الأخبارالصدى الثقافي

الشارقة : معهد إفريقيا يطلق موسمه الأكاديمي والثقافي الأول في 11 أكتوبر ويشمل مؤتمراً أكاديمياً وعروضٍا سينمائية ومسرحية وموسيقية

الصدى – الشارقة /

عايدة مولونى “نظرة ثاقبة، عودة الرحيل”، (طباعة حبر نافذ)، 2017

يفتتح معهد إفريقيا موسمه الأكاديمي والثقافي الأول تحت عنوان «إثيوبيا: أمة حديثة-جذور عريقة«، ببرنامج يمتد على مدار يومي 11 و12 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، في قاعة إفريقيا في الشارقة.
وقالت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيس المعهد: «يسعى معهد إفريقيا عبر موسمه الأكاديمي الأول، لتقديم مجموعة متنوعة من الأنشطة البحثية العلمية والثقافية والفنية، والتي ستركز على إثيوبيا، وتنوعها العرقي، وإرثها الثقافي الغني، وإسهاماتها في مشروع الحداثة في إفريقيا. وبهدف تحقيق ذلك فقد عمل المعهد عن كثب مع نخبة من الباحثين في كلية الفنون المسرحية والبصرية ومعهد الدراسات الإثيوبية في جامعة أديس أبابا».

أما البروفسور صلاح حسن، مدير المعهد فقال: «يهدف هذا الموسم إلى تسليط ضوء جديد على تاريخ إثيوبيا وحالتها المعاصرة، مع النظر في مساهماتها في النقاشات الحالية الدائرة حول الحداثة وحالة ما بعد الاستعمار. وسيعثر الجمهور في العالمين العربي والإسلامي على مصادر إلهام كثيرة في تاريخ إثيوبيا بالنظر خصوصاً إلى التاريخ المبكر للإسلام وعلاقته الفريدة مع إثيوبيا، إذ لاذ المسلمون الأوائل إلى أرض الحبشة بحثا عن الأمان».
ويشمل اليوم الأول من البرنامج إقامة مؤتمر صحفي تليه محاضرة بعنوان «إثيوبيا: تاريخها وثقافتها» يشارك فيها ثلاثة من الباحثين الإثيوبيين البارزين؛ وهم: إليزابيث و. جورجيس (بروفيسر جامعة أديس أبابا)؛ سورافيل ونديمو (بروفيسر جامعة أديس أبابا)، ودغماوي ووبشت (بروفيسر جامعة بنسلفانيا)، ويديرها صلاح حسن.

فيما يقدم الفنان أليمايهو اشيتي وفرقته، بمشاركة الفنانة بيثليهيم بيكيلي، عرضين موسيقين خلال اليومين الأول والثاني، حيث تتكون الفرقة من بعض أشهر عازفي موسيقى الجاز الإثيوبية الكلاسيكية، وتقدم مجموعة من الأغنيات القديمة الأصلية.

الجدير بالذكر أن موسم إثيوبيا يمتد حتى مايو/ آيار 2020 ليشمل مجموعة واسعة من الأنشطة الفنية والثقافية، حيث يقدم عدداً من العروض السينمائية في قاعة إفريقيا، وهي: «تيزا» للمخرج هايلي جيريما في ٢٦ أكتوبر، «حَمَلْ» للمخرج يارد زيليك في 2 نوفمبر، «ديفرت» للمخرج زريسيناي بيرهاني ميهاري في ٣٠ نوفمبر، «قصص متجولة» للمخرج دغماوي يِمر في ١١ يناير2020، «بيريكه» لـ نيسانيت تيشاجر أبيجيز في ١٠ مارس 2020، «يي وونز مايبيل: الطوفان» للمخرجة سالم مكوريا في ١١ مارس 2020، «جوزو» للمخرجة عايدة أشينافي في ٢١ مارس2020، «مكاشفات الشفق: مراحل في حياة وزمان الإمبراطور هيلا سيلاسي» للمخرج يماني ديميسي في 1 مايو2020 .
ويشمل الموسم مؤتمراً علمياً متعدد الاختصاصات من جزأين، يقام الأول على مدار يومي 10 و11 مارس 2020، والثاني على مدار يومي 29 و30 مايو 2020، ويدعو المؤتمر مجموعة من الباحثين للنظر في قضايا الحداثة الإثيوبية ضمن سياق وطني ودولي، واستكشاف تاريخ إثيوبيا في حد ذاتها وعلاقتها المعقدة بتاريخ القارة الإفريقية، إضافة لطرح نموذج معرفي عابر للقوميات يمكنه إلقاء الضوء على التعقيدات السياسية والثقافية والفكرية الحالية لأقدم دولة قومية في إفريقيا.

كما يقدم الموسم في 9 مارس عرضا مسرحيا بعنوان «حطام: أم الشجاعة الإثيوبية» من إخراج سرافيل وونديمو ابيبي، ويستند هذا الأداء المسرحي إلى مسرحية «أم الشجاعة» للكاتب المسرحي الإثيوبي الراحل سيغاي غيبري مدهين، والتي عرضت في المسرح الإثيوبي الوطني في عام ١٩٧٥. والمسرحية هي إعادة إنتاج إبداعي لمسرحية سيغاي الأصلية ومدلولاتها المهمة في السياسة الإثيوبية المعاصرة وسياقها العالمي. حيث لعب المسرح والأداء أدوارا كبيرة في تشكيل الحداثة السياسية لإثيوبيا كما ساهم في تشكيلهما أيضاً.

ضمن فعاليات الموسم في الفترة بين ١٥ فبراير و ٢٣ مايو 2020، يُقدم معرض الفن الأثيوبي المعاصر، والذي ينقسم لجزأين، الأول هو معرض الفنانة عايدة مولونى ويحمل عنوان «العودة للوطن: رحلة في التصوير الفوتوغرافي» من تقييم صلاح حسن، وسوف يروي رحلة مولونى كفنانة ومصورة وكذلك إسهاماتها المتعددة في التصوير وصنع الصور في الأعمال الفوتوغرافية منذ عودتها إلى وطنها إثيوبيا بعد سنوات من العيش والدراسة والممارسة الفنية في أميريكا الشمالية.

أما الثاني فيأتي تحت عنوان «مهرجان أديس فوتو: معرض استعادي – تسعة أعوام»، من تقييم الفنانة عايدة مولونى حيث ستتأمل في رحلتها كمؤسسة ومديرة مهرجان أديس فوتو (AFF) الذي أسسته عام ٢٠١٠ في أديس أبابا في إثيوبيا، وسيتضمن المعرض مجموعة مختارة من الصور الفوتوغرافية التي تعكس تاريخ وتطور التصوير الإثيوبي الحديث والمعاصر بالإضافة إلى مجموعة مختارة من أعمال المصورين الأفارقة المعاصرين الآخرين الذين تم عرض أعمالهم أو تكليفهم بأعمال كجزء من أنشطة المهرجان خلال التسع أعوام الأخيرة.

نبذة عن معهد إفريقيا
معهد إفريقيا مؤسسة بحثية أكاديمية تعنى بإجراء الدراسات والبحوث وإعداد المواد التوثيقية الخاصة بإفريقيا وشعوبها وثقافاتها، وبماضيها وحاضرها ومستقبلها، وارتباطاتها المتشعبة بالعالم. تقوم الرؤية الكلية لمعهد إفريقيا على كونه معهد عالمي يركز على البحوث والدراسات في حقول الإنسانيات والعلوم الاجتماعية ويدير برنامجاً للدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) بهدف تدريب وإعداد جيل جديد من المفكرين ذوي النظر النقدي في دراسات إفريقيا والشتات الإفريقي. وقد وضع معهد إفريقيا ضمن أهدافه دراسة العلاقات التاريخية والمعاصرة بين إفريقيا ومنطقة الخليج العربي. تعود فكرة إنشاء معهد إفريقيا، كمركز لدراسة إفريقيا والشتات الإفريقي إلى عام 1976، حين استضافت الشارقة أول ندوة عن العلاقات الإفريقية العربية برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة.

قاعة إفريقيا ومقر معهد إفريقيا
يعود إنشاء قاعة إفريقيا إلى العام 1976، وتضم قاعة للمحاضرات ومقراً للفنون الأدائية وقد أصبحت جزءاً من معهد إفريقيا. سميت قاعة إفريقيا بهذا الاسم لأن أول حدث ثقافي وسياسي استضافه المقر كان ندوة العلاقات العربية الإفريقية خلال الفترة من 14 إلى 18 ديسمبر 1976. وقد أعيد تشييد قاعة إفريقيا في نفس موقع المبنى القديم، وسوف تستضيف العديد من المؤتمرات والندوات والمحاضرات والأفلام والمسرحيات ذات الصلة بأنشطة وفعاليات معهد إفريقيا. وسيكون المبنى الجديد جزءاً من منظومة المباني المستقبلية التي سيضمها مقر معهد إفريقيا، وسيتم تشييد مبنى آخر ملاصق لقاعة إفريقيا سيتولى تصميمه المعماري البريطاني الغاني الشهير، السير دايفد أدجاي. ليكون مقراً دائماً لمرافق البحوث وقاعات الدراسة والمكتبة الخاصة بمعهد إفريقيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى