مقالات و تحليلات

السعودية ودورها التنموي في العالم الإسلامي / بقلم الدكتور : الطيب بن عمر

الدكتور  الطيب بن عمر /
مدير مكتب رابطة العالم الإسلامي في موريتانيا

إن دور المملكة العربية السعودية في مجالات الحياة كلها ومناصرتها للقضايا الإسلامية أمر مشهور عرفه القاصي والداني وشهد به الصديق والعدو على حد سواء وتعتبر جهودها هي أبرز مآثر الأمة الإسلامية في العصر الحديث ، حيث تضطلع بمسؤوليات الشعوب الإسلامية في أرجاء العالم كله كما أنها ترعى الهيئات والمنظمات والمؤسسات ذات الصلة بالعمل التنموي وتمد أياديها البيضاء لمساعدة الأشقاء والأصدقاء في جميع الأقطار العربية والإسلامية  بل والإنسانية جمعا بلا من ولا أذى ، وقد استطاعت أن تقود مسيرة التنمية بجدارة وتحقق مكاسب مادية ومعنوية عظيمة على منهج الله تعالى الذي ارتضاه لعباده المؤمنين ومواقفها لدعوة التضامن الإسلامي والعربي معروفة ومشهورة ولا يستطيع المرء أن ينكر أو يتجاهل ما للملكة العربية السعودية من أهمية حيوية ترجع أساسا للإخلاص لخدمة الإسلام وأمته وأسباب أخرى كثيرة ، ولقد كانت التنمية وما تزال على رأس أولوياتها في داخل بلادها وفي العالم الإسلامي بصفة عامة فاهتمت بالتنمية البشرية أولا وقبل كل شيء فأنشأت الجامعات والأكاديميات والمعاهد والمدارس على مختلف أنواعها وفي جميع أنواع العلوم والمعارف ، وكونت أفواجا متلاحقة من الطلاب والطالبات من المواطنين السعوديين والوافدين من مختلف أنحاء العالم ، وأقامت نهضة علمية عملاقة عز نظيرها في العالم ولم يقتصر ذلك على البلاد السعودية بل فتحت أكاديميات ومعاهد علمية في بلاد شتى كما شملت هذه النهضة العلمية الرائدة حركة ثقافية تمثلت في تأليف الكتب وترجمتها وتحقيقها ونشرها وتوزيعها على نطاق واسع فضلا عن خدمة كتاب الله عز وجل وطباعة المصاحف والترجمات الكثيرة وتوزيع ذلك كله إلى أقطار العالم ، وصاحب ذلك حركة إعلامية لامعة ثقفت المجتمع وزادت تفاعله مع الحركة التنموية المتسارعة في البلاد والتي تطورت في زمن قياسي وبلغت أوجها دون أن تستأثر المملكة – رعاها الله – بشيء من ذلك كله على أشقائها ، بل كانت وما تزال تشاطر إخوانها في كل ما تجود به بلادها المباركة من خيرات وأرزاق مساعدة لهم في تحريك عجلة التنمية وإعانة للشعوب في التغلب على صعوبة المعيشة باعتبار أن الأمة كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر ، لذلك كان ولاة الأمر والقادة والشعب السعودي الأبي الكريم ينظرون جميعا إلى الأمة وشعوبها نظرة والد مشفق على أبنائه يسره ما يسرهم ويسيئه ما يسيئهم لا يدخر عنهم نفسا ولا مالا ولا نصحا يهتم بمصالحهم ويسعى في تطوير حياتهم والنهوض بالتنمية المستدامة القائمة على التعاون والتضامن بين الأشقاء وفق معنى قوله تعال ( قال سنشد عضدك بأخيك ……..) ، أما التنمية في مجال البنية التحتية والصناعة والزراعة والبناء الحضاري فلا شك أن من زار المملكة أو طاف بعض نواحيها فقط سيرى ازدهارا حضاريا عظيما يدل على النمو المتسارع في البلاد ، ومن الأمثلة على ذلك – والأمثلة كثير – ما وصل إليه تطوير الحرمين الشريفين من رقي حضاري وعمراني يعجز التعبير عن وصفه  ، ولا أعلم ببلد من بلاد العالم الإسلامي إلا وقد كان للملكة يد حسنة في المساهمة في التنمية فيه ، يشير لهذا المعنى قول خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله وطيب ثراه-:” إن المملكة العربية السعودية دولة عربية مسلمة يهمها ما يهم العرب والمسلمين وتحرص على تضامنهم وجمع كلمتهم وتسهم بكل طاقاتها فيما يعود عليهم بالخير، وقد أثبتت الأحداث والوقائع صدق مواقفها ووفاءها بالتزاماتها تجاه أمتها العربية والإسلامية والتزاماتها الدولية الأخرى ” .

ومن راجع خطابات ولاة الأمر وقادة الفكر في المملكة العربية السعودية تبين له بجلاء ما تمتاز به من طابعها الفريد والمتميز، على نحو جيد يتلاءم مع أوضاع الحياة المعاصرة فيها مع احتفاظها بأصالتها العربية وهويتها الإسلامية المتميزة.

وانطلاقا مما سبق نستخلص ما يلي:

1 – إن نظام الحكم في المملكة العربية السعودية يقوم على ركائز قوية ثابتة مستمدة من ينابيع الإسلام الصافية  والقيم والمثل العليا الرفيعة .

2 – أن القادة في المملكة العربية السعودية أصحاب إرادة قوية وقيم ومبادئ وشهامة ونخوة وأصالة عربية، وعلو همة وعزيمة راسخة ورسالة مقدسة نبيلة .

3 – إن المملكة العربية السعودية رائدة العمل الإسلامي والإنساني والتنموي ، ولها سجل حافل بالجهود الحضارية في تكريس القيم النبيلة والوسطية  والاعتدال ، ودعم الهيئات والمنظمات والجامعات الأكاديمية  ورعايتها .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى