الأخبارتقارير ودراسات

الإمارات وروسيا.. شراكة تعانق الفضاء

الصدى- (الاتحاد)
تحرص الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على إقامة علاقات متوازنة وقوية مع دول العالم كافة، أساسها الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتنأى الإمارات بنفسها دائماً عن سياسة المحاور أو إقامة علاقات مع دولة على حساب دولة أخرى، وتحظى الإمارات باحترام وتقدير الجميع لأن سياساتها قائمة على الوضوح والشفافية، لذلك تلقى توجهاتها وقراراتها ومواقفها كل التقدير من دول العالم كافة. وتؤكد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للدولة رسوخ وقوة العلاقات الإماراتية الروسية في جميع المجالات، وهي علاقات قائمة على المصالح المشتركة والتقدير المتبادل، كما أن البلدين الصديقين تجمعهما توجهات مشتركة ووجهات نظر متطابقة في كثير من الملفات، وعلى رأسها مواجهة الإرهاب والتطرف أياً كان مصدرهما ومسماهما، بالإضافة إلى ضرورة توحيد الجهود الدولية في القضاء على هذه الآفة الخطيرة التي صارت وباءً يجتاح العالم ولا يوجد أحد بمنأى عنه.
وانطلقت العلاقات بين الإمارات وروسيا عام 1971، وتم في 1986 افتتاح السفارة الروسية في أبوظبي، فيما تم افتتاح السفارة الإماراتية في موسكو عام 1987، وفي عام 2002، تم تأسيس القنصلية العامة الروسية في دبي، وتتمثل أبرز اتفاقيات التعاون المثمر بين البلدين، في اتفاقية التعاون القنصلي الخاصة بتسهيل تأشيرات الدخول.
وتطورت العلاقة بين الإمارات وروسيا بشكل متسارع خلال العقدين الأخيرين، وكانت الإمارات أول بلد عربي يطور التعاون الواسع مع روسيا في مجالات الاستثمارات المتبادلة والتبادل التجاري والتصنيع المشترك لعدد من التقنيات، كما تشهد العلاقات بينهما نمواً وازدهاراً في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية، ومن ضمنها القطاع الفضائي، وفي 25 سبتمبر الماضي توج التعاون بانطلاق أول رائد فضاء إماراتي ضمن بعثة ثلاثية تضم رائدي فضاء من روسيا والولايات المتحدة على متن مركبة «سويوز»، إلى محطة الفضاء الدولية.

وفي شهر يونيو 2018 وقع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفخامة فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية، في موسكو إعلان الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وينص الإعلان على إنشاء شراكة استراتيجية للعلاقات القائمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا الاتحادية، تشمل المجالات التالية: المجال السياسي والأمني والتجاري والاقتصادي والثقافي، إضافة إلى المجالات الإنسانية والعلمية والتكنولوجية والسياحية.
وعزز الإعلان الحوار والمشاورات حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية الرئيسة ذات الاهتمام السياسي المتبادل، وترجم توقيع الإعلان، حرص الإمارات وروسيا الاتحادية على رفع مستوى العلاقات متعددة الجوانب بين البلدين إلى مستويات الشراكة الاستراتيجية في كل من المجالات ذات الاهتمام المشترك، كما يتضمن الإعلان إجراء المشاورات بشكل منتظم بين وزيري خارجية البلدين، بغرض تنسيق المواقف حول القضايا ذات الاهتمام المتبادل.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: علاقات البلدين الصديقين مهمة، ونسعى لتطويرها، وهناك تطورات كثيرة في الشرق الأوسط، ودولة الإمارات العربية المتحدة تسعى دائماً مع أصدقائها والمجتمع الدولي لترى مستقبلاً واعداً في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد سموه حرص دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على تعزيز علاقات التعاون والصداقة مع جمهورية روسيا الاتحادية الصديقة في المجالات كافة، مشيراً سموه إلى أن العلاقات بين البلدين الصديقين تستند إلى أسس قوية وراسخة من التفاهم والمصالح المشتركة، وتشهد تطوراً متنامياً بفضل حرص قيادتي البلدين على تطويرها ودفعها إلى الأمام، بما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين.
وأشار سموه إلى أن اللقاءات المتجددة بين قيادتي البلدين، تأتي في سياق الحرص المشترك على التنسيق والتشاور المستمر بينهما، بما يعزز علاقات التعاون الثنائي والارتقاء بهذه العلاقات في المجالات كافة.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «إن جمهورية روسيا الاتحادية دولة كبرى، لها دورها المهم والمحوري في تحقيق الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي، وإن استمرار التنسيق والتشاور معها بشأن قضايا المنطقة، أمر ضروري لضمان تحقيق الأمن والاستقرار اللذين ننشدهما» مشيراً إلى أن هناك العديد من المصالح المشتركة التي تربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية روسيا الاتحادية، ويأتي على رأسها موقف البلدين الثابت والحاسم بشأن مواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف باعتبارها تشكل تهديداً عالمياً يستهدف الكل دون استثناء، وهذا يتطلب مزيداً من التنسيق والتعاون الدولي والإقليمي لمواجهة خطرها على الأمن والاستقرار العالميين.
وقال الرئيس بوتين خلال مراسم التوقيع: «إن دولة الإمارات العربية المتحدة شريك وثيق لنا منذ سنوات في منطقة الشرق الأوسط، واليوم سنوقع على إعلان الشراكة الاستراتيجية، لتكون خطوة أخرى في سبيل تعزيز العلاقات بيننا».
وأضاف: «العلاقات تطورت في الاتجاهات كافة، في التعاون السياسي والأمني والاقتصادي، ووصل معدل التبادل التجاري إلى 31 في المئة 2017، وفي الربع الأول من 2018، وصل إلى 70 في المئة، وحجم الاستثمار يتزايد باستمرار، ونحن نشكركم على هذه الثقة».
وأضاف: «نحن سنستمر في العمل المشترك، كما هو الحال في مجال الطاقة، حيث ساهمت الجهود المشتركة معكم، أنتم وأصدقائنا في المملكة العربية السعودية ودول منظمة أوبك، في تحقيق النجاحات والاستقرار في أسواق النفط العالمية، كما أقدر دعمكم الخاص في مجال التكنولوجيا الفائقة ومبادراتكم في تعزيز الصناعة».

سفير روسيا: الزيارة قفزة في العلاقات
أكد سيرجي كوزنيتسوف، سفير جمهورية روسيا الاتحادية لدى الدولة، أن زيارة فخامة الرئيس فلاديمير بوتين، رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، تشكل قفزة نوعية في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال إن الزيارة تجسد قوة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين الصديقين، وتعزز التعاون بينهما في القطاعات الحيوية.
وأضاف أن هذه الزيارة ستشهد تطوراً كبيراً في تعزيز العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل الشراكة الاستراتيجية التي تربط بينهما، وقال «نحن فخورون بتعاوننا المشترك في قطاع الفضاء، وسعداء بنجاح مهمة هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء التي جاءت ضمن بعثة روسية».

إعفاء متبادل من التأشيرة
أعفت جمهورية روسيا الاتحادية مواطني الإمارات، من حملة جوازات السفر العادية، من تأشيرة السفر المسبقة، اعتباراً من الأحد 17 فبراير 2019.
وصدر قرار الإعفاء، بناءً على الاتفاقية التي تم توقيعها في مدينة كازان الروسية، بحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، ودينس مانتوروف وزير التجارة والصناعة في جمهورية روسيا الاتحادية، في 6 يوليو 2018، وبموجبها تم الإعفاء المتبادل لكل الجوازات من متطلبات تأشيرة الدخول لمواطني الإمارات وروسيا الاتحادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى