الأخبارقضايا المجتمع

الشيخ عبدالله بن بيه رائد الإصلاحالشامل / الدان الصديق

العلامة الشيخ عبدالله بن بيه

لقد أرسل الله رسله مبشرين ومنذرين ليخرجوا الناس من الظلمات الى النور، من ظلام الجهل والجاهلية الى نور الهداية والإيمان، فقامت بهم الأمم و استقامت، واستنارت بهم الأرض وعمت بهم الرحمة وانزاحت بهم الجهالة فتداركت الكون رحمة الله. وما العلماء الا ورثة الأنبياء لشرح مضامين الدين وتبيان نصوصه وأحكامه.

ويعتبر العلامة الشيخ عبدالله بن بيه أطال الله بقاءه نابغة دهره وفريد عصره ومن الذين نفضوا عن الدين غبار الغلو والتطرف والبدعة والزيغ التي هو براء منها، هو العلامة المجدد الذي سخر نفسه وروحه وجسمه لخدمة الدين ونصرة الحق والوقوف مع قضايا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها فسلك لذلك مسارا تحليليا لأدواء الأمة وعلاجا تصحيحيا لأخطائها بأسلوب ديني وعلمي وحضاري يتماشى مع مقتضيات الحال ومتقلبات الأحوال كفقه المرحلة.

انه رائد فقه المرحلة بلا منازع الذي تحتاجه الأمة الإسلامية في وقت مظلم تكالبت عليها الأعداء من كل حدب وصوب، تصديقا لقول رسول الله صل الله عليه وسلم ( توشك أن تتداعي عليكم الأمم كما تتداعي الأكلة على قصعتها ،قالوا أو من قلة يومئذ يا رسول الله ؟ قال لا بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من قلوب عدوكم الرحمة بكم وليقذفن في قلوبكم الوهن ،قالوا وما الوهن يا رسول الله ؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت ).

تلك أحد التحديات الذي تواجهها الأمة من أعدائها كما تواجه أيضا تحديات كثيرة من نفسها أشد خطرا و أبلغ ضررا بسبب الاختلاف المذهبي والطائفي والاقتتال الداخلي

كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم ( والله لا الفقر أخشي عليكم ولكن أخشي أن تختلف قلوبكم فيضرب بعضكم رقاب بعض فتهلكوا كما هلك الذين من قبلكم ).

ثمة كثير من الأسئلة التي تطرح نفسها وتحتاج الى أجوبة وافية شافية كان الشيخ عبدالله بن بيه السباق الي طرحها والبحث عن أجوبة مقنعة لها تفرضها الساحة ومقتضيات العصر ،

ماذا يجب علينا كمسلمين ؟ ماذا يراد منا ؟ بأي سلاح نجابه؟

ومتي نستطيع اثبات اهميتنا وفعاليتنا ونأخذ موقعنا الذي يليق بنا بين مصاف الأمم والشعوب؟

بأي الوسائل ننتصر على الخلاف الداخلي والتأزم السياسي والانهيار الاقتصادي والتراجع الثقافي أمام مد تيار العولمة الجارف الذي يحمل في طياته بعدا استعماريا ثقيلا في كافة المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية ؟

كل تلك التساؤلات الواردة جدا يطرحها الشيخ في ظرف نشاهد فيه المسلمين ما بين داخل جامد ومستسلم لثقافة الغالب بكل قشورها وتوابلها وآخر مجابه بوسائل بدائية غير مدروسة لا ترقي الي درجة تحقيق المكاسب وتلبية الطموح بسبب ارتجاليتهم واهمال التفكير وبعد النظر .

إن منهج الوسطية والاعتدال الذي يتبناه الشيخ بن بيه يسعى لتحقيق السلم الداخلي ما بين ابناء الشعب الواحد أو الشعوب الاسلامية ولم الشمل ورأب الصدع ونبذ الصراع والعنف والالتقاء علي كلمة سواء من النضج الديني والوعي الثقافي كان هاذ المنهج هو الترياق المنشود والحلقة المفقودة بعد أن أصبحت الشعوب الاسلامية أمما متفرقة وطوائف ممزقة متناحرة تغيب عنها الرؤية الواضحة ومنطق العقل السليم .

 

يعتبر الشيخ بن بيه حكيم الأمة في وقت تحتاج فيه الامة والعالم الي حكماء بالمعني الدولي (والحكمة ضالة المؤمن )

وكما قال احد الشعراء الأصدقاء

إن البلاد إذا لم يحمها رشد @ من الرجال بناة المجد والحكم

تهتز أوتادها ينحل معصمها@ وتمتطى سبل الاحقاف والإرم

 

وعند الغوص في الحديث عن العلامة عبد الله بن بيه وانجازاته العالمية التي خدمت العالم بأسره و أهدت للامة الاسلامية نموذجا حيا وجليا للعالم المجتهد والمجدد في كتبه وأبحاثه وأقواله وأفعاله .

فالعلامة بن بية رئيس منتدي تعزيز السلم العالمي

رئيس مركز الارشاد بلندن

رئيس مركز الموطأ

له مؤلفات عديدة ومتنوعة من أهمها

-تنبيه المراجع على تأصيل فقه الواقع

-صناعة الفتوي

-كتاب الإرهاب (التشخيص والحلول )

وهي كتب تعالج الظواهر السلبية المعاشة معالجة دقيقة وواقعية تبحث عن الأسباب والدوافع والعوامل المساعدة وتطرح الآليات الفكرية والعلمية والعملية الكفيلة بالقضاء على تلك الظواهر وأسبابها .

معتمدا في ذلك على نهج علماء المسلمين منذو عهد الصحابة وحتي اليوم في التعامل (قرآنا وسنة ) وهو منهج ينطلق من التأكد من ثبوت الورود فإذا ثبت ورود النص بالنسبة للسنة بوسائل الإثبات المعروفة عند أهل الحديث مع عدم قيام المعارض المعتبر يكون العمل والتعامل في مستويين :

1- مستوي الإيمان والتصديق بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم

2- مستوي الأحكام العملية

ويري الشيخ إن الأمة اليوم هي ذلك الفطيم الذي يحتاج الي حنو وحنان وعطف في حقول الشريعة قبل أن يحولها السفهاء إلى حقول ألغام ، فعمل على تقديم الكثير من الأبحاث الفكرية والعلمية الهامة حول قضايا الساعة وتحديات المرحلة بالمشاركة في معظم النشاطات الفكرية والإنسانية الهامة والتلاقي الإيجابي مع الديانات والثقافات الأخرى.

هذه بعض من ملامح هاذ الشيخ الجليل وفكره المستنير ، انه الفكر الذي كتب بحروف من ذهب ليخلده التاريخ .

انه الفكر الذي استطاع خلق واقع جديد يحلم به كل حكماء وعقلاء العالم وهو أن تعم الرحمة ساكنة الأرض ويعيش العالم كله السلم والسلام والهدوء والتنمية الشاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى