الأخبارتقارير ودراسات

الجمعية السعودية للإعلام والاتصال تستعرض تجربة “ملتقى أسبار”

الصدى – متابعات/

سلّطت الورقة التي قدمها الدكتور إبراهيم البعيـّز  عضو الهيئة الإشرافية لـ”ملتقى أسبار”،  الضوء على دور مؤسسات المجتمع المدني كشريك وعنصر مهم في منظومة المؤسسات المجتمعية، وما يمكن أن تقوم به في مسيرة التنمية بكل محاورها وأبعادها السياسية والاقتصادية والثقافية.. تجربة “ملتقى أسبار” أنموذجا.

 

وتناولت الورقة  التي  جاءت بعنوان: “حوار حول التنمية في الفضاء الافتراضي” وعرضت ضمن إحدى جلسات المؤتمر الثامن للجمعية السعودية للإعلام والاتصال الذي عقد يومي الأربعاء والخميس 26 – 27 فبراير 2020 في جامعة الملك سعود، بحضور 100 شخصية من مختلف التخصصات العلمية، والمسارات المهنية، والخبرات والتجارب العملية، تجربة “ملتقى أسبار” كشكل من الأشكال الحديثة للمجتمع المدني.

 

وتضمنت الورقة في عرضها لتجربة ملتقى أسبار  مقاربة نظرية من محورين،  الأول يتعلق بمفهوم الحوار والمشاركة المجتمعية في التنمية، أما الثاني فيتعلق بمنصات التواصل والتراسل الاجتماعي كمنافذ جديدة للإعلام البديل.

 

وحول المحور الأول، قال الدكتور البعيـّز  إن المفهوم الحديث للتنمية تجاوز النظرة التقليدية التي تحصر تقاسم الأدوار التنموية بين القطاعين العام والخاص، والتي تجاهلت القطاع الثالث ممثلا في مؤسسات المجتمع المدني كشريك وعنصر مهم في منظومة المؤسسات المجتمعية، وما يمكن أن تقوم به في مسيرة التنمية بكل محاورها وأبعادها السياسية والاقتصادية والثقافية.

 

وأكد أن المسؤولية الاجتماعية لمؤسسات المجتمع المدني لا يقتصر على المشاريع الخيرية والأعمال  التطوعية، بل يمكن أن يدخل إلى دوائر صنع القرار، أو  على اقل تقدير التأثير في المدخلات والمعطيات التي تُبنى عليها السياسات والقرارات المتعلقة بالشأن العام، مبينا أنن مؤسسات المجتمع المدني قادرة على نقل نبض الشارع ومطالب وهموم واحتياجات المواطنين؛ مما يؤهلها لمساهمة جادة وفعلية في تصحيح مسارات المشاريع والمبادرات التنموية، وتقديم تقويم موضوعيّ لمقدار نجاحها في تحقيق الأهداف المأمولة منها.

 

وأوضح أن مؤسسات المجتمع المدني لا تقتصر هنا  على النقابات والاتحادات والجمعيات على اختلاف أهدافها، بل تشمل أيضًا – وفقا لتصنيف اليونسكو – مشاركةالمواطنين حتى لو لم يكونوا منتظمين في مؤسسات مُرَخص لها رسميًّا، ومن هنا جاء اعتبار ملتقى أسبار  شكلا من الأشكال الحديثة للمجتمع المدني.

التوزيع النسبي لمجالات القضايا التي ناقشها الملتقى

أما فيما يتصل بالمحور الثاني الخاص بمنصات التواصل والتراسل الاجتماعي كمنافذ جديدة للإعلام البديل فقال الدكتور البعيز إن شبكة الإنترنت أتت بمنافذ إعلامية واتصالية جديدة وغير مسبوقة. ولم يعد مصطلح الإعلام البديل محصورا في ذلك المفهوم التقليدي لإعلام المعارضة موضحا أنه أصبح هناك شبه اتفاق بين المتخصصين على إدراج المنافذ الاتصالية في شبكة الإنترنت (المدونات – المنتديات – منصات التواصل الاجتماعي) ضمن قنوات الإعلام البديل خارج نطاق المؤسسات الإعلامية السائدة سواء التجارية أو الحكومية.

 

وأشار إلى أن هذه المؤسسات – لأسباب واعتبارات متعددة – محكومة بمنطلقات معيارية لا تسمح لها استيعاب كل أشكال المضامين أو التوجهات الفكرية خارج السياق العام لتلك المنطلقات، ولم تفتح نوافذ للحوار المجتمعي في قضايا الشأن العام بكل أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية مما أعطى فرصة لمؤسسات المجتمع المدني بأن تكون لها قنوات ووسائل اتصالية بديلة عن تلك الحكومية والتجارية، الأمر الذي مكَّن المهتمين بالشأن العام من مثقفين ونشطاء من تجاوز إشكالات التوجُّس من الرأي المخالف والحظر عليه. وبذلك نشأت وسائل وانفتحت قنوات تعزز من ثقافة الحوار والمشاركة.

المؤهلات العلمية لأعضاء الملتقى

واستعرض الدكتور البعيز خلال الورقة تجربة ملتقى أسبار مع قضية الأسبوع التي توزعت بين مجالات مختلفة للتنمية تصدرها قضايا الاقتصاد والمجتمع والسياسة والإعلام، لافتا إلى أن ما تم تقديمه من أوراق وما دار حولها من نقاشات تتم طباعتها في تقارير شهرية وصل عددها إلى 60 تقريرا ، مبينا أن تلك التقارير متاحة على موقع الملتقى للقراء والتحميل مجانا، كما قدم عرضا لأبرز السمات الديموغرافية لأعضاء الملتقى من حيث مؤهلاتهم التعليمية وتخصصاتهم العملية، ومدى تفاعلهم في الحوار.

الجدير بالذكر أن “ملتقى أسبار” هو مبادرة للمسؤولية الاجتماعية لمؤسسة من القطاع الخاص (مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام) لتوظيف إحدى وسائل التواصل الاجتماعي (تطبيق وآتساب) كمنصة للحوار وتبادل الرأي  بين نخبة من  الشخصيات ذات التخصصات العلمية، والمسارات المهنية، والخبرات والتجارب العملية المختلفة ممن يشتركون في اهتمامهم بالشأن العام بكل محاوره السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والتعليمية، وبأبعاده المحلية والإقليمية والدولية، ملتزمين بقواعد وإجراءات تسعى إلى الموضوعية والمنهجية العلمية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى