الأخبارفضاء الرأي

“سِيدِي ذَاكْ اَلْجَاكُمْ.. “/ محمد المنى(تدوينة)

الرئيس الراحل المختار ولد داداه رحمه الله

“… وعند سماعي قائمة من ساندوا الانقلابيين، حقاً كانت أم باطلة، لم أتمالك عن الضحك، لأن هؤلاء كانوا بالأمس القريب يتبارون بحماس نضالي داخل حزب الشعب الموريتاني. وقد قادني هذا إلى التفكير مليا في هشاشة العواطف والسلوك البشري ومزاجها المتقلب. إنها قاسم مشترك كما يقال… ولم يكن الأمر مفاجئاً لي على الإطلاق. فقد كنت أكرر على الدوام أنني أتوقع كل شيء ومن أي كان ما دمت رجلاًً سياسياًً. ومع أنني لم أكن نزاعا إلى الريبة، بل كنت أمنح الشخص كامل الثقة، فقد كان الشك يخامرنى باستمرار في صدق نوايا أولئك الذين يعلنون على رؤوس الأشهاد مدى تعلقهم بالسلطة القائمة وإخلاصهم لها … ولذا وجدت أن علاقاتي الشخصية السابقة لسنة 1957 كانت أكثر صدقاً وتجردا، إذ نسجت تلك العلاقات بين فلان والمختار وليس بين فلان والرئيس المختار. وكانت هناك لحسن الحظ بعض الاستثناءات، لكنه الشذوذ الذي يثبت صحة القاعدة.
إن انتهازية أصحاب رسائل المساندة التي بثتها الإذاعة تذكرنى بنموذج مشابه لأحد الانتهازيين تضمنه بيت من الشعر الشعبي (كَاف) يقول صاحبه:

سِيدِ ذَاكْ اَلْجَاكُمْ /// فَـاتْ أكَبَلْكُمْ جَانَ /// وَاسْوَ عَادْ اَمْعَاكُمْ /// وَاسْوَ عَادْ اَمْعَانَ///

ومؤدى هذا الكَاف: أن سيدي الذي أصبح الآن في صفكم كان فيما مضى في صفنا، ولا نبالى إذا كان معكم أو كان معنا”.

الرئيس الراحل المختار ولد داداه
“موريتانيا على درب التحديات”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى