النووية

نشر آنذاك مقال باللغة الفرنسية يحدد الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة الامريكية اتجاه كوريا الشمالية

Les États-Unis en quête d’une nouvelle stratégie contre la Corée du Nord

الرئيس ترومب في البداية اعتقدا ان الامر لا يحتاج الا الي ارسال قوات عسكرية و حاملات الطائرات لإرهاب و تخويف كوريا الشمالية الا انه اكتشف  سريعا ان الامر لم يكن كما كان يتوقع فكوريا الشمالية ليست ليبيا او العراق

كوريا الشمالية أوضحت بتجاربها النووية و الصاروخية انها قادرة علي ان تضرب أمريكا و مصالحها في العالم

الرئيس الأمريكي دعاء الرئيس الصيني الي البيت الأبيض للتنسيق و التباحث و الطلب من الصين و أيضا روسيا ان تمارسا بعض الضغوط السياسية والاقتصادية علي كوريا الشمالية باعتبارهما حليف كوريا الشمالية

تمكن الرئيس ترومب من خلال التحالف الصيني الأمريكي من فرض بعض العقوبات الاقتصادية علي كوريا الشمالية مما استدعي الرئيس الكوري الشمالي بزيارة الصين تم فيما بعد كوريا الجنوبية للتباحث في حلول جدرية

الرئيس ترومب كان ينتهز هذه الفرصة كي يعرض علي كوريا الشمالية من خلال الصين وموريا الجنوبية لقاء عمل يمكن كوريا الشمالية من تخفيف الازمة الاقتصادية علي شرط ان يكون هناك مقابل سياسي

المقابل السياسي الكوري اتجاه أمريكا

اعتقد ان الهدف الأساسي لأمريكا هو تحييد كوريا الشمالية في علاقاتها مع ايران وسوريا ولربما دول اخري و ضمان عدم تعامل كوريا الشمالية مع هذه الدول خصوصا و ان منطقة الشرق الاوسط يجب ان تبقي بها قوة نووية واحدة الا وهي إسرائيل

أمريكا لا يمكن لها مراقبة العلاقات الكورية الشمالية مع دول الشرق الاوسط الا من خلال مراقبتها مباشرة عن طريق مراقبة فعلية تتمثل في تواجد امريكي من خلال سفارة و من خلال التزام امريكي بتقديم مساعدات اقتصادية و دخول الشركات الامريكية للاستثمار الي كوريا الشمالية

كوريا الشمالية رحبت بهذه الفكرة ، “اقتصاد مقابل حياد” و عدم تعاون مع دول الشرق الاوسط

كوريا ستبقي دولة نووية وسوف لن تتنازل عن ما اكتسبته خلال ٧٠ عاما من تقنية و تطور و هي قادرة علي حماية نفسها و لكن هي في حاجة الان الي التطور الاقتصادي وهو اما ان يكون عن طريق بيع الاسلحة الي دول الشرق الاوسط و أمريكا اللاتينية و افريقيا او تكفل أمريكا بتزويدها باقتصاد قوي

ادن في النهاية نقول ان الاستراتيجية الامريكية نجحت في تحييد كوريا الشمالية في عدم تعاون كوريا الشمالية مع ايران وسوريا لضمان استمرار إسرائيل كدولة وحيدة نووية في الشرق الاوسط و في الوقت داته نجحت كوريا الشمالية بالاعتراف بها كقوة نووية و سوف تتحصل علي قدرات اقتصادية ورفاهية للمواطن الكوري الشمالي

عميد مدرسة الدراسات الاستراتيجية والدولية سابقا و أستاذ القانون الدولي و العلاقات الدولية حاليا

[email protected]

 

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى