الأخبار

الإمارات جبارة الخواطر، وجابرة العثرات / هشام حمزة

بسم الله الرحمن الرحيم

                لم أعتد على المدح العلني، وعلى الملأ، لكنني عزمت هذه الأيام على البوح بما في نفسي، والحديث عن بعض ما تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة لضيوفها المقيمين على أرضها، فضلا عن مواطنيها، بعد أن ثقل دين الإمارات علينا، ووجب قضاؤه، بما نستطيع، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟.

إذا أردنا الإيجاز نقول إنها الحياة الكريمة الآمنة، والخدمات الراقية في كل المجالات. أما التفاصيل فلا تقدر على حملها المجلدات.

 سأتحدث عن بعض المكرمات وأعمال الخير، والإنسانية التي تقدم للإنسان في دولة الإمارات، وأرى أن أحدثكم عن موقف إنساني من الطراز الرفيع، ولا مثيل له في العالم، كما أعلم.

 هذا الموقف أعيشه هذه الأيام، وبكل تفاصيله المفعمة بالخير، ومكارم الأخلاق والإنسانية.

 منذ أربعة عقود من الزمن أعيش مع أسرتي في أبوظبي بخير، وسعادة، وأمان. وكحال أي مغترب ينتهي عمله لا بد أن يحين يوم عودته إلى بلده.

وأنا في هذا الحال شعرت بصداع، فذهبت إلى مركز الطوارئ في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي. وهناك شعرت بقيمة الإنسان والإنسانية بأسمى معانيها. قلت لهم ليس لدي تأمين صحي، ولا أملك أجرة العلاج، فقالوا هذا ليس مهما، المهم صحتك، وسلامتك. لم تمض ساعات قليلة حتى أجريت لي جميع الفحوصات، والتحاليل، والصور اللازمة للتشخيص. جاء الطبيب ليقول لي:  إن حالتك الصحية بخير، ولكن لا بد من علاج سبب الصداع وارتفاع الضغط في مستشفى متخصص، وسنتولى الأمر. غادرني الطبيب، وبعد أقل من ساعة جاءت الممرضة لتخبرني بأن مستشفى كليفلاند كلينيك في جزيرة المارية بأبوظبي، وهو من أضخم المستشفيات، وأرقاها في الامارات والعالم، وافق على استقبالي، وعلاجي من غير مقابل.

في أثناء حديثي مع الممرضة كانت سيارة مجهزة بكل ما يلزم من معدات وأجهزة طبية قد وصلت إلى بوابة مركز الطوارئ. أُدخلت في السيارة، ولم يمض أكثر من عشرين دقيقة حتى وصلت إلى كليفلاند، وكان في استقبالي الطبيب المتخصص. شرح لي ولزوجتي وابني، الأمر طبيا، وإجراءات العلاج، وعندما أنهى حديثة، قلت له كما قلت للأطباء في مركز الطوارئ: يا دكتور ليس لدي تأمين صحي، ولا أملك أجرة العلاج، فقال لي: نعلم ذلك، لا تقلق، ولا تهتم بهذا الأمر، فإن لم يكن مجال للانسانية في هذا المكان، فأين يكون إذن؟ . نحن نقدر الظروف، وتهمنا حياة الإنسان أكثر من غيرها. غادرنا الطبيب مبتسما، بعد أن تحدث إلى الممرضة.   وخلال دقائق معدودة وجدت نفسي في جناح فخم مستقل فيه كل ما يلزم لحياة مريحة لا تنقصها الرفاهية بكل معانيها، والجناح مخصص لاقامتي، مع زوجتي، أو أي أحد من أفراد الأسرة، طوال أيام العلاج. منذ الدقائق الأولى من إقامتي في الجناح شعرت بأن كل المستشفى يعمل من أجلي، فكبار الأطباء يتناوبون على زيارتي، والممرضون لا يغيبون عني، فمرة لقياس الضغط، ومرة لقياس الحرارة، ومرة للإطمئنان  ومرة للسؤال عما إن كنت أريد مساعدة، أو أي شيء، أما فريق الإدارة والنظافة، وإطعام النزلاء فهم لا يعملون بكل إخلاص وحماسة فحسب، بل بمحبة، وكأن المريض أخ، أو أب، أو ابن لهم، وكذلك يفعل الأطباء والممرضون، وكل أعضاء الفريق الطبي والإداري. هذا الاهتمام الفائق والرعاية الطبية الراقية دعواني مرة أخرى إلى الظن باحتمال وقوع خطأ في أسماء المرضى، وأنني لست المقصود بهذه المعاملة الطيبة العصية على الوصف، وقد يكون المقصود مريضا آخر قادرا على دفع عشرات الآلاف من الدولارات تكلفة الإقامة والعلاج، وهذا ما دفعني إلى تذكير الطبيب بعدم قدرتي على دفع تكاليف الإقامة والعلاج، فقال لي: لن تدفع فلسا واحدا، اطمئن، أنت في دولة الإمارات، إقامتك،  وعلاجك، سيكونان على نفقة المستشفى   (from a to z) فقلت في نفسي: والله هذه هي، الحضارة الإنسانية، وهذه صيانة حقوق الإنسان بكل معانيها (from a to z)، وإن شاء الله، وبعد خروجي من المستشفى سأدرج  قصة هذه المكرمة  مع ما استجد من مكرمات، ومنح، وأعمال خير ومساعدات إنسانية قدمتها دولة الإمارات، وما زالت تقدمها لمواطنيها، والمقيمين على أرضها، وكذلك للمحتاجين في العالم، وذلك في كتاب ضخم بدأت تأليفه قبل سنوات. وسيكون معظم أجزاء الكتاب من وحي مشاهداتي، وما عشته شاهدا على ما قدمته يد الإمارات البيضاء من أعمال خير إنسانية في الإمارات، وخارجها. وسيكون الكتاب  جهد المقل، وهدية صغيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة، لا ترقى إلى ما قدمته، وما زالت تقدمه في سبيل سعادة الإنسان، ورفعته، ومساعدته على  تأمين حياة كريمة سعيدة آمنة تليق بإنسانيته. هذه الدولة الرائد في كل ميدان، وصاحبة المراكز الأولى في جميع ميادين الحضارة الإنسانية جعلت الإنسان عنوانها، ومكارم الأخلاق شعارها، والبذل والعطاء بلا حدود نهجها، لأهلها، والمقيمين على أرضها، ولكل محتاج أينما كان.

 اللهم احفظ دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادة، وشعبا، وأسعدها بقدر ما حفظت كرامة الإنسان، وأسعدته. وبقدر ما جبرت خواطر ملايين الناس من مواطنيها، والوافدين إليها، ومن جميع دول العالم. من عاش في الإمارات، وأكل من خيراتها، وأمن فيها، وبين أهلها، فعليه واجب الشكر والعرفان، وأقله أن يحبها، ويخلص لها، ولأهلها، ومن لا يحبها فهو أحد أربعة ، إما جاحد، أو حاسد، أو حاقد، أو مغرض. أما نحن، محبي  الإمارات فنقول: من لا يشكر الناس لا يشكر الله.

أما شاعرنا العربي فيقول: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته. وها أنا أعلنها صراحة أن الإمارات أكرمتنا  خير إكرام، فملكت قلوبنا، وحُق لها  أن نشكرها، ونقدم لها أسمى آيات المحبة، والولاء والعرفان.

 في المقالة المقبلة سأخبركم عن ريادة الإمارات في كل أمر، وما يعنيني في هذا المقام التقدم في الرعاية الصحية، والتقدم الطبي وعلاج أمراض خطيرة، قد تعجز عنها مستشفيات عالمية عريقة. أما المستشفيات العربية فأمامها عقود من الزمن حتى تبلغ ما بلغته الإمارات في هذا الميدان. أخواتي الكريمات، إخوتي الكرام، أنا أتحدث عن موقف إنساني أكرمتني به دولة الإمارات العربية المتحدة، وقبله مكرمات كثيرة لا تبخل بها الدولة على مواطنيها، وضيوفها، فأرجو أن يكون تفاعلكم، وتعليقاتكم في هذا الإطار. مقدرًا لكم حسن تفهمكم، وطيب قولكم.

نقلا من صفحة الكاتب على الفايسبوك 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى