الأخبارالصدى الثقافيتقارير ودراسات

عرض كتاب “علم اجتماع الإعلام” / بقلم حواس محمود

غلاف الكتاب

علم اجتماع الإعلام

رؤية سوسيولوجية مستقبلية

تأليف : حميد جاعد محسن الدليمي .

عرض : م. حواس محمود.

 

 

 

يعتبر هذا الكتاب فريداً من نوعه في معالجة الظاهرة الإعلامية من زاوية علاقتها بعلم الاجتماع البشري ، وهذا الموضوع رغم أهميته القصوى ورغم كثرة الحديث الصحفي حوله ، لكن معالجة المؤلف لهذه الظاهرة يأخذ طابع الدراسة التحليلية الأكاديمية التي تجمع بين الاهتمام التخصصي والتناول الصحفي بحيث تأتي الفائدة أعم وأشمل ) .

 

يقسم المؤلف كتابه إلى سبعة فصول تتناول ظواهر وموضوعات تخدم العنوان الرئيسي للكتاب ..

 

الظاهرة الاجتماعية : في تعريف ينسب إلى دوركهايم أن الظاهرة الاجتماعية عبارة عن ” نماذج من العمل والتفكير والإحساس التي تسود مجتمعاً من المجتمعات ،ويجد الأفراد أنفسهم مجبرين على إتباعها في عملهم وتفكيرهم ،بل وهي تفرض على إحساسهم ” وفي تعريف آخر أورده بدوي عن دوركهايم أيضاً للظاهرة الاجتماعية بأنها ” طرق للسلوك والتفكير والشعور خارجة عن الفرد ولها من القوة في التأثير ما تستطيع به أن تفرض نفسها على الفرد ” وأياً كان منطق التعريف الذي يمكن اعتماده فإنه لا يختلف كثيراً عن مضامين التعاريف الأخرى ، ومرد الاختلاف بين المفاهيم ، كما نعتقد ، يعود إلى اختلاف الترجمة من اللغة الأم إلى اللغة العربية.

 

 

 

الظاهرة الاجتماعية والظاهرة الإعلامية :

 

الظاهرة الاجتماعية : هناك شبه اتفاق على موضوع علم الاجتماع وإطاره العام الذي يتحدد في دراسة الظاهرات الاجتماعية والجماعات الاجتماعية ، والعلاقات والمؤسسات والأنظمة الاجتماعية وأنماط التفكير والسلوك الاجتماعي ، وفي تعريف لدوركهايم هو ” علم دراسة المجتمعات باعتبارها وحدات هامة للتحليل السوسيولوجي ، ودراسة الظواهر الاجتماعية في علاقاتها بعضها ببعض وفي علاقاتها بالبيئة الاجتماعية التي تعد الظاهرة تعبيراً عنها ”

 

وإذا نظرنا إلى علم الاجتماع باعتباره ( علم المجتمع ) ويتعامل مع المجتمع كوحدة متكاملة ، ويضم أجزاء مختلفة أي علوماً فرعية متميزة ، يدرس كل منها جانباً معيناً من أوجه الحياة الاجتماعية ، فكما هو معلوم أن علم الاجتماع يتكون من مستويين :

 

 

 

الأول : علم بنية المجتمع ( المورفولوجيا الاجتماعية ) ويهتم العلم المذكور بدراسة الشكل المادي الخارجي والخصائص الطبيعية للمجتمع.

 

 

 

الثاني : علم الوظائف الاجتماعية ، الذي يدرس الحياة الاجتماعية نفسها أو بالأحرى النظم الاجتماعية ، وهذا الجانب يتناول المظاهر المختلفة للحياة الاجتماعية كالدين ، اللغة ، والعادات والنظم … الخ.

 

 

 

الظاهرة الاعلامية : لم تنفصل الظاهرة الاتصالية عن الظاهرة الاجتماعية في تطورها وأساليبها أو وسائلها كثيراً ، وإنما بقيت ملازمة للظاهرة الاجتماعية وشروطها الموضوعية : المكانية والزمانية ، والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا حدث خلال الـ 300 سنة الأخيرة من عمر الانسان ؟ وما هي تأثيراتها على الحياة الاجتماعية وما هي النتائج التي أفرزتها حياة الانسان ـ المجتمع ، الذي لا شك فيه قد حدث تحول هائل في حياة الانسان والمجتمع على التوالي وظهرت بصمات التحول المذكورة ، بصورة متسارعة على مدار الكرة الأرضية في عرضها وطولها أربك المجتمعات الزراعية القديمة وقوض أسسها الحياتية وأوجد أسساً وشروطاً جديدة للحياة الاجتماعية في إطار حضاري يختلف تماماً عما سبقه ، وهذا التحول الذي عرف تاريخياً بالثورة الصناعية ، فلم تكن الثورة المذكورة عبارة عن مصانع ومداخن وعجلات تدور أو أصوات مكائن وآلات جديدة أو خطوط سكك حديدية وإنما شكلت نظاماً اجتماعياً غنياً متعدد الجوانب كما أفرزت الثورة الصناعية آنذاك أيضاً قوتها السياسية التي تدافع عنها ، وتمسك بقيادتها للسيطرة على العالم الجديد ، وقد قاد هذا التطور الهائل في الصناعة والفكر والثقافة والنظم والمؤسسات الاجتماعية إلى قيام نظام للمعلومات يستطيع أن يلبي احتياجات التطور التقني الجديد ، إضافة إلى الإنتاج الواسع للأسواق والاتصال المباشر بين المدن بواسطة التلغراف أو التليفون أو عبر السكك الحديدية ، وفرضت بالضرورة البحث عن نظام لتبادل المعلومات وإشاعتها بين الأفراد ، وقد انعكس ذلك على تطوير مؤسسات البريد أساليب نقل الرسائل لتلبية احتياجات الأفراد والجماعات في آن واحد ، التي أصبحت مظهراً من مظاهر الحياة اليومية للناس ، وقد أنجز ماركوني اختراعه للتلغراف اللاسلكي آنذاك وظهرت الصحف اليومية ، وساعدت القطارات إلى وصولها إلى مناطق بعيدة في اليوم نفسه ، كما ساعدت انتشار شبكات البريد والهاتف على وصول الأخبار الجديدة والأكثر من ذلك كله نسب الجمهور المتعلم الواسع الذي يترقب ظهور الصحف وشرائها تطور نظام الاتصال ـ الإعلام الجماهيري ـ وأصبح يضم إضافة إلى الصحافة ، المذياع ( الراديو ) والمذياع المرئي ( التلفزيون ) والأفلام السينمائية والمنشورات الدعائية والإعلانات ووكالات الأنباء …. الخ.

 

 

 

علم اجتماع الإعلام – الاتصال والتفاعل الاجتماعي

 

 

 

ويمكن أن نوجز العلاقة بين الاتصال ومكونات البناء الاجتماعي، العلاقات، التفاعل، وأنماط السلوك في الآتي :

 

1ـ الاتصال هو صيغة رئيسية من صيغ التفاعل الاجتماعي أي بين عنصرين أساسيين في إطار البناء الاجتماعي المرسل لموضوعة التفاعل، والمستقبل لها، وكلاهما يؤثر ويتأثر في نطاق قبول موضوعة التفاعل ـ الرسالة من عدمه، ففي كلا الحالتين يتشكل موقف فرد ما ( المستقبل ) من فرد آخر ( المرسل ) وبذلك يندرج الاتصال كأحد الظواهر الاجتماعية في حياة الناس والقائمة أساساً على التأثير في المواقف ، الاتجاهات ، القيم ، المعايير ، أنماط السلوك ، وأنماط التفكير ، وبناء تصور اجتماعي عن الحياة الاجتماعية .

 

2ـ الاتصال هو صيغة من صيغ إجراء وتنظيم العمليات الاجتماعية، وربما يصعب الحديث عن أية عملية اجتماعية تنتج بين أفراد، جماعات، ومؤسسات، بدون وجود قناة ووسيلة للاتصال

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى