مقالات و تحليلات

الاعلام الإسرائيلية في ساحات وشوارع اربيل في يوم الاستفتاء المشؤوم!؟ / فارس العاني

فارس العاني / سفير سابق

جرى الاستفتاء وفق االتأريخ الذي حدده رئيس الاقليم مسعود البارزاني والمنتهية ولايته منذ اكثر من عامين  متحدياً الاعتراض  والرفض الدولي والاقليمي والحكومة الاتحادية في بغداد وضارباً بعرض الحائط الدستور العراقي الذي شارك في صياغته ووقع عليه مع بقية الموقعين . .

الملفت للانتباه  هو :  على ماذا استند البارزاني والحلقة المحيطة به لكي يمضون في عنادهم وإصرارهم  على اجراء الاستفتاء والتصريح علناً بان الطلاق اصبح واقعاً مع العراق ، فهل هذا الاندفاع الغير مسبوق هو بمثابة فخ للقيادة البارزانية بهدف إزاحتها عن مركز صنع القرار في الاقليم بسبب تشبثها بكرسي السلطة  وإراحة  اخوتنا الأكراد من فكرة إقامة دولة او كيان منفصل والغير مسموح بتحقيقه لاسباب عديدة يعرفها المتابعون للشأن الكردي ، ولماذا هذا الإصرار على الانفصال الذي يرفع شعاره البارزاني  وبعض القيادات الكردية خصوصاً من  الذين أصبحوا يمتلكون النفوذ والاموال الطائلة التي يتحكمون بها منذ ما يقرب من ١٤ عاماً   وهل كانوا يراهن على دول ساعدت الاقليم واقامت علاقات قنصلية معه اضافة الى المساعدات العسكرية التي وصلت الى قوات البيشمركة وكذلك الاستثمارات في مجالات الإعمار والبنية التحتية التي اقامها مع العديد من الشركات وخصوصاً الاستثمارات مع ايران وتركيا وبعض الدول الخليجية وكذلك تحكْمُه في الصادرات النفطية من كركوك وحقول الاقليم الاخرى وهل كان يسابق الزمن قبل ان تفرض الحكومة الاتحادية سيطرتها على كل  الاراضي التي احتلتها داعش والتي ستكون محصلتها عودة  العراق لموقعه الإقليمي والدولي الذي يليق به ، وهل كان يراهن على الخلافات والانقسامات بين المكونات الاخرى التي تضم المجتمع العراقي بسبب المحاصصة  المقيته والتي بدأ يرفضها الشعب العراقي ويتخوف من عودة التلاحم واللحمة بين العراقيين ،هل كل هذه التصورات التي في مخيلته( البارزاني ) هي التي دفعته بان يقرر يوم الاستفتاء من جانب واحد تمهيداً لإعلان الانفصال عن العراق؟

 يظهر ان البارزاني وحاشيته عندما اصروا على الاستفتاء وخصوصاً في كركوك والمناطق المختلف عليها ، لم يقرأوا جيداً  رد فعل المركز ( بغداد)  وعموم مكونات الشعب العراقي والاهم من ذلك تجاهلوا وتناسوا رد الفعل التركي والايراني اذا ما  قرروا المضي في اعلان كيانهم المستقل والذي شبهه المتابعون والمحللون بكيان  عنصري شبيه او بالاحرى استنساخ للكيان الاسرائيلي وَمِمَّا يؤكد ذلك الاعلام الاسرائيلية التي رفعها مؤيدوا الانفصال في شوراع وساحات اربيل قبل وأثناء الاستفتاء وهي بكل تأكيد بتوجيه من القيادة البارزانية  وكذلك تواجد الاعلاميين الإسرائيليين  لتغطية عملية الاستفتاء والاهم من ذلك كله برقية قائد البيشمركة سيروان البارزاني الى نيتنياهو رئيس وزراء اسرائيل يعبر فيها عن شكر وتقدير الأكراد لدعم اسرائيل للاستفتاء ،  لذلك اعتبر العراقيون  ان ً هذا الاندفاع الغير مسبوق نحو اسرائيل وبهذه الطريقة  بمثابة اهانة وخيانة بحقهم وخطيئة كبرى تضاف الى خطيئة الاستفتاء الباطل والغير مشروع والمخالف للدستور الذي وقع عليه البارزاني نفسه.

  كل الاستقراءات والسينياروهات تقول ان الأمور لا تبشر بخير حيال ما اقدمت عليه القيادة البارزانية تحديداً لانها هي التي ستتحمل المسؤولية والتداعيات التي سيواجهها الاقليم والى ما هو ابعد من ذلك  ،  نتمنى على  المعتدلين من اشقائنا الاكراد وما أكثرهم ان يتحركوا ويبطلوا من سعى ويسعى الى دفعهم الى مواجهة وصراع غير مسيطر عليه ولن يكون في صالح الجميع .

 

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى