فضاء الرأي

لماذا تفشل جل الإصلاحات في بلدنا ؟ / محمد سالم الددي

الخبرة الأجنبية .. قليلها قد يفيد و كثيرها قطعا يعيق. الإصلاحات غير ممكنة دون معرفة الواقع و محاولة الإنطلاق منه.

بكل بساطة، لأن جل كل ما تقوم به هذه المحاولات المعتمدة على الخبرات الأجنبية غير نابع من حقائق البلد و يقوم على ترسيخ التبعية ، فنقوم بإعادة أنماط جاهزة و موجهة و غير بريئة و لم تخلق لنا و لا يراد تطويعها لنا و لا علاقة لنا بها.

فاستجلاب “الخبراء” الأجانب بكثافة و بدون تمعن يقضي على كل فرص الإصلاح بقضائه على القدرات الوطنية و يكرس المحاكاة و التقليد على اسس خاطئة كمنهاج و يقتل الإبداع و التميز الضروريين لعملية الإصلاح.

و بهذا تصرف أمول طائلة و ثمينة هدرا في استشارات خارجية لا يعرف أصحابها هذا الشعب و لا يكلفون نفسهم عناء ذالك لأن لديهم حلول سحرية جاهزة و معدة مسبقا في تجاهل مطلق لخصوصيات هذا المجتمع و مرجعيته الثقافية و الإجتماعية. و هو الذي سيتجرع مرارة هذه الحلول الفروضة رغم عدم نجاعتها و عدم ملائمتها لخصوصياته و لكونها تستنزف خيراته و وقته و مقدراته من دون وجه حق رغم توفر بداءل أفضل و وطنية و طيعة و رخيصة.

إنها اصلاحات تتبنى تقطيع الأواصل و القطيعة نموذجا لخلع الجذور و اتلاف البذور بتدمير المخزون تمهيدا لزرع الدخيل لجني السراب.

قطيعة اجهضت اصلاحات التعليم فتدنت الرؤية و ضعف المستوى و اختلت التوازنان رغم كل ما صرف على الملتقيات و الورشات و البرامج و الخبراء و ….. فشل فادح جعل المستهدفين لا يتقنون اي لغة للتداخل اللغات و تنافسها في قطيعة تامة مع تاريخ البلد و ثقافته و دستوره و كل التجارب الناجحة في العالم.

قطيعة اجهضت الإصلاحات الإقتصادية و المالية لتشبثها بنظام مالى و اقتصادي ثبت فشله و تخلت عنه الدولة التى نشأ فيها. مع ذالك تصرف المليارات لجلب خبرات تحصر آفاقنا في ذالك النموذج الفاشل و تحرمنا من الولوج للنماذج الناجحة رغم كثرتها و سهولة الوصول اليها حتى عبر الخبرة الوطنية المعطلة بشكل تام و بصفة ممنهجة.

للأسف الشديد، يمكن مواصلة الأمثلة لتشمل جل القطاعات.

ننبه على هذا المشكل المستفحل و الذي في هدر كببر عسى ان يلقى التجاوب المناسب…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى