قضايا المجتمعمقالات و تحليلات

السوشيال ميديا بين الوهم والمبالغة / د.ليلى رحال العطفاني

الأكذوبة تصنع الشهرة والإشاعة تصنع زيادة ..المتابعين

د.ليلى رحال العطفاني / كاتبة من الإمارات

لا تصدق كل ما تسمع و كل ما ترى فبعض الإعلام أصبح مفبركاً خصوصاً في عالم التواصل الاجتماعي، بعضهم يصنع الإشاعة و بعضهم يروج الأخبار الكاذبة و البعض الأخر يسوق و الباقون يصنعون اللإغراءات . كم من أواني فارغة ضجيجها شديد في الآذان وبريقها يلمع في العيون، ولكن عليكم أن تتأكدوا لأن ليس كل ما يرن خزفا وليس كل ما يلمع ذهباً.

‏‎من هنا ننتقل إلى الحديث وبدقة عن الشاشات الصغيرة وصنع المؤثرين والمؤثرات . منذ متى أصبحت الألواح الالكترونية، ووسائل السوشيال ميديا تعطي شهادات وخبرات ومؤهلات. ويتخرج منها إعلاميون ؟

في عصر الإنترنت كل من أمسك بجواله و ثرثر أصبح إعلاميا، وكل من صفقت له الجماهير من وراء الستارة أصبح إخباريا … والمشكلة أنهم يصدقون وينعتون أنفسهم بإعلامي محترف في مواقع التواصل الاجتماعي.

‏‎إن الإعلام رسالة و أمانة و طريق طويل بزل أصحابه كثيرا من الجهد والكفاح بمسارات طويلة لينالوا بجدارة حنكة و خبرة كبيرة لكي يصبحوا إعلاميين فهل يقارن الثرى بالثريا؟

وإلى أين نريد الوصول مع موجة خالية مقارنة مع الفكر الهادف و الأسلوب المتمكن لماذا؟

‏‎لن نظلم كل مواقع التواصل الاجتماعي و لن نعمم على الجميع فهناك البعض من لهم خبرة حسنة و أسلوب ممتاز و سلوكيات رائعة في نشر الوعي و الفكر الهادف وأصحاب رؤيا رائعة ورسائل مفيدة، ولكن مع الأسف هناك البعض مجرد (مهايطية) ذو أسلوب هابط وطرح فاضح أحيانا وفكر دون المستوى. فأناشدهم باسم كل ما يؤمنون ويعتقدون به أن يغيروا توجهاتهم وأسلوبهم لأن هناك جيلاً جديداً لا يعي الخطر الذي أصبح يهدد بيوتنا وأولادنا فكريا وانطباعيا.

‏‎ارحمونا من التفاهات والفراغات فالانتشار جميل ولكن الأجمل ان يكون بأسس سليمة وفكر هادف وليس هادم.

‏‎ارحمونا من نشر سموم الأفكار المقتبسة والفارغة في هذا الزمن الذي كثرت فيه المؤثرات السلبية.

‏‎هل يجب أن نغير نمط حياتنا حسب المغريات ؟ ولكن لماذا ؟

‏‎لسنا بحجم المغريات التي كثرت في واقعنا المعاش وأصبحت تهدد بيوتنا وتسلب عقولنا وأبصارنا.

‏‎إلى أين نحن ذاهبون في هذا الكم الهائل من التنافس غير النزيه، لا ثقافيا ولا فكريا ولا أخلاقيا ولا أدبياً.

‏‎الكل أصبح يسرد مشاكله على شاشة الهاتف النقال أو وسائل التواصل الاجتماعي، تعرينا وعرينا واقعنا المعاش. الأغلبية تطرح اهتماماتهم وطموحاتهم دون تحفظ ويسعون في حل مشاكلهم النفسية والاجتماعية و الايدولوجية والمادية والعاطفية وغيرها ، وينغمسون في تلك الدروب الخالية بمحاولة تحقيق ذواتهم الضائعة وبلوغ الطموح في انجازات وهمية على مواقع التواصل، ويكونون بورصة مشاركات مهمة والاعجابات الكثيرة والتعليقات الوفيرة والاهتمام من الشخصيات الوهمية خلف الشاشات ويفرحون بالكم الهائل من المعجبين وهكذا يكون الإدمان الذهني والالكتروني والاستعمار الروحي وقتل الوقت وضياع الهوية.

‏‎أصبحنا نعيش حربا الكترونية في السوشيال ميديا بين المشاهير كلها حقد و نفاق وتلصص وسب وقذف ورسائل مبطنة و تنافس على الفراغ وفقاقيع العالم الخيالي ، وتركنا الأساس الواقع الذي يصفع الجبين. فالأمم تحتاج إلى مهارات و ايجابية ووعي فكري كبير ومسؤولية وليس إلى دق طبول الإنترنيت وكثرة المتابعين على جدران الشاشات وكلمات ومهاترات دون هدف..

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى