الأخبارصدى الاعلامعربي و دولي

الصحافية اللبنانية رولا خلف تتربع على عرش أكبر الصحف البريطانية كأول إمرأة في هذا المنصب.

الصحافية اللبنانية رولا خلف تتوّج مسيرتها الصحافية برئاسة تحرير فايننشال تايمز

أصبحت رولا خلف أول امرأة تتولى رئاسة فايننشال تايمز منذ بدء إصدار الصحيفة قبل 131 عاما وذلك بعدما أعلن رئيس التحرير ليونيل باربر أنه سيترك المنصب في يناير.

وستنضم خلف اللبنانية الأصل إلى كاثرين فاينر رئيسة تحرير صحيفة الغارديان لتكون ضمن قلة من النساء يتولين رئاسة تحرير صحف كبرى في بريطانيا، حيث كان هذا المجال يعتبر حكرا على الرجال.

وشغلت خلف منذ انضمامها للصحيفة قبل 20 عاما، مناصب عدة، منها رئيس تحرير الشؤون الخارجية ورئيس تحرير شؤون الشرق الأوسط وقيادة تغطية الصحيفة لأخبار الشرق الأوسط خلال حرب العراق والربيع العربي الذي اندلعت شرارته الأولى في 2011.

وتولّت خلف في 2016 منصب نائب رئيس التحرير وأشرفت على تخطيط المبادرات داخل غرفة الأخبار وإطلاقها، ومن هذه المبادرات خدمة أطلق عليها اسم “الأسرار التجارية” (تريد سيكرتز)، التي تركز على التحاليل المتعلقة بالتجارة العالمية. وسعت خلال السنوات القليلة الماضية إلى زيادة عدد القراء من النساء وكذلك المحررات في الصحيفة المكونة من 100 مراسل أجنبي، وأكّدت خلف تحمسها لإدارة الصحيفة، إذ ستكون أول امرأة تشغل هذا المنصب منذ تأسيس فايننشال تايمز سنة 1884.

وقالت “إنه لشرف كبير تعييني رئيسة لتحرير فايننشال تايمز أعرق مؤسسة صحافية في العالم”. وأضافت “أتطلع لاستكمال إنجازات ليونيل باربر الاستثنائية وأشعر بالامتنان لإرشاداته طوال السنين”.

رولا خلف اللبنانية الأصل ستكون أول امرأة تشغل منصب رئيسة تحرير فايننشال تايمز منذ تأسيسها عام 1884

وولدت رولا خلف في لبنان وتنتمي إلى الطائفة الأرثوذكسية. وكان والدها عباس خلف نائبا لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في عهد كمال جنبلاط. وشغل عباس خلف في مرحلة معينة موقع وزير في إحدى الحكومات اللبنانية في سبعينات القرن الماضي. وقبل انضمامها لصحيفة فايننشال تايمز عام 1995، عملت رولا في مجلة فوربس في نيويورك وهي حاملة لشهادة الماجيستير من جامعة كولومبيا.

وتحدث تسونيو كيتا، وهو رئيس شركة نيكي اليابانية للإعلام التي تمكنت من شراء أسهم مجموعة فايننشال تايمز في سنة 2015، عن هذه التطورات في مجلس الإدارة قائلا إن مسيرة خلف الممتدة على 24 عاما أثبتت “نزاهتها وتصميمها وحكمها السليم”. وأكد على ثقته التامة في قدرتها على مواصلة مهمة فايننشال تايمز التي تكمن في تقديم صحافة عالية الجودة دون خوف.

وسيترك باربر المنصب بعد 14 عاما على توليه رئاسة التحرير وبعد 34 عاما على انضمامه للصحيفة التي تطبع أوراقها باللون البرتقالي الفاتح.

وتميزت قيادة باربر بتوجيه المؤسسة الإخبارية إلى المسار الرقمي الذي ساعدها على تحقيق أرباح طائلة. وتجاوزت الصحيفة حد المليون قارئ هذا العام وفاقت نسبة المشتركين فيها عبر الإنترنت 75 بالمئة من إجمالي التوزيع.

وفي رسالة وجهها إلى الموظفين عبر البريد الإلكتروني، الثلاثاء، أعلن باربر وصول مسيرته المهنية في الصحيفة إلى نهايتها بعد 34 سنة من انطلاقها. وقال إنه سيترك منصبه لنائبته رولا خلف في يناير عندما يتنحى عن “أفضل وظيفة في الصحافة”.

وكتب “عندما توليت منصب رئيس التحرير، تعهدت باستعادة المعيار الذهبي الذي تميزت به تقارير فايننشال تايمز وتعليقاتها، ووعدت بمساعدة مجلس الإدارة على بناء مؤسسة تجارية مربحة على المدى الطويل”. وأكد أن المسؤولية التي تولاها منحته “امتيازا وسعادة نادرين” خلال “الأوقات الصعبة”.

ووصف كيتا رئيس التحرير ليونيل باربر بأنه “مفكر استراتيجي، يتبنى الأممية، وتجمعه صداقة كبير بشركة نيكي اليابانية للإعلام”. ومدح دوره في تحويل غرفة فايننشال تايمز الإخبارية إلى آلية رقمية رائدة على مستوى العالم، قائلا إنه تمكن من خلق مزيج فريد من التقارير العميقة الأصلية والتعليقات القوية. وأضاف أن صحافة الفايننشال تايمز أصبحت أقوى من أي وقت مضى بفضل استراتيجياته.

وتحدّث كيتا عن الثقة التي عززتها السنوات القليلة التي جمعته بليونيل. وقال إنه يجد مغادرته محزنة، لكنه أشار إلى أنه يتفق معه في اعتقاده بأن الوقت قد حان لطي الصفحة.

وخلال عمله كرئيس تحرير، أشرف باربر على التحول من الإعلان المطبوع الذي كان أساس عمل المجموعة لأكثر من قرن إلى النشر الرقمي، مما ساهم في زيادة عدد القراء الذين تجاوزوا مليون مشترك حول العالم.

كما أصبحت المجموعة منتمية إلى أكبر مؤسسة إعلامية في اليابان بعد أن اشترت أسهمها من دار النشر البريطانية “بيرسون” التي كانت تحتضنها منذ سنة 1957، مقابل 844 مليون جنيه إسترليني.

وبدأ باربر مسيرته المهنية في فايننشال تايمز كمراسل ينقل أخبار عالم الأعمال في سنة 1985، بعد عمله في صحيفة سكوتسمان والصنداي تايمز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى