إفريقي ومغاربيالأخبارمقالات و تحليلات

بعيد تسليمه دفعة ثانية من اللقاح لموريتانيا … السفير الصيني السيد لي باي جين يكتب : اللقاح حلقة وصل جديدة للتعاون الودي بين الصين وموريتانيا

السفير الصيني خلال حفل تسليم الدفعة الثانية من الهبة الصينية من اللقاح

خلال شهر مارس الماضي تلقت موريتانيا الدفعة الأولى من اللقاح الصيني، كهبة مقدمة من جمهورية الصين الشعبية وكانت محل ترحيب حار من جانب موريتانيا حكومة وشعبا، وبادر فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ  الغزواني بتلقي جرعة من اللقاح، وأعرب العديد من الأصدقاء الموريتانيين عن مدى دعمهم وارتياحهم وتطلعهم لاستمرار التعاون الصيني الموريتاني  في مجال توفير لقاحات كورونا, وأضحى اللقاح الصيني حلقة وصل جديدة لربط المشاعر الودية بين شعبي البلدين.

ونيابة عن سفارة  جمهورية الصين الشعبية لدى موريتانيا، أود أن أشكركم على ثقتكم العالية في فعالية وسلامة اللقاح الصيني، كما يسعدني أن أخبركم أنه بعد التواصل و التنسيق الوثيق بين البلدين قد وصل أنواكشوط اليوم الدفعة الثانية من اللقاح التي تقدر بحوالي 280 ألف جرعة تبرعا من الحكومة الصينية والجيش الصيني لصالح موريتانيا.  

وتعتبر الدفعة الجديدة من اللقاح هدية ثمينة من الصين تعطي الأولوية للشعب الموريتاني في ظل صعوبات جمة تواجهها الصين على رأسها التغلب على طلبها الهائل على اللقاح، والقدرة الإنتاجية المحدودة إلخ، كما أنها أيضا تعد أكبر كمية تلقىتها موريتانيا منذ بدء الجائحة بل تتجاوز إجمالي كمية اللقاحات التي تلقتها حتى الآن، و في اعتقادي ستساعد هذه الكمية المعتبرة من اللقاح موريتانيا على محاربة الموجة الثالثة من الوباء، وتعينها على بناء خط دفاع قوي ضده، وبالإضافة إلي الدفعة الأولى من اللقاح تكون الصين قد قدمت لموريتانيا ما مجموعه 330 ألف جرعة، وتعد هذه الهبات مرآة حقيقية تعكس عمق الصداقة بين الشعبين،ووقوفهما معاً دائماً في السراء والضراء لمواجهة المحن، وكذلك تعبيرا حيا عن الأهمية الكبيرة التي توليها الحكومة الصينية لعلاقات التعاون الودية بين البلدين، كما تعد إجرائا ملموسا يعكس مدى تنفيذ إلتزام الرئيس الصيني شي جين بينغ بأن يكون اللقاح الصيني منتجًا عامًا عالميًا، مما يعزز من توفره، والقدرة على تحمل تكاليفه في البلدان النامية.

الدفعة الثانية مثل الأولى من نوع اللقاح المعطل التاجي الجديد الذي تم تطويره وإنتاجه بواسطة المجموعة الوطنية الصينية للأدوية، والذي تم اعتماده من قبل منظمة الصحة العالمية للاستخدام في حالات الطوارئ في 7 مايو المنصرم. وتري منظمة الصحة العالمية أن فعالية هذا اللقاح تبلغ 79٪  بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 59 عامًا، وهو “ذو مصداقية عالية “، و معدل حدوث أعراض جانبية خطيرة منخفض جدا، ولا توصى المنظمة بتحديد حد أقصى لسن متلقي هذا اللقاح، و في بعض البلدان وصلت فعاليته في التجارب السريرية نسبة 90%، و وافقت أكثر من 70 دولة ومنطقة حول العالم على استعماله بما في ذلك العالم العربي، و بادرت المنظمات الدولية في التسجيل واستخدامه في حالات الطوارئ، وتم التلقيح به في 196 دولة ومنطقة، كما بادر السياسيون في العديد من الدول باستخدامه. إنه اللقاح الذي حظى بأكثر قدر من الإشادة، و الأكثر استخدامًا حول العالم، وسلامته وفعاليته معترف بهما على نطاق واسع، هذا بالإضافة إلى سهولة نقله وتخزينه.

ومنذ تفشي وباء كورونا بادرت الصين بتقديم مساعدات إنسانية واسعة النطاق لمختلف دول العالم، وعملت علي تنشيط التعاون في مجال اللقاحات مع البلدان النامية، مما يعني إدخال دلالات جديدة في بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، ومجتمع الصحة المشتركة للبشرية جمعاء، و تدعو الصين جميع الأطراف إلى التخلي عن ” النزعة القومية بشأن اللقاح”، والسعي بحزم إلى حل مشكلة إنتاج اللقاحات وتوزيعها، ويتعين على الدول الكبرى ذات الخبرة في مجال بحوث اللقاحات وتطويرها وإنتاجها تحمل المسؤولية وتوفير المزيد من اللقاحات للدول النامية التي هي بأمس الحاجة إليها.

 وقد التزمت الصين بالوفاء بوعدها بتقديم 10 ملايين جرعة من اللقاح “لبرنامج كوفاكس”، وتقديم المساعدة في مجال اللقاحات لأكثر من 80 دولة نامية و 3 منظمات دولية، وتصديرها لنحو 43 دولة، وتزويد العالم بحوالي 300 مليون جرعة، كما قامت بنقل تكنولوجيا إنتاج اللقاحات لأكثر من 10 دول نامية مثل : مصر والإمارات العربية المتحدة، مما يعني بذلها جهودا جبارة لتعزيز التوزيع العادل للقاحات، والقضاء على “فجوة اللقاحات” وفي نفس الوقت عملت على تزويد مختلف البلدان بمستلزمات الوقاية من الجائحة،  ودعمت بقوة تطوير البنية التحتية الصحية لمكافحة الأمراض المعدية في البلدان الأفريقية، وهي إحدى أعضاء مجموعة العشرين الأكثر تنفيذا لمبادرة تخفيف عبء الديون .

الصين وإفريقيا تسعيان لبناء مجتمع مصير المشترك أقوى، حيث يتقاسمان السراء والضراء،و لطالما ظلت الصين رفيقا وصديقًا جيدًا للدول الأفريقية، وداعمًا قويًا  لها في محاربة الأوبئة، وقد هبت الصين لمساعد إفريقيا، وحركت بشكل عاجل 46 فريقًا طبيًا دائمًا في البلدان الأفريقية، و15 فريقًا من الخبراء الطبيين المتجولين، وتم إنشاء 43 آلية تعاون مع المستشفيات النظيرة، هذا بالإضافة إلى تبادل تجارب الوقاية، وتوفير مواد مكافحة الوباء، وخاصة توفير اللقاحات لأكثر من 30 دولة إفريقية، وهذا ما يعني كتابة فصل جديد في التعاون الودي البناء بين الصين وأفريقيا.

وسعيا منه إلي مواصلة مكافحة وباء كورونا عالميا  و تعزيز التضامن والتعاون مع البلدان النامية خاصة الإفريقية، أعلن الرئيس شي جين بينغ خلال قمة الصحة العالمية أن الصين ستزود الدول النامية بالمزيد من للقاح، وستنفذ خطتها لنقل تكنولوجيا تصنيع اللقاح، كما ستدعم فكرة إنشاء منتدى دولي تعاوني لإنتاجه،وأطلق عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية السيد وانغ يي بالتشارك مع الجانب الإفريقي ” مبادرة الشراكة لدعم تنمية أفريقيا ” في مجلس الأمن داعيا المجتمع الدولي إلى اتخاذ مختلف الوسائل لزيادة  مستوي دعم  الدول الإفريقية خاصة في مجال توفير اللقاحات .  

تحملت الصين مسؤوليتها كدولة مهمة في مجال التعاون العالمي لإنتاج لقاح كوفيد، ودعمت وساهمت في مكافحة وباء كوفيد  عالميا, كما ساعدت العديد من البلدان النامية في اتخاذ إجراءات عملية ضده .

إن مبادرات التعاون المذكورة أعلاه ستفتح آفاقا جديدة للمزيد من التنمية وتعميق علاقات التعاون بين الصين وموريتانيا  في المستقبل وستظل الصين على أتم الإستعداد لمواصلة دعم موريتانيا ومساعدتها في محاربة وباء كورونا،واستئناف التنمية في أقرب وقت ممكن، والعمل معا من أجل بناء مجتمع المصير المشترك الصيني الإفريقي بشكل أوثق، و خلق مستقبل أفضل وأكثر صحة للبشرية جمعاء

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى