أخبار موريتانياالأخبار

الدكتور الشيخ المختار ولد حرمه ينعي الفقيد الشيخ محمد الحافظ ولد الشيخاني :كانت مجالسه ملاذا آمنا من البطالة الروحية

الوزير السابق الدكتور الشيخ المختار ولد حرمه ولد بابانا

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، كل شيئ هالك الا وجهه وصلى الله و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه.

إلى آل شيخنا و قدوتنا القطب الرباني و العارف الصمداني الشيخ محمد الحافظ رضي الله عنه عموما و أبناء و أحفاد شيخنا الاجل من آب الشيخان رضي الله عنه، خاصة.

السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته و تحية مباركة طيبة تليق بمقامكم الكريم، تحديدا للعهد و تأكيدا للمحبة و تعزيزات الأخوة و التماسل للعذر في استحالة حضوري بين ظهرانيكم ابان هذا المصاب الجلل، بسبب ما لا يخفى عليكم من احوالي الصحية و قد انتداب إليكم من إخوتي أبناء حرمة من هم افضل مني و أجدر.

وقد أرسلت روحي في كتابي

و لو اني استطعت لكنت كلي.

 

ما مات لكنما أعماله نضجت

فعاجلته إلى المولى ليحصدها

ويأتيني الخبر الحزين.. فالراحل هو الشيخ الإمام الهمام العارف بالله صاحب المكانة و حامل الأمانة، من شاع خبره و ذاع صيته و عم نفعه ، ذروة المجد و روضة الحمد و منتهى القصد ، العلم الأشهر و البدر الأزهر، صاحب المآثر الفاخرة و الولاية الظاهرة، الشيخ محمد الحافظ بن الشيخان، سليل الدوحة الحافظية و المجرة الفاضلة الأحمدية و العترة الطاهرة المحمدية.

فوا عجبا لأربع أذرع في خمسة في جوفها جبل أشم كبير

ما أصعب رثاء الأكابر… ترى ما ذا أقول فيك شيخنا وحبيبنا، ما ذا أقدم… بل ما ذا أؤخر من مآثرك و خصالك أيها القطب الأجل… إني لأعجز عن التعبير، وأجد الكلمات أوهن و أبخس من أن تحمل معشار مشاعري نحوك و ما أنت أهله من تقدير و توقير و تبجيل. فما يقول عبيد قاصر مثلي للطود الأشم مثلك إلا مثل ما تقول الحصاة في الجبل، والقطرة في البحر.. والبذرة في الحقل… لكن متى كانت الشمس بحاجة إلى مصباح.

يرحل رجل القرآن والعبادة والورع والزهد والكرم والتواضع وخدمة الناس على سنن سلفه الصالح في دائرة نورانية تشكل مجرة روحية عملاقة في سديم أهل الله.. فلو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لجزمنا أنك من جنسهم.

من يراك كان يظنك أحد العامة لشدة البساطة و التواضع، لكن ما كان يخفى النور الساطع والمهابة الجليلة وقداسة الصلاح التي تحيط بك.

كان رحمه الله غاية في الأريحية وإنزال الناس منازلهم، وكان في خدمة الفقير والضعيف والمسكين والمريض. إليه يهرع و يفزع الكل طلبا لرؤية و بركة رجل من أهل الله والاستمتاع بنوره الساطع، وبهجته البهية.

كانت مجالس الذكر التي لا تنفك في حضرته الطيبة ملاذا آمنا من البطالة الروحية، ومن كل مساوئ الزمان.. ففيها تربى القلوب، فتطمئن النفوس و تسلو و تسمو الأرواح و تعلو، وتصح الأبدان و تصفو، ويشرع الأمل نوافذه للجميع على اتساع الهمم والطموح.

كان يذكرني الشيخ محمد الحفظ كلما رأيته بجانب من كل صالح عظيم في التاريخ.. ففيه اجتمعت خصال أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و تابعيه : الصدق والورع والزهد والعبادة. “فكل من رسول الله ملتمس، غرفا من البحر أو رشفا من الديم”. ففقيد أمتنا هو بالتأكيد ممن غرقوا في تلك البحار الأحدية و نهلوا من تلك الجداول المحمدية و كرعوا في تلك اللجة النورانية الأحدية الأحمدية.

كان و لا غرو رجلا عظيما بكل ما تحمل الكلمة من معنى و تأويل، ويا لعظمة الأولياء الصالحين المصلحين الزاهدين الناسكين الأوابين التوابين، حين ننظر إلى موازينهم: كفة واحدة ملؤها الخير و أنواع البر و كل ما ينفع الناس.

كان رحمه الله كيانا قائما من الحكمة والصبر والزهد والورع والأخلاق الحميدة وحب الخير للناس.. لقد آثر الناس بكل شيء، وآثر نفسه بحب الله..

مضى طاهر الأثواب.

لم تبق روضة غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر

ما أصعب أن تفقد أمة رجلا مثله.

لا تحسبوه ممات شخص واحد

فممات كل العالمين مماته

صلى الملائكة الذين تخيروا

و الصالحون عليك و الأبرار

يا من أسدى إليكم الشيخ محمد الحافظ معروفا يا أصفياء الشيخ محمد الحافظ و أهل محبته و وداده و مريديه ارفعوا أكف الضراعة و الابتهال إلى الكبير المتعالي ، أن يغدق على فقيدنا شآبيب الرحمة و الرضوان في سعة الدور والقصور في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء الصالحين وحسن أولئك رفيقاً. اللهم نور مرقده وعطر مشهده وطيب مفجعه. اللهم كن له بعد الحبيب حبيبا ولدعاء من دعا له من المؤمنين سميعا ومجيبا وأكتب له في مواهب رحمتك حظا ونصيبا. اللهم أغفر له وأرفع درجته في المهديين ، اللهم أفسح له في قبره ونور له فيه، وهب له بالقرآن شمائل الأبرار واجعله في مقام من قاموا لك بالقرآن آناء الليل وأطراف النهار حتى توجب له غفرانك وجزيل إحسانك ومواهب صفحك ورضوانك ، يا أكرم من سئل و أوسع من جاد بالعطايا. وبارك اللهم في الخلف…

اصبر نكن بك صابرين فانما

صبر الرعية مع صبر الراسي

خير العباس صبرك بعده

و الله خير منك للعباس.

لا نقول الا ما يرضي الله تعالى:

إنا لله وإنا إليه راجعون.

الشيخ المختار ولد حرمة ولد بابانا

في ٢٤ اكتوبر ٢٠١٧

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى