أخبار موريتانياالأخبارالصدى الثقافيقضايا المجتمع

المسرح الموريتاني بين اكراهات الواقع وانتظارات المسرحيين / ابراهيم ولد سمير

عند التطرق الى المسرح الموريتاني في الوقت الراهن فإنه يتوجب ايضا معرفة خصوصية المجتمع الموريتاني (البدوي الصحراوي ) حديث العهد بالمدينة والتمدن عرف الموريتانيون المسرح كغيره من الفنون مع بداية تأسيس الدولة الوطنية 1960. وقد مر بمراحل واكراهات سنحاول التطرق لها في هذه الورقة  عن واقع المسرح في موريتانيا وامال وتطلعات المسرحين القابضين على الجمر في مجتمع يحمل ثقافة شفهية تتمثل في الشعر وحفظ المتون الفقهية

 

 وحكايات الاساطير والامثال الشعبية  ظل وفيا لها وليست له تقاليد راسخة مع فن التشخيص والفرجة مع وجود انماط فرجوية مرتبطة بالخصوصية البدوية الصحراوية الموريتانية ,

البدايات:

عرف الموريتانيون قبل الإستقلال انماط من فنون الفرجة منها الرقص على إيقاع الطبول في المناسبات التي تتطلب الترفيه وهي أيام استثنائية ترتبط بالأعياد الدينية ( العيد الكبير ، الفطر، المولد ) والمناسبات الإجتماعية …… مع وجود ثقافة موسيقية متأصلة وانتشار المديح النبوي الشريف واشتهر مداحون على مر العصور, والمداح يشبه في أداءه طريقة الحكواتي المعروف في المشرق العربي  مع تخصص المداح في المديح النبوي المستلهم من السيرة النبوية المطهرة وذكر فضائل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم واله واصحابه الاخيار ,كما يوجد لعب الدبوس وهو صراع بالعصي على ايقاع الطبول والذي يشبه محاكات المبارزة بالسيوف ويعرف محليا (بأنيكور)

وهناك ظاهرة فنية قريبة من التشخيص وتمثيل المسرحي تعرف با لحمار

ولحمار : هو تقليد الناس ومحاكاتهم في خوفهم أثناء الحروب وحياتهم الخاصة والعامة  او في عدم سخائهم  والتاخر في اكرام الضيف مع اضفاء مسحة السخرية والفكاهة في التقليد بقصد التعريض واضحاك الناس عليهم ويتطلب لحمارمقلد واسع الخيال وطرافة فطرية وقوة التأثير والاتقان وتقمص شخصية لتي يقوم بتقليدها مما يجعله منه ممثل بارعا مما يجعل ظاهرة لحمار اقرب الانماط الفرجوية لتي عرفها الموريتانيون بالمسرح ,

وفي أواخر الخمسينات من القرن العشرين ( 1958م) قبل الإستقلال بعامين ظهرت اول فرقة مسرحية موريتانية ( الكيكوطية) برئاسة الملك همام افال ويمكن اعتباره الأب المؤسس للمسرح الموريتاني ، وكانت فرقة الكيكوطية فرقة ترفيهية تقدم اسكتشات كوميدية لترفيه عن كبار الموظفين انذاك وكانت بداية لفن التشخيص في البلاد ، وظهر بعد ذالك مجموعة متمسرحين يمكن أن يطلق عليهم جيل الرواد من امثال: محمد ولد ممين ، والكاتب محمد فال ولد عبد الرحمن ومحمد ولد مسعود ،،

وقد كانت هده البدايات تعتمد أساسا علي تمثيل النص دون مراعاة للحركة وهذا أمر يعزى الى عدم وجود متخصصين حينها مع ان البلاد في فترة السبعينات كانت تعيش طفرة فنية تكللت بإنشاء الفرقة الوطنية للفنون وقد كانت تتركز أنشطتها علي الموسيقي والرقص ، رغم مشاركتها في مهرجانات دولية لم يكن الفن المسرحي من أولوياتها حيث لم تفد الدولة الموريتانية طلابا للخارج لتلقي دورات تكوينية والإستزادة من هذا الفن ،،

وإذا كان الجيل الأول من المسرحين الموريتانيين قد اعتمد علي تشخيص النصوص دون ترجمتها ميزانسينيا وحركيا ، علي الرغم من أن الحركة المسرحية كانت منتشرة لدي الفرنسيين في البلاد قبل الإستقلال إلا أن جيل الرواد لم يستفد من ذالك بأي حال من الأحوال بل اكتفوا بقراءة نصوص ادرامية وتمثيلها لغويا وحواريا وذالك دون تحويلها الي عروض ركحية أو سنوغرافية(1)

ويأتي الجيل الثاني من المسرحيين الموريتانيين مع بداية الثمانينيات من القرن العشرين في فترة الحكم العسكري للبلاد وكان العمل المسرحي يخضع للرقابة كغيره من الفنون , ولقد قدم هذا الجيل أعمالا مسرحية تميل إلي الأسس المتعارف عليها فنيا من خلال تشخيص النصوص المسرحية وترجمتها إلي حركات ولوحات فنية فوق الخشبة . و جيل الثمانينيات أو ما اصطلح عليه بالجيل الثاني للمسرح كان بقيادة : محمد الأمين ولد عداه . وقد امتازت فترة هذا الجيل بإعتماد النصوص المسرحية الوطنية لأول مرة وقد كان من أبرز كتاب المسرح في تلك الحقبة الكاتب / محمد فال ولد عبد الرحمن وقد تميزت كذالك بتقديم النص المسرحي علي أسس علمية علي عكس ما كان سائدا في السابق ( حركات محسوبة ، ديكور ، أكسسوار ، إضاءة ، موسيقي….) ومن أبرز الجمعيات والروابط والفرق المسرحية في تلك الفترة جمعيات( غرناطة، المرابطون ، الرسالة ، شنقيط ، وهي إحدي كبريات الجمعيات المسرحية الموريتانية وأكثرها صيتا وعطاءا بالإضافة إلي فرق الخلاص والمسرح الطلائعي والأصالة والأصابع والمرأة ,,…..)

وفي منتصف الثمانينيات شكلت هذه المجموعة ما عرف بالإتحاد الوطني لمسرح الهواة وقد مثل هذا الإتحاد الحقبة المضيئة في تاريخ المسرح الوطني أنذاك وذالك لكثرة أعماله في داخل البلاد وامتداد عطاءه إلي خارج البلاد بمشاركته في مهرجانات دولية وإقليمية ( كمهرجان قرطاج ، ومهرجان المونستير بتونس  ومهرجان أبي رقراق بالمغرب ومهرجان المسرح لفرنك فوني بابيدجان عاصمة الكودفوار ويوم الطالب الليبي بطرابلس ليبيا )    لكن هدا الإتحاد  عصفت به عوائق وعراقيل عدة أدت إلي أن يسدل الستار علي إبداعاته المسرحية مما أدي إلي تفكك الإتحاد الوطني لمسرح الهواة رسميا سنة 1988م وتجدر الاشارة الى اهم العروض المسرحية لتي قدمت في هذه الفترة :

(مملكة العقل الواحد) لمخرجها سالم دندو (ابريق الصمغ العربي) لخليل طافش (الفتيةابابيل) لحمدو ولد حبيبي (اوديب وليا صالحا) لمحمد ولد الشيخ وكان اول عرض مسرحي  يمنع من العرض ثم منع بعده العرض المسرحي (الجار والماء ) من قبل اللجنة العسكرية للخلاص الوطني السلطة العسكرية لتي كانت تحكم البلاد انذاك ,

وأدي تفكك الاتحاد الوطني لمسرح الهواة إلي ظهور بعض الفرق المسرحية التي حاولت سد الفراغ الذي تركه غياب الإتحاد الوطني لمسرح الهواة وقد كان أبرز هذه الفرق المجموعة التي نشطت البرنامج التلفزيوني الناجح (ش الوح افش) حيث كان أبرز ممثليه  أعضاءا في الإتحاد الوطني لمسرح الهواة وقد برعوا في أداء أدوارهم التي كانت نقدا لاذعا للواقع الأجتماعي والسياسي للبلاد بطريقة فكاهية ونذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر عبد الباقي  ولد محمد وعبد الرحمن و لد أحمد سالم (أحمد طوطو) حيث ربط هذا البرنامج الموريتانيين بالتلفزيون الوطني لكن حماسهم وجماهيرية برنامجهم (  ش الوح افش ) جعلتهم يجتازون حاجز الحرية المتاحة من حكام البلاد أنذاك فأدي إلي وقف البرنامج التلفزيوني الشهير .

عرفت الساحة المسرحية الموريتانية ظهور فرقة المسرح الشعبي في بداية التسعينات من القرن العشرين سنة 1990م

التي أسسها وأدارها المخرج : أحمد ولد محمد الأمين وهو نفسه مخرج البرنامج التلفزيوني ش الوح افش

ولقد اعتمدت فرقة المسرح الشعبي في  أداءها علي كوميديا الموقف وقدرة ممثليها علي التقليد والمحاكاة دون التقيد بالضوابط الفنية المتعارف عليها , ومع ذالك كان لظهور فرقة المسرح الشعبي دورا بارزا وهاما في ربط الموريتانيين بالمسرح وبفن التمثيل بصفة عامة حيث سدت فرقة المسرح الشعبي الفراغ , ورغم شعبيتها الطاغية فإن المسرح الموريتاني أنذاك كان يفتقد الإحترافية والقدرة الأكاديمية

غير أن منتصف التسعينات 1996م من القرن العشرين ستعرف موريتانيا طاقات مسرحية ابداعية واعدة جديدة ستقود المسرح الموريتاني نحو مناحى التأسيس والهوية والتميز والإبداع فظهر ما يسمي بالمسرح الإحترافي وممارسة فن المسرح علي أسس الدراسة والعلم برجوع المسرحيين الموريتانيين الذين درسوا في المعهد العالي للفنون الدرامية بتونس الى ارض الوطن الدكتور احمد ولد حبيبي ولدكتور احمد مولود ولد ايدة الهلال الاستاذ التقي ولد عبد الحي الاستاذ عزيزولد محمد الحسن ,

بالإضافة إلي ظهور جمعيات وروابط وأندية شبابية ساهمت في إنعاش خشبة المسرح الوطني ومن أهم هذه الجمعيات التي حملت مشعل الإبداع المسرحي: المخضرمون ،، النجوم ،، التضامن ،، الآفاق ،، الإبداع،، التحدي الثقافي،، رابطة المواهب ،، رابطة تواصل ، التي كان لها السبق والتخصص والتميز في المسرح من بين هذه الجمعيات والروابط والأندية الشبابية ويكفي رابطة تواصل فخرا أنها حافظت وحضنت بيضة المسرح الوطني وكانت النواة لفرقة المسرح الجديد الذي قاده وأطره المخرجان: باب ولد ميني والتقي ولد عبد الحي وتحولت فيما بعد لجمعية المسرحيين الموريتانيين الحالية , بلآضافة لوجود حركة مسرحية في مقاطعات العاصمة انواكشوط  يأطرها شباب آمنوا برسالة المسرح الخالدة وهنا تجدر الإشارة إلي الفنان المخرج محمد سالم ولد أخليه الذي عرفته عاشقا ومريدا لخشبات أبو الفنون متنقلا بين مقاطعات العاصمة مبشرا بمسرح موريتاني جديد اقام عدة ورشات لتكوين الشباب علي فنيات المسرح على نفقته الخاصة مضحيا بوقته وماله وجهده ,كما شهد داخل البلاد حراكا مسرحيا بارزا

في بعض ولايات الوطن وخصوصا في ولاية داخلة انواذيبو حيث تميزت رابطة القدس التي كانت لها صولات وجولات علي خشبة المسرح البلدي بالمدينة ونذكر من رواد المسرح في ولاية داخلة انواذيب الذين أسهموا في إثراء العمل المسرحي هناك علي سبيل المثال لا الحصر : سيد محمد ولد اوداعه ’ يحي ولد الدده  الكاتب الكبير المسرحي القدير محمد ولد ابوه ولد اسويلم (شكسبير موريتانيا ) محمد لمين ولد الحسين ولد اواوة ,,,,,,,

وفي السنوات الأخيرة عرف المسرح الوطني طفرة نوعية مع إنطلاقة المهرجان الوطني للمسرح المدرسي سنة 2011م وكانت الإنطلاقة الحقيقية لإخراج المسرح من أزمة الجمود التي ظل يتخبط فيها حيث كانت دائما معضلة الإستمرارية والتواصل بين الأجيال تقف حجر عثرة أمام تطويره

ومنذ انطلاقة هذا المهرجان الذي تنظمه جمعية المسرحيين الموريتانيين وبدعم من الهيئة العربية للمسرح عرف الفن الرابع في موريتانيا انتشارا منقطع النظير واهتماما من الشباب مما كان له من اثر ايجابي على انتشار المسرح افقيا واتساع قاعدة الممارسين والمهتمين بهذا الفن النبيل ومن هنا استحقت الهيئة العربية للمسرح وعلى راسها راعي المسرح العربي صاحب السموالشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة كل أيات التقدير والاحترام والعرفان بالجميل من قبل كل المسرحيين الموريتانيين لما قدمته الهيئة العربية للمسرح ورعايتها للمسرح الموريتاني الذي يتلمس طريقه في دروب الابداع  والتميزفي فن الحياة وقد كانت دعوتنا شخصيا كضيف شرف لمتابعة فعاليات النسخة السابعة من مهرجان المسرح العربي برباط  المغرب 2015 اكبر الآثر في قرار تأسيس فرقة شروق المسرحية صحبت فنانين مسرحيين موريتانين ولتي تاسست في يوم 26 يناير 2015 عشرة ايام من عودتي من مهرجان المسرح العربي برباط وقد اضافت فرقة شروق المسرحية زخما وحراكا في الساحة المسرحية الموريتانية , حيث قدمت عدة عروض مسرحية وندوتين الاولى (المسرح الموريتاني الى اين)

والندوة الثانية (أي مسرح نريد)  وفي الندوة الاولى  المسرح الموريتاني الى اين حضرت وزيرة الثقافة الموريتانية انذاك يوم 26 يناير 2016 الاستاذة هندو بنت عينينة لندوة لتي جمعت كل اجيال المسرحيين الموريتانيين وتم تشخيص واقع المسرح الموريتاني واقترحت حلول من اجل النهوض بالمسرح الوطني وكان اول ندوة بتاريخ المسرح الموريتاني تقام بحضور حكومي لشخصية الاولى المعنية بثقافة والمسرح في البلاد وزيرة الثقافة وقدمت لها المقترحات وكان لذلك التعاطي الايجابي من قبل الحكومة ممثلة في وزارة مع الفاعلين المسرحيين كبير الاثر في رفع معنويات المهتمين بابو الفنون في بلاد المنارة والرباط  وقد شهدت الاونة الاخيرة تاسيس عدت جمعيات وفرق مسرحية من قبل الشباب خريجي مهرجانات المسرح المدرسي مما زاد من مساحة الممارسين الهواة  وبدا المجتمع يتعاطي ايجابي مع الفن المسرحي بعد ماكان مدرجا في خانة الفنون سيئة السمعة (2) كذلك اقامة دورات وورشات تكوينية للمسرح المدرسي الموريتاني واشراك موريتانيا في مشروع تجديد المسرح العربي وافاد المسرحي الجزائري التاطير ورشة تجديد المسرح العربي بموريتانيا  والذي تكلل بإخراج عرض مسرحي موريتاني جمع كل اللوان الطيف المسرحي الموريتاني في عرض واحد مما كان له الاثر الايجابي في انصهار المواهب الوطنية في عمل مسرحي وحد (تبراع البتول) الذي كان لي الشرف ان كنت مساعد للمخرج الجزائري القدير هارون الكيلاني مؤطر ورشة تجديد المسرح العربي بموريتانيا المنظم من قبل الهيئة العربية للمسرح بتعاون مع وزارة الثقافة والصناعة التقليدية الموريتانية

 

ورغم كل هذه النشاطات المذكورة سلفا ما زال المسرح الموريتاني في طورالتأسيس ويعاني من عدة صعوبات وعراقيل واكراهات الواقع  تواجه مسيرة المسرحيين الموريتانيين الابداعية

عوائق واكراهات الواقع :

يعاني المسرح الموريتاني من عوائق عدة تقف حجر عثرة أمام تقدمه وتأسيسه علي أسس صلبة تضمن له الإستمرارية والتميز ، ويمكن أن نجمل هذه العوائق والعراقيل في :

العوائق الإدارية: حيث لا توجد مصلحة أو إدارة خاصة في وزارة الثقافة ،غياب فرقة وطنية للمسرح ، غياب الدعم المادي والمعنوي من الوزارة  للأعمال المسرحية ، غياب المهرجانات والتظاهرات الوطنية للمسرح التي ترعاها الجهات الرسمية ، انعدام الكادر الفني الموظف المتفرغ للعمل المسرحي كما أن غياب الفرق المحترفة للعمل المسرحي يعد عائقا إداريا مع إنعدام وجود اتحاد وطني للمسرح يجمع الناشطين في المجال يمكن من خلاله تلقي الدعم المالي والتنسيق مع الوزارة الوصية .

العوائق الفنية :

ـ انعدام وقلة وجود المختصين في الوزارة كما أن الأخصائيين في المسرح (الدارسين) يعدون بالأصابع في البلاد وانعدام التكوين الدائم للهواة أو إيفاد المهتمين في بعثات للخارج للتكوين والدراسة العلمية مما سيمكن من انتشار العمل المسرحي مع أن الدولة بإمكانها ذالك بأقل التكاليف

ـ غياب البني التحتية ، ويتمثل في انعدام وجود أماكن للعرض المسرحي إذ لا تتوفر البلاد علي مسرحي وطني يستجيب للمواصفات الدولية (توفر الصوت ، الإضاءة ، غرف إعداد الممثلين…ألخ ) حيث لا توجد في العاصمة غير دارين للشباب طاقتهم الإستيعابية محدودة (850 دار الشباب القديمة التي تحولت إلي المعهد الوطني لتكوين أطر الشباب والرياضة 400 مقعد في دار الشباب الجديدة التي تحولت إلي معهد للموسيقي )

عوائق اجتماعية :

كما أسلفنا يعتبر الفن المسرحي رغم عراقته ومكانته في العالم المتمدن فن وافد علي المجتمع الموريتاني الذي ما زال حديث عهد بالبداوة وبطبيعته لا يتقبل كل جديد بسهولة. حيث يرى معظم العامة أن المسرح فن التهريج والتنكيت وبالتالي يعتبرونه من الأعمال الهزلية الغير مفيدة ولا يليق الإنشغال بها . وهنا يبرز دور وسائل الإعلام في التحسيس والتوعية بأهمية المسرح كفن راق وضروري لتنمية المجتمع

العوائق المالية:

غياب الدعم المالي للفرق والجمعيات المهتمة بالمسرح مما ينعكس علي العمل المسرحي الوطني حيث أن الأعمال المسرحية تنجز بأقل القليل من الموارد المالية مع غياب تام لشركات الإنتاج الخصوصية في مجال المسرح مما يجعل المسرح الموريتاني مسرحا فقيرا ماديا والمنشغلون في الميدان يصرفون علي أعمالهم من جيوبهم وهذا ينعكس سلبا علي القيمة الفنية للعمل المسرحي ومع ذالك ما زال للخشبة مريدوها وللمسرح الموريتاني جنوده المجهولون الذين عشقوا المسرح ويرجون أن ينهض من سباته ليحقق طموحات محبيه ويمكننا أن نوجز طموحات المسرحيين الموريتانيين في يلي:

التطلعات والطموحات:

علي المستوي الإداري : أن تخصص وزارة الثقافة إدارة عامة لترقية الفنون وإيجاد مصلحة خاصة للمسرح مع ضرورة إنشاء فرقة وطنية للمسرح القومي

ـ خلق مهرجانات وطنية للمسرح

ـ دعم المشاركات الخارجية للفرق المسرحية الوطنية في التظاهرات الإقليمية والدولية

ـ ضرورة دعم واستمرار المهرجان الوطني للمسرح المدرسي

ـ تكريم رواد المسرح الوطني في التظاهرات الوطنية

في مجال البنى التحتية:

ـ بناء مسرح وطني بالواصفات الفنية الدولية

وفي مجال التكوين المستمر للكوادر المسرحية:

ضرورة افتتاح كلية للفنون الجميلة في جامعة انواكشوط أو معهد للفنون الجميلة يتوفر علي قسم للمسرح والفنون ادرامية

ـ الاهتمام بالأنماط المسرحية الأخرى مثل المسرح التجريبي ومسرح الدمي والعرائس وخيال الظل

وللإشارة فإن نشر الثقافة الفنية عموما والمسرحية خصوصا يتطلب تجهيز وبناء دور للشباب في جميع عواصم الولايات تتوفر علي قاعات للتدريب مع تكوين المنعشين علي ابجديات الإخراج المسرحي. من أجل أن يتجاوز المسرح الموريتاني أزمة التأسيس ويقف علي أرضية صلبة لكي يسهم في توعية الشعب الموريتاني العظيم وتقوية لحمته الوطنية إنطلاقا من مقولة اعطني خبزا ومسرحا أعطيك شعبا مثقفا .

المخرج المسرحي الموريتاني

 

ابراهيم ولد سمير

 

هوامش :

(1)المسرح الموريتاني والفضاء الميزانسني جميل حمداوي

(2) مقولة لدكتور احمد حبيبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى