مقالات و تحليلات

شعب الامارات :الشيخ زايد مدرسة /حبيب الصايغ

الشاعر والاعلامي الاماراتي حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب

حين يقول شعب الإمارات إن الشيخ زايد مدرسة، فإنه يتجاوز ذلك المزج السحري، إذا شئتم، بين ما هو حقيقة وما هو مجاز، وصولاً إلى حالة راهنة معيشة تمثل هذه اللحظة التاريخية الممتدة في الزمان، والمضيئة، بما لا يقاس. لا تقال مدرسة زايد بالمعنى «الكونكريتي» الخالص، ولا بالمعنى المعنوي الخالص، فهي مما يحس أكثر، وَمِمَّا يشعر به أكثر، وَمِمَّا يتسلل إلى روح الروح وخلايا الجسد الجوانية، ومدرسة زايد، بهذا المعنى باقية، لأنها استقرت في الوجدان الجمعي لشعب الإمارات، ما يعني أنها شكلت وعيه، وبالتالي، وعي أجياله الطالعة، ومن جهة ثانية، فإن مدرسة زايد مستمرة عبر نهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وعبر أسلوب عمل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خصوصاً الجهود التي يبذلها سموه على الصعيد الاجتماعي، وبعضها مقصود بمعنى التخطيط والتدبير المسبقين، وبعضها تلقائي، وكلها يكتمل ويتكامل ويتسق مع بعضه بعضاً، مكوناً حالة من التواصل لا تتكرر في أي مكان آخر، فهنا دولة تعلم أهلها، حتى على مستوى السلوك، داخلة بهم، معهم، لهم، في دقيق الجزئيات وجليل الكليات، ومسهمةً في تكوين الشخصية الوطنية بشكل جاد وحقيقي.

تبادرت إلى الذهن تلك الخاطرة لدى حضور حفل العرس الجماعي الذي أقامته قبيلة البحارنة عصر أمس، برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. الأعراس الجماعية أصبحت عادة إماراتية، ومعها يترسخ درس مدرسة والدنا وقائدنا وحكيم العرب المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. مدرسة زايد، على يد محمد بن زايد، غيرت عادة إقامة حفلات الزواج في المساء المتأخر مقرونة بمآدب العشاء المطوقة بعنوان الإسراف من كل صوب، فالتوجه اليوم، عبر مدرسة زايد التي يحييها ويرفع سقفها محمد بن زايد، إلى تدريب الشباب على الحياة السوية المتوازنة، وحفل العرس، بالأسلوب الجديد، أول حرف في درس الادخار والإعداد للمستقبل.
وفي كلمات سموه، خصوصاً تلك التي وجهها إلى الطلاب والشباب في مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، «تحريض» على الوعي، وحث على التمسك بالعلم طريقة تغيير، وطريق حياة جديدة، يصبح معها الإنسان أقدر على مواجهة استحقاقات الحاضر وتحديات المستقبل، فالمواطن الذي يودع آخر برميل في آخر سفينة نفط بفرح وثقة، هو طالب اليوم الذي «يجب أن يتعلم ويعيش أفضل منا»، وهو الشاب الذي يعده محمد بن زايد للمستقبل، فيدربه على المهارات المتنوعة، ويجعله يتكلم اليابانية والكورية والألمانية، إلى غير ذلك من لغات أهل البسيطة في العمر المبكر، ويعرفه إلى العالم عبر إتاحة أفضل المعلمين والمناهج والتجارب. مواطن الإمارات الذي يعده محمد بن زايد لمواجهة استحقاق (أبوظبي 2030)، وتحدي (الإمارات 2071)، هو سليل الوعي والانفتاح، وجامعة خليفة، والأسرة المتعلمة والعرس الجماعي.
ً العرس هو الوجود في مدرسة زايد، وفي أفق رؤية زايد، وليست دولة الإمارات إلا الوطن المعلم والدولة المدرسة.. خاطرة تبادرت إلى الذهن، وأنا أشهد حفل الزواج الجماعي ل 23 شاباً من قبيلة البحارنة في أبوظبي، برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومنذ أن شرف الحفل إلى أن غادر بحفظ الله، وأنا أردد لنفسي وأقول في نفسي، ولم أكن الوحيد يقيناً: كم نحن محظوظون بك يا أبا خالد.

نقلا عن جريدة الخليج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى