إفريقي ومغاربيالأخبارتحقيقات

الناجي الوحيد من ركاب الطائرة الليبية: هذا ما فعلته بنا المقاتلات الإسرائيلية فوق سيناء!

الصدى – متابعات/

كشف الناجي الوحيد من ركاب الطائرة الليبية التي أسقطتها مقاتلات إسرائيلية في فبراير عام 1973 فوق سيناء عما جرى لحظة وقوع الكارثة.

 

كان هذا الناجي الوحيد الذي لا يزال على قيد الحياة من بين 113 راكبا توقف الزمن بهم ظهيرة 21 فبراير عام 1973، حين اعترضت طائرتهم التائهة فوق سيناء، مقاتلتان إسرائيليتين أطلقت صواريخهما تجاهها وأسقطتها، لتقضي على 108 من الركاب وتصيب خمسة آخرين بجروح خطرة.

 

في ذلك اليوم كانت رحلة طائرة الخطوط الجوية الليبية رقم 114 متوجهة من مطار طرابلس إلى القاهرة عبر مطار بنغازي، قبل أن تتعرض لعاصفة رملية تلقي بها إلى سيناء التي كانت حينها تحت الاحتلال الإسرائيلي، وتهوي إلى الأرض عقب استهدافها المتعمد، كما تشير الكثير من الأدلة.

 

وروى الشاهد الوحيد ويدعى فتحي الكوم أن الرحلة كانت تسير بشكل طبيعي، وقد أبلغ الطاقم الركاب عن قرب الوصول إلى القاهرة وفجأة “لاحظنا انحراف الطائرة، وشاهدت بعيني طائرتين تقتربان من طائرتنا، ولمحت نجمة داوود على جانب إحداها”.

 

وواصل فتحي الكوم وصف تلك اللحظات المرعبة قائلا: “بعد دقائق من اللف والدوران والتحرك غير الطبيعي ووسط محاولات الوزير الليبي الأسبق صالح بويصير لتهدئة الوضع، ولكن زاد التوتر وعلا بكاء النساء والأطفال، وما هي إلا لحظات، حتى حدث ارتطام قوي بالطائرة فقدت على آثره الوعي”.

 

ويسرد الناجي الوحيد من تلك المأساة ما علق بذاكرته من مشاهد وصور، لافتا إلى أن “آخر مشهد لا أنساه، ذلك الدخان المتصاعد من الطائرة وجثث الركاب، بعد مرور عدة ساعات سمعت وأنا غير مدرك وجود بعض رجال الإسعاف يتحركون بين الحطام ويبحثون عن أحياء، بعدها دخلت في غيبوبة”.

 

الكومي تابع قائلا إنه استيقظ ليجد نفسه في مستشفى عسكري إسرائيلي في منطقة بئر السبع “بعد إفاقتي بيومين حاولوا إبلاغي بما جرى، لم أصدق وانتابتني حالة هياج عصبي وأخذت أحطم محتويات الغرفة، ومكثت سبعة عشر يوما بالمستشفي وبعدها تم إبلاغي من قبل السلطات الإسرائيلية بأنه سيتم ترحيلي إلي فرنسا مع قائد الطائرة الليبية (جون بير) الذي تُوفي بعد وصوله إلي فرنسا بأربعٍ وعشرين ساعة”.

 

ووصف الشاهد عبوره من إسرائيل إلى القاهرة عبر الصليب الأحمر الدولي، مشيرا إلى أنهم “نقلونا إلى مستشفى المعادي العسكري وزارنا عدد من قادة الجيش، في مقدمتهم وزير الحربية أحمد إسماعيل والفريق الشاذلي ووزيرة الشؤون الاجتماعية الدكتورة عائشة راتب، ثم منسق العلاقات المصرية–الليبية في ذلك الوقت السفير عبد القادر غوقة”.

 

المصدر: بوابة الوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى