مقالات و تحليلات

الى النخب الليبية / الدكتور مصطفى الزائدي

الدكتور مصطفى الزائدي / استشاري جراحة تجميل / مهتم بالشأن الليبي والقومي

النخب الليبية لا يمكن  اختصارها في مجموعة من المحللين السياسيين  السطحيين الذين تعج بهم شاشات الفضائيات ، ولا تلك المجموعات  المصنعة بالخارج الممولة منه  ، من هم بلا حيثيات  ، تطلق عليهم تسمية  نشطاء بإضافة صفة ، حقوقيين ،  او مدنيين ، وشلل ما يسمى منظمات المجتمع المدني مشبوهة الأفكار  و الأهداف ، ولا الانتهازيين الذين يتمسحون بتلابيب موضفي السفارات والبعثات .

النخب الليبية هم ذلك الكم الهائل من الخبراء في كافة المجالات والقادة الحقيقيين من الشباب والنساء والرجال ، الذين يحملون الهم الليبي في قلوبهم ، ويعيشون معاناة الليبيين  في الداخل و في ديار النزوح والمهجر ، والذين يستخدمون عقولهم وليس أيديهم ولا عواطفهم في البحث عن معادلات الخروج الأمن للوطن من هذا الضيق الذي وضعه العدو فيه  .

في ليبيا عشرات آلاف الأطباء  الذين تعلموا في ليبيا وعاشوا مع أهلهم واكتسبوا مهاراتهم وخبرتهم فيها ، فنجحوا في “تلييب” شبه كلي لقطاع من أكثر القطاعات حساسية .

وفي ليبيا عشرات آلاف المهندسين الأكفاء ، يديرون بالكامل قطاعات مهمة ودقيقة ، النفط والكهرباء والنقل والإنشاء والمياه والزراعة والصناعة، والمكاتب الإستشارية  ، قطاعات   كانت  في بداية السبعينات تشغل كليا من أجانب .

وفي ليبيا آلاف الطياريين  و الملاحين وقادة السفن والمضيفين الجويين والبحريين الذين نجحوا في تشغيل أسطول ضخم للنقل الجوي والبحري قبل ان يصبح في خبر كان بعد ٢٠١١.

وفي ليبيا عشرات آلاف الماليين والمصرفيين والإقتصاديين  والإداريين المتعلمين والمتخصصين ، الذين نجحوا في وضع ليبيا في درجات عليا من سلم المنافسة الاقتصادية العالمية قبل ان تصاب بداء المؤامرة ، وشكل النشاط الاقتصادي الليبي إزعاجا لدول وشركات كبري دفعتهم لفرض حصار إقتصادي عليها في التسعينات بدون مبررات مقبولة .

وفي ليبيا عشرات آلاف القانونيين المتمكنين  في القضاء والنيابة والمحاماة والاستشارات القانونية ، يديرون واحد من أهم القطاعات بكفأة عالية ، قطاع كان في بداية السبعينات يعتمد على الخبرة الأجنبية .

وفي ليبيا عشرات آلاف الأكاديميين من أساتذة الجامعات والمعاهد العليا ومراكز البحوث المختلفة في قطاع كان أيضا في بداية السبعينات يعتمد كليا على الأجانب .

وفي ليبيا مئات آلاف المعلمين والممرضين والفنيين الذين يشكلون قاعدة الهرم للمتعلمين الليبين ، والتي تعتبر من أوسع القواعد في العالم نسبة الى عدد السكان .

وفي ليبيا آلاف القادة الاجتماعيين المحترمين الذي تقدمهم قبائلهم وجهاء لها يتحدثون بأسمائها وتلتزم بما يلتزمون به .

وفي ليبيا عشرات آلاف الائمة والوعاظ الذين يفقهون الدين ويعملون على شرحه للناس ، لكنهم يعانون سطوة الجماعات التكفيرية الضالة التي تحاول فرض نفسها على المشهد بالقوة .

الليبيون ليسوا جهلة كما. تحاول الماكنة الإعلامية  المعادية ان تسوق لتشكيكهم في أنفسهم ليستسلموا للأمر الواقع ويسلموا  آمرهم لغيرهم .

النخب الليبية مطالبة اليوم بالخروج من حالة الرعب التي حاول العدو مستخدما الإرهاب والمليشيات فرضها كواقع غير قابل للتبديل ،

فالنخب الليبية وحدها التي يمكن ان ترسم خرائط حل واقعي قابل للتطبيق.

النخب الليبية مطالبة بتحمل مسؤولياتها في إعادة  بناء ليبيا الجديدة التي عبث بها الأجانب ولعب بها السفهاء والمراهقين ، فبقاءهم في  مدرجات المتفرجين سيجعل الأجيال القادمة تحملهم مسؤولية ما حدث  ليس لأنهم  طرفا فيه   بل لصمتهم وسكوتهم عليه .

لا تنتظروا ان يوجه لكم أحد بطاقة دعوة ، ولا ان يلقي فيكم قصائد المدح ، هذه معركة من تكتيكات العدو  تحييدكم فيها ، ومن ضرورات حسمها لصالح الشعب والوطن تقدمكم لقيادة صفوف المدافعين بها .

نقلا عن صفحة الدكتور على الفايسبوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى