فضاء الرأي

ألم تر كيف فعل الرئيس بالمحاظر من تهميش /محمد الشيخ الناجي الشواف

 الدكتور الطيب بن عمر ، يشكر في مقال له ، الرئيس عزيز على إنجازاته الإسلامية !.

وقد ركز في متن مقاله على القيمة التي عكستها المحظرة على أبناء شنقيط قديما وحديثا ، والدور الذي لعبه الرئيس عزيز في العناية بالمحظرة !.

لكن لا أوافق الدكتور في بعض النقاط ولم أستطع السكوت أيضاً؛

فإذا كان الدكتور قد وجه رسالته إلى عزيز

فإني أنا أوجه له هو رسالة باسمي شخصيا وباسم المحاظر الموريتانية؛

فضيلة الدكتور إنك في إطار اشادتك بالإنجازات الإسلامية ركزت على الاعتناء بالمحظرة لكنك لم تذكر أي إنجاز تجسد فعلا يتعلق بالمحظرة بل ذكرت الجامعة الإسلامية وطباعة المصحف الشريف ؛(وخيرت والله)بهذه الإنجازات ولكن ماهي المردودية على المحظرة؛ فلا تعاني من نقص في المصاحف ولا تحتاج لجامعة إسلامية لم تبن على معايير المحظرة وليست امتدادا لمنهجها الراسخ الرصين الذي اعترفت أنه بسببه صارت موريتانيا ممثلة في المحافل الخارجية بعلماء أجلاء…

إنما يا سيادة الدكتور تحتاج المحظرة إلى اعتناء ذاتي بها هي ومحاولة رد الاعتبار لها، ذلك الاعتبار الذي فقدته منذ دخول المستعمر الفرنسي وحتى الآن !

سيادة الدكتور طلاب المحاظر يتسربون ليلا نهارا لعدم التشجيع الحكومي؛ المادي والمعنوي ، قريب المدى وبعيده.

حيث إن الوظائف /المفترضة / منوطة بخريجي المدارس وحاملي شهادات المنهج الفرنسي. فلا قيمة عند الدولة للإجازة في القرآن الكريم، ولا امتياز لمن لديه إفادات عرفية بأنه تحصل على “كسر ذهابة” المتون المحظرية من أمهات الكتب وغيرها…

بل مهما بلغ طالب العلم المحظري فعليه إن كان يطمح لأن يستفيد من خيرات بلاده أن يسلك المنهج الدراسي الذي وضعه المستعمر. الأمر الذي جعل معظم طلاب المحاظر يقولون إذا كانت هذه هي نهاية المطاف فإننا سنختصر الطريق (فيتسربون من المحظرة ويلتحقون بالمدرسة ).

سيادة الدكتور شيوخ المحاظر لا يتمتعون بأي قيمة مادية، فقد سلبتهم الدولة كل الامتيازات وأولتهم عين الإذلال وعدم التقدير وليست لهم مخصصات مالية من خزينة الدولة _(المجتمع ) الذي ربوا أبناءه تربية أفضل بكثير من تربية المستعمر.

سيادة الدكتور لا تحتاج إلى لجوء إلى المادة 38 ولا إلى استفتاء شعبي كي تعدل مقالك وتعيد النظر، فقط تحتاج أن تتأمل في طبيعة الإنجازات الإسلامية كما سميتها وبالخصوص ما يتعلق بالمحظرة كإرث وتجربة علمية ناجحة وتكتب رسالة طلب لا رسالة شكر، رسالة طلب موجهة إلى وزارة الشؤون الاسلامية ووزارة الثقافة وكذا وزارة التعليم ، مطالبا برد الاعتبار للمحظرة وجعلها في ظروف تحافظ عليها وعلى عطائها المعرفي.

فإن تلقفوا طلبك بالقبول حينها راسل الرئيس عزيز بألف شكر ونحن معك، وإلا فلن نشكر عزيز على التهميش البين للمحاظر الموريتانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى