الأخبارتحقيقاتعربي و دولي

زوجة البشير المختفية.. قصة وداد المتهمة بنهب الملايين

الصدى – متابعات/

زوجة البشير وداد بابكر خلال حضورها حفلاً عشية اليوم العالمي للمرأة بالخرطوم في 7 مارس

في كل يوم سبت يترقب السودانيون جلسة محاكمة الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، الذي حكم البلاد لأكثر من 30 عاماً.

 

وفي كل مرة تطرح العديد من التساؤلات حول التهم الموجهة إليه، فالرجل مطلوب من محكمة دولية!

 

ومن تلك الجلسات التي تشهدها الخرطوم أسبوعياً، يتردد اسم زوجة البشير الثانية.

 

ففي الخرطوم لم يحسم بعد مكان إقامة السيدة وداد بابكر الزوجة الثانية للبشير، المختفية عن الظهور الإعلامي منذ سقوط حكومة زوجها في أبريل/نيسان الماضي.

 

وكان آخر ظهور علني لها قبل شهر واحد من سقوط نظام زوجها، حيث خاطبت الجماهير في الأسبوع الثاني من مارس/آذار 2019، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة.

 

ولم تعلن السلطات السودانية حتى مساء السبت عن مكان وجود وداد، المتهمة لدى الشارع السوداني الغاضب باستغلال نفوذها كزوجة للرئيس وقيامها بتكديس الأموال الطائلة. وترك أمرها نهباً للشائعات، على الرغم من أن عدة مصادر أكدت أنها قيد الإقامة الجبرية.

 

الزوجة الأولى حرة طليقة

وقالت مصادر مطلعة إن الزوجة الأولى، فاطمة خالد، تتمتع بكامل حريتها، مستفيدة من التعاطف والتسامح الكبير الذي يبديه الشعب السوداني تجاهها.

 

وقبل زواجها من البشير، كانت وداد متزوجة من اللواء إبراهيم شمس الدين، الذي قُتل في حادث سقوط طائرة في إبريل/نيسان 2001. وفي مارس/آذار 2002، أعلن زواجها من البشير، حيث كان يزور منزلها في ضاحية الجريف غرب الخرطوم، قبل أن تنتقل معه إلى بيت الضيافة (مقر إقامة الرئيس) حيث توجد زوجته الأولى أيضاً، ثم لاحقاً إلى حي كافوري الراقي بالخرطوم بحري.

 

وعقد المقارنة بين زوجتي البشير يرجح كفة الزوجة الأولى، حيث قال المحامي حاتم إلياس لـ”العربية.نت” إن فاطمة خالد لم يكن لها نشاط معلن للعامة، وكانت النموذج للزوجة القروية التقليدية.

 

 

زوجة البشير الأولى فاطمة خالد

وأشار إلياس إلى أن فاطمة قاومت التطور الذي حدث لها، وتمسكت بأن تكون آمنة في ثقافتها التقليدية برغم محاولة تقديمها مراسمياً كزوجة للرئيس. وكان ذلك على العكس من وداد بابكر، التي ظهرت في السنوات الأخيرة بتأسيسها لمنظمة (سند الخيرية) الخاصة بمكافحة الفقر. وظهرت بصورة لافتة منذ أن رافقت البشير في البرامج الخاصة بحملته الانتخابية (عام 2010)، حيث ظهرت مرتدية شعار الحملة، ومرة أخرى بلبسة رياضية لجذب الرياضيين لصالح موقف زوجها الانتخابي.

 

كذلك حضرت وداد مع البشير عدة مناسبات وطنية مختلفة ورافقته في زيارات خارجية متعددة.

 

وكانت فاطمة خالد قد رعت جمعية (بت البلد الخيرية) التي جمعتها بزوجة الراحل، الزبير محمد صالح، عضو انقلاب الإنقاذ الذي توفي عام 1998 إثر تحطم طائرته جنوب السودان.

 

ما التهمة التي ستوجه إلى وداد؟

حتى مساء السبت، لم تتسلم النيابة العامة تهمة موجهة إلى وداد بابكر، وظلت متهمة لدى العامة فقط بأنها حولت إلى حساب منظمتها ما يقدر بـ40 مليون دولار حصلت عليها من نساء القادة الأفارقة لدعم أطفال الأيدز في السودان، وهو أكثر من المبلغ الذي يحاكم به زوجها المعزول المتهم بحيازة مبالغ قيمتها (6.9 مليون يورو و351.770 دولار و5.7 مليون جنيه سوداني).

 

وذكر الناقد السياسي، محمد عمر نصر، لـ”العربية.نت”، أن القوانين الخاصة بمحاربة الفساد مصممة بحيث لا تطال أمثال وداد زوجة البشير أو غيرها من المسؤولين الحكوميين، وصيغت للمحافظة على التراكم الرأسمالي لقادة النظام السابقين.

 

كما لفت نصر إلى أن وداد لن تكون الأولى ولا الأخيرة في هذه الحلقة من الغموض.

 

وقال البشير أمام المحكمة، الأسبوع الماضي، إن زوجته وداد باعت سيارتها لتشتري قطعتين سكنيتين في حي كافوري الراقي، لكن المحامي أسامة البلة رأى أن كلام البشير يجافي المنطق.

 

وأشار البلة لـ”العربية.نت” إلى أن القرائن كافية لتقديم وداد إلى نيابة الثراء غير المشروع والمال المشبوه، إلا أنه أوضح أنه قد لا تتوفر في الوقت الراهن المستندات التي تثبت تورطها في الحصول على أموال طائلة بصورة غير مشروعة، مثل الاستثمارات التي يتردد أنها تديرها في دول خارجية عديدة.

 

رمزية وداد كزوجة نافذة انتهت بها إلى وضع شديد الاختلاف عما كانت عليه السيدة بثينة خليل، زوجة الرئيس السوداني الأسبق، جعفر النميري، الذي أطاحت به انتفاضة شعبية مماثلة جرت عام 1985. وحظيت بثينة بحياة هادئة تقضيها بين القاهرة والخرطوم، ولم تقدم لأي محاكمة بعد سقوط حكومة زوجها. أما وداد، فلا يعرف المصير الذي ينتظرها حتى الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى