إفريقي ومغاربيالأخبارعربي و دولي

الإعلام الإسرائيلي يحتفي بأول تجسيد رسمي لعودة العلاقات مع الرباط

الصدى /هسبرس :

في أوّل تجسيدٍ رسمي لعودة قنوات الاتّصال بين تل أبيب والرّباط، حلّ وفد إسرائيلي أمريكي، اليوم الثّلاثاء، بمطار الرباط سلا الدولي، في أوّل رحلة طيران مباشرة تربط البَلَدَيْن. وتقدّم الوفد المذكور كل من جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرّئيس دونالد ترامب، ومائير بن شباط، رئيس مجلس الأمن القومي.

وكتبت “هاريتس” الإسرائيلية، في تعليقها على هذه الزّيارة، أنّ “المغرب يضمّ جالية يهودية عمرها يعود إلى قرون ويرحّب دوماً بالسياح الإسرائيليين منذ فترة طويلة”، مضيفة أنّ “كوشنر انضمّ إلى رئيس الوفد الإسرائيلي مائير بن شبات، مستشار الأمن القومي مائير بن شبات. ومن المتوقع أن يلتقي الرجلان بالملك محمد السادس ومسؤولين كبار آخرين”.

وقال ليئور هايات، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، إنه من المتوقع أن يستعيد الوفدان العلاقات منخفضة المستوى بين إسرائيل والمغرب التي كانت قائمة في التسعينيات، وأن يوقعوا العديد من اتفاقيات التعاون، بما في ذلك إقامة رحلات جوية مباشرة.

وأفاد هايات، نقلاً عن الصّحيفة الإسرائيلية، بأن “الهدف هو نقل العلاقة من مستوى منخفض إلى علاقات دبلوماسية كاملة”، لافتا إلى أنه لا يوجد جدول زمني محدد لهذه العملية، مبرزا أنّ “المغرب كان دوماً موطنًا لعدد كبير من السكان اليهود، حيث هاجر العديد من أسلافهم إلى شمال إفريقيا من إسبانيا والبرتغال خلال محاكم التفتيش الإسبانية”.

من جانبها، قالت صحيفة “إسرائيل اليوم” بأنّ مئات الآلاف من اليهود الإسرائيليين يتتبعون نسبهم إلى المغرب، ولا تزال مجموعة صغيرة من اليهود، تقدر بعدة آلاف من الناس، تعيش في المملكة. وخلال التسعينيات، أقامت إسرائيل والمغرب علاقات دبلوماسية منخفضة المستوى؛ لكن المغرب أغلق مكتبه التمثيلي في تل أبيب، بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000.

ومع ذلك، يضيف المنبر الإعلامي ذاته، “حافظ البلدان على اتصالات جيدة من وراء الكواليس، ويواصل حوالي 30 إلى 50 ألف إسرائيلي زيارة المغرب كل عام”.

واستبق مسؤولون مغاربة وإسرائيليون عودة الاتّصالات الرّسمية بين البلدين بجرد منافع هذه “العودة” سواء من حيث تأثيراتها المحتملة على بعض القطاعات الحكومية، خاصة على المستوى السّياحي، إذ من المرتقب أن تستقبل المملكة 200 ألف يهودي خلال عامٍ واحد، بالإضافة إلى ملفّات الأمن والدّبلوماسية والثّقافة.

وبعد الإعلان عن استكمال العلاقات بين المغرب وإسرائيل، وبهدف إعداد الظروف الملائمة ليقبل الرّأي العام هذه الخطوة، خرجت الكثير من التّصريحات عن مسؤولي الطرفين تتحدث عن الأرباح والمكتسبات التي من شأن أن يحقّقها هذا التّقارب بين البلدين.

وإذا كان المغرب قد سلكَ توجّها مغايراً في علاقاته مع إسرائيل بخلاف باقي الدّول العربية، فإن ذلك راجعٌ إلى وجود أصوات داخل إسرائيل ظلّت تنادي بإخراج العلاقات بين البلدين من المنطقة “الرّمادية” وإعلان رسمياً عودة الاتصالات الدّبلوماسية، لا سيما أنّ الرّباط تتمتع بعلاقات ثقافية ودينية عميقة مع الدّولة اليهودية، وكان من المتوقع منذ فترة طويلة أن تنضمّ إلى الموجة الحالية من الدول العربية التي تطبّع العلاقات مع إسرائيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى