مقالات و تحليلات

مغالطات محلية / عبد الله محمد

عبد الله محمد / باحث ومدون موريتان

1-“لدينا حرية التعبير” : حرية التعبير تكون حين يعبر الموظف عن موقفه السياسي المعارض مساءً ويشترك في ندوة رأي معارض ويبقى في منصبه. تكون حين يُفصل بين الموقع الفني والموقع السيادي فهل يمكن تعيين رئيس مصلحة من حزب معارض (حقيقي وليس معارضا مواليا اكثر من الموالاة نفسها ـ أولم يقل بعض المعارصة المحاورة انها “اموكله” الرئيس! او معارض بمجرد عدم الانتماء بالبطاقة لحزب الحكومة مع صمت الشيطان الراهب)؟ تكون حين يعبر رجل أعمال عن موقف سياسي ويسلم من قانون الاستهداف تفليسا وتحميلا لاعباء. غير ذلك يسمى حرية الكلام وهي مختلفة عن حرية التعبير التي تحيل للموقف وما ينجم عنه. خطورة هذه المغالطة ان حرية الكلام تسوَّق لصالح تكرس كبح حرية التعبير فيتم تلميع النظام عبر دكر الترتيب في الصحافة العالمية ونحو ذلك. فهل من منتبه لذلك؟

2- “الرئيس ليس دكتاتورا” : وهل الدكتاتورية حصرية في رئيس قاتل فاتك بالمعنى الجرمي المباشر؟ ما معنى أن تُختزل كل مؤسسات السلطة والجهاز التنفيذي الإداري في يد رجل واحد لو أفاق صباحا وطلب تغيير استراتيجية كاملة لألغيت قبل ارتفاع شمس ذلك اليوم! هل الدكتاتورية منتفية في ظل الفعل الفسادي: صفقات دون ضابط وثراء شخصيا وبلطجة مقربين؟ ما معنى ان تكون لطيفا وتسرقني بالمعنى الماكرو الخفي فلا حسيب لك إلا نفسك. هل حققت محكمة الحسابات مثلا في تسيير الرئاسة أو في تهم انشاء شركات التأمين وصفقات التراضي ومنح الامتيازات وصرف البروتوكولات وتبريره محاسبيا؟

.

 

3- “في هذا العهد حدثت انجازات”: هنا المغالطة مركبة بل هي أعقد تكعيبا. أود هنا تذكير القائلين بهذا تصفيقا، أو سذاجة بطيبة المواطن الممرر للخطاب الاعلامي، فأقول إن كون رئيس يحكم عقدا ويتصرف في موازنة عامة لشعب ولديه تنفيذيون فنيون مؤتمرون (وهم اكفاء غالبا دون هامش رأي مأخوذ به أو اتخاذ قرار للاسف) ثم يقوم، وهذا طبيعي في حدود المعتاد، بحد معين من الانجاز وهنا اسوق مثل العقيد الذي هو نموذج الفساد الأسوأ ففي عهده عبدت طريق تجكجة مثلا وأُطلق مشروع اصلاح الحالة المدنية وغير ذلك من “الجاري” من العمل التنموي العادي (تزامنا مع عبثه في مقدرات الدولة للثبات في المنصب) فهل يشفع ذلك للعقيد لاعتباره صاحب انجازات؟ هذه المقاربة مضللة. الوجه الآخر لتركيب هذه المغالطة هو اعتبار الانجاز منة من كريمٍ ولي نعم؛ فهل تم من ثروة الرئيس السابقة تبرعا لنا؟ لسنا رعيته القابضة بل مواطني دولة محاسبين له، نظريا وهذا الاصح!

 

وجه آخر في هذه المغالطة دائما: نحت انجازات فلكلورية مقحمة اقحاما ليُتحدث عنها فهل تغيير العلم والنشيد انجاز (حتى على افتراض نزاهة طرحهما اصلا وحيثيات التصويت بشأن العلم)؟ فمهما كان للامر من مسوغات متعلقة بالمقاومة (وهي اعتبارات مضللة فاللون الاحمر لا يرمز دينيا للشهادة) والهوية (والنشيد الجديد ليس محل اجماع واصدر بمرسوم)، اليس في ذلك “الانجاز” فتح لباب فوضى بأن يقوم كل تال للرئيس (إن صدق تركه للمنصب) بتغيير تلك الرموزودخولنا في دوامة التلاعب بالرموز الوطنية بدلتكريسها! ألا يكون حينها “الانجاز” فعلا مخربا بكل بساطة؟ هل يمكن منع القادم من تغيير بمنطق الرئيس الحالي نفسه حين هم به؟ هذا هراء محشو بالسذاجة موضوعيا!

….

إن شاء الله يتم تناول مغالطات أخرى في مقبل الفرص #إلذاك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى