افتتاحية الصدىمقالات و تحليلات

#المصالحة_الخليجية الحدث الذي طال إنتظاره …/ محمد عبد الرحمن المجتبى

محمد عبد الرحمن المجتبى / المدير الناشر رئيس التحرير

شهدت محافظة “العلا” بالمملكة العربية السعودية  أمس الثلاثاء حدثا تاريخيا طال انتظار الشعوب الخليجية والعربية والاسلامية له ، ألا وهو المصالحة الخليجية وعودة الود والصفاء بين الأشقاء في مجلس التعاون الخيجي بعد قطيعة سياسية دامت ثلاث سنوات ، على خلفية خلافات سياسية نأمل أن تكون أصبحت متجاوزة

فلا شك أن الخطوة التاريخية التي شهدتها #القمة_الخليجية_41تستحق الإشادة والتثمين ، لكونها تضع حدا لأزمة سياسية غير مسبوقة في تاريخ الشعوب الخليجية التي هي في الأساس شعب واحد فلا تكاد تفرق بين السعودي والإماراتي والكويتي والقطري والعماني والبحريني ، فهذه الشعوب لا تتقاسم التاريخ والجغرافيا والدين والعادات  فحسب، بل هي قبائل وعوائل وأرحام بعضها من بعض ، وشعوب هذا وضعها يكون وقع القطيعة عليها قاس ومرير ، لأن الكل يعيش هذه القطيعة التي نأمل أن تكون اسبابها زالت وانتهت واصبحت من الماضي

فالأزمة الخليجية ليست أزمة بسيطة بين دول لديها مصالح إقتصادية تضررت ، فالضرر الإجتماعي أخطر وأقسى من الضرر الاقتصادي البالغ بكل تأكيد.. 

ولذلك تكون التهنئة مستحقة لصناع هذا الانجاز التاريخي الرائع الذي يعيد مياه المنطقة لمجاريها ، ويتعلق الأمر بأصحاب السمو قادة الخليج العربي بدون استثناء وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، كما تستحق #دولةالكويت تحية خاصة لجهودها المباركة لرعاية هذه المصالحة التاريخية ، تلك الجهود التي بدأها الأمير الراحل #الشيخصباح طيب الله ثراه وتابعها #الأمير_نواف بكل عناية واهتمام

ولا مراء أن  مصالحة #دولالخليجالعربي ستغير معطيات كثيرة على الأرض، وستدفع بالعمل العربي المشترك الى الأمام ،وستجني الدول العربية ثمرة توحيد الجهود وتنسيقها في القضايا الاقليمية والدولية.

فمجلس التعاون الخليجي اليوم يمثل شريان الأمة العربية ، خاصة بعد التعطل السياسي والأمني والتنموي (للعواصم الكبرى) وفق ما يذهب إليه الكاتب والمفكر الخليجي البارز الدكتور #عبدالخالقعبد الله في كتابه #لحظة_الخليج  في التاريخ  العربي  المعاصر

حيث يثبت بلغة المنطق والأرقام محورية العواصم الخليجية الثلاث الرياض وابوظبي والدوحة في الفعل العربي المعاصر  مهما كانت طبيعته ..

إن ما تواجهه ا#لأمة_العربية اليوم من تحديات على شتى المستويات من أبسطها واخطرها في ذات الوقت تحدي جائحة كوفيد19 ومابعدها ، أمر يجعل القادة العرب مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بنذ الخلافات البينية وتجاهلها من أجل التصدي لهذه التحديات التي تتفاقم يوما بعد يوم وتشكل خطرا حقيقيا على مستقبل هذه الأمة التي تتكالب أطماع أعدائها على ثرواتها وموقعها الاستراتيجي الكوني ومواردها الطبيعية والبشرية الكبيرة.

على #القادةالعرب أن يثمنوا هذه #المصالحةالتاريخيةبينالاشقاء_الخليجيين ويعتبروها لحظة تاريخية مناسبة للنهوض بالعمل العربي المشترك والتصدي للتحديات الداخلية والخارجية خاصة منها ما يتعلق بالارهاب والتطرف والتخلف التنموي والاقتصادي ، ويجب أن توجه بوصلة العمل العربي المشترك لدعم التنمية الاقتصادية في البلدان النامية والتكامل الاقتصادي بين البلدان الثرية ، ودعم مسيرة البحث العلمي العربي ، ويمكن في هذا الاطار الاستفادة من تجربة دولة الامارات العربية المتحدة الرائعة حيث حققت للعرب فتوحات علمية غير مسبوقة خاصة في مجال غزو الفضاء.

كما أن الوقت مناسب لتفعيل التكتلات العربية وتشجيعها ، وبالنسبة لنا في #المغرب  العربي، نرى ضرورة تفعيل مؤسسات وأجهزة #المغرب العربي الكبير  ، ولا شك أن تجربة مجلس التعاون الخليجي تجربة ثرية تستحق أن تكون نموذجا لعمل مغاربي مشترك ، فعلى الرغم من أن دول مجلس التعاون تخرج اليوم من أزمة سياسية خطيرة كادت تعصف بها ، إلا أنها رغم كل ما شهدناه من تراشق إعلامي وسياسي وقطيعة دبلوماسية ، ظلت كلها تحرص على مؤسسات وأجهزة مجلس التعاون الخليجي ، وظلت اجتماعاته الدورية والفنية متواصلة ، وهذا في الحقيقة يشي بوعي عميق لدى قادة هذه الدول بأهمية ومحورية مجلس التعاون في العمل الخليجي المشترك ، وهذا ما نصبو له نحن  في المغرب العربي ، خاصة أن ما يعيق عمل أجهزة ومؤسسات المغرب العربي هو ملف “قضية الصحراء الغربية” والذي كان بالامكان تشكيل لجنة مغاربية مختصة تعنى به وبتطوراته ، وتترك لجان وأجهزة الكيان المغاربي الأخرى تعمل في مجالات التعاون الكثيرة التي تعود بالفائدة على الجميع

فهنيئا لقادة وشعوب دول الخليج العربي بهذا الانجاز التاريخي العظيم الذي نأمل أن يتعزز وتشتد اللحمة الخليجية والعربية ، و يحفظ الله بلداننا من كل وباء وغلاء ومن شرور الافاكين والمرجفين في المدائن…

حفظ الله البلاد والعباد

المصدر :

الصدى الورقية الإسبوعية الصادرة بتاريخ الأربعاء 22جمادي الأولى 1442هـ الموافق 06/01/2021

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى