افتتاحية الصدىمقالات و تحليلات

أقيلوا وزير الصحة .. “يخل لكم وجه أبيكم”!!! / محمد عبد الرحمن المجتبى

محمد عبد الرحمن المجتبى /رئيس التحرير

لا أعرف وزير الصحة الدكتور نذيرو ولد حامد ، وبكل تأكيد لا يعرفني ، لسبب بسيط هو أنني  في الغالب لا أتعرف على كبار المسؤولين إلا في إطار مهمة عمل ، ومعالي الوزير تقدمت له بطلبين للحصول على لقاء صحفي لصالح وسيلة إعلامية دولية ورفضهما بحجة الانشغال بأزمة كورنا ، وكأننا في وسائل الاعلام المحلية والدولية نمارس المهنة من باب الترفيه والترف المهني والفكري فقط لا غير.

وأكثر من ذلك لم ألتق بمعالي الوزير سوى مرة واحدة في مطار نواكشوط الدولي قبل أسابيع حيث فشلت في الحصول على تصريح من نصف دقيقة من معاليه لاعتبارات هو أدرى بها

بالنسبة لي على الصحفي أن يسعى للحصول على المعلومات وهي حق طبيعي له ، و يجب أن يفهم الجميع أن منح ذلك الحق  ليس منة من ما نحه ، ومنعه ليس سببا للعداوة والشحناء مع مانعه ، مع ما يستبطنه من مرارة ، وما يشي به من تكتم على مواطن الفساد ، أو جهل مزعج لدور لإعلام لا يليق بمن يتربع على كراسي صنع القرار.

بيد أنني رغم مآخذي (المهنية) على معالي الوزير ألاحظ كغيري من المتابعين للمشهد الوطني تلك الحملة الإعلامية الشرسة ذات البعد السياسي الخطير ، و الممنهجة لغرض تشويه الرجل وشيطنته وكأنه هو من سافر الى مدينة “واهان” الصينية لينتج فيروس كورونا ويبتلي به كل العالم.

نعم تتم شيطنة الرجل بشكل ظالم وفاضح وغير أخلاقي في وقت يقف فيه الى جانب طواقمه الطبية في وجه العاصفة ، وعلى خطوط النار والموت ، للتصدي لفيروس فتاك عبث بأقوى وأعتى المنظومات الصحية والاقتصادية في العالم

تتم شيطنة الرجل لاستماتته في فرض رؤيته الصحية وما يترتب عليها من إجراءات أمنية واجتماعية واقتصادية قد لاتروق لبعض “الكبار”

تتم شيطنة الرجل الذي يتمتع بثقة مطلقة من رئيس الجمهورية لإيمانه أنه صادق في توجهاته وآراءه وتطلعاته ومساعيه لتطوير القطاع الصحي في البلاد قبل وبعد وأثناء أزمة كورونا

تتم شيطنة الرجل وتضخيم أخطاءه  (وهي كثيرة وأحيانا خطيرة ) لحاجة ما نفوس ديناصورات الفساد داخل وزارة الصحة وخارجها …!!!

تتم شيطنة الرجل لأنه ضرب بيد من حديد مصالح “تجار الموت” عندما أعلنها قبل شهور حربا لا هوادة فيها لتطهير البلاد من الأدوية المزورة ، ولهذا نقرأ اليوم أنه فشل في تزويد السوق بالأدوية…!!!

لقد أربك الرجل بل عطل  برؤيته الواضحة وصرامته وبعده عن شبهات الفساد (بشهادة أعداءه) مصالح الرجال ووضع حدا لتربحهم الفاحش على حساب المواطن ، وبالتالي هذه فرصتهم للإنقضاض عليه في لحظة وطنية عصيبة تتطلب تضامن الجميع.

لكن المؤسف الخطير أن حملة تشويه و زير الصحة الظالمة يتعانق في “هواها” تجار الموت و عصابات الفساد وتتناغم مع “مآرب شخصيات سامية” في الدولة وقد استخدمت هذه الجهات كل الوسائل المتاحة لتسديد ضرباتها الموجعة للرجل بما فيها وسائل الاعلام العمومية”

يا هؤلاء ما عليكم سوى الصمود في معركتكم “الفاجرة” لكي تتخلصوا من هذا “الجسم الحكومي النشاز” ، ويتطلب الأمر التأثير على رئيس الجمهورية لكي يقتنع بتلفيقاتكم التافهة (ولا أتوقع ذلك طبعا ) و لحظتنها ستنجحون في تصفية الرجل و بإقالته سيخل لكم وجه أبيكم ، وتعود حليمة لعادتها القديمة رتعا في المال العام ، واستيرادا لسموم الموت ، خاصة أن موسم “كورونا” موسم مناسب  للنهب والنفخ في الفواتير والصفقات الوهمية وصفقات التراضي وكل مظاهر ومسلكيات الفساد البغيضة.  

طبعا ستروى ألف حكاية وحكاية عن أسباب دفاعي عن الرجل لكن ما يهمني هو أنه حسب علمي لحد اللحظة صادق في توجهاته ، لا يؤذي المال العام ، وليس مظنة للفساد ، (وإن ثبت لدي عكس ذلك فسأنشره بدون تردد )وهذه مواصفات نادرة في نخبنا الوطنية الممارسة للشأن العام ، كان الأجدر تثمينها لا تشويهها وشيطنتها.

حفظ الله البلاد والعباد…

المصدر : صحيفة الصدى الاسبوعية (زاوية : قلم رشاش ) الصادرة بتاريخ :13 شوال الموافق 03 يونيو 2020

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى