مقالات و تحليلات

تأثير القراّن الكريم فى الإنس والجن / بقلم \ الكاتب والمفكر الدكتور خالد محمود عبد اللطيف

الكاتب والمفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد اللطيف / رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي المدير التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بإسبانيا، والمدير التنفيذي للأكاديمية الملكية للأمم المتحدة

أخبر الله تبارك وتعالى بأنَّ بعض النَّصارى استمعوا للقرآن العظيم، وتأثَّروا به، ممَّا دفعهم إلى الإيمان بالرَّسول صلّى الله عليه وسلّم والدُّخول في الإسلام، بعد ما فاضت أعينُهم بالدَّمع ممَّا عرفوا من الحقِّ.

ولم يُسمِّ الله تعالى لنا أسماء هؤلاء القوم من النَّصارى، ويمكن أن يُراد بهم النَّجاشي وأصحابُه، أو غيرُهم ممَّن أثَّر فيهم استماع القرآن، وذلك بأنَّهم أقرب النَّاس وِداداً للمؤمنين.

قال تعالى: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنْ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ * وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنْ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ * فَأَثَابَهُمْ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [المائدة: 82-85].

اللاَّم في قوله: ﴿ لَتَجِدَنَّ ﴾ [المائدة: 82] لام القَسَم، والمقصود منها التَّأكيد، وزادته نون التَّوكيد تأكيداً. والتَّقدير: قَسَماً إنَّك تجدُ اليهودَ والمشركين أشدَّ النَّاس عداوة للمؤمنين. والسؤال هنا: لماذا ذُكِرَ اليهود مع المشركين؟

إنَّ السَّبب في ذكر اليهود مع المشركين: هو اجتماع الفريقين على عداوة المسلمين، فقد ألَّف بينهم بُغض الإسلام؛ فاليهود: للحسد على مجيء النُّبوَّة من غيرهم، والمشركون: للحسد على أنْ سَبَقَهم المسلمون بالهداية إلى الدِّين الحقِّ ونبذ الباطل.

وَذَكَر اللهُ تعالى أنَّ النَّصارى ألْيَنُ عريكةً من اليهود وأقرب إلى المسلمين منهم في قوله: ﴿ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ﴾ [المائدة: 82].

والمقصود – إخوتي الكرام: أنَّ النَّصارى أقرب النَّاس من أهل المِلل المخالفة للإسلام، فهذان طرفان في معاملة المسلمين: ﴿ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً ﴾ [المائدة: 82] و ﴿ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً ﴾ [المائدة: 82]، وبين الطَّرفين فِرَقٌ متفاوتة في بُغض المسلمين، مثل المجوس والصَّابئة وعَبَدة الأوثان أو المعطِّلة[1].

والسَّبب في اقتراب مودَّة النَّصارى من المسلمين: هو وجود القسِّيسين[2] والرُّهبان[3] بينهم؛ لما هو معروف بين العرب من حُسْن أخلاق القسِّيسين والرُّهبان، وتواضعهم وتسامحهم. وكانوا منتشرين في جهات كثيرة من بلاد العرب يعمِّرون الأدْيِرَة والصَّوامع والبِيَع، وأكثرهم من عرب الشَّام، الذين بلغتهم دعوة النَّصرانية عن طريق الرُّوم، فقد عرفهم العرب بالزُّهد ومسالمة النَّاس، فوجود هؤلاء فيهم، وكونهم رؤساء دينهم، كان سبباً في صلاح أهل ملَّتهم[4].

وجاء عن ابن عباسٍ ومجاهدٍ وغيرهما: أنَّ المَعْنِيَّ في هذه الآية ثمانيةٌ من نصارى الشَّام، كانوا في بلاد الحبشة، وأتوا المدينة سنة سبعٍ للهجرة، مع اثنين وستِّين راهباً من الحبشة، مصاحبين للمسلمين الذين رجعوا من هجرتهم بالحبشة، وسمعوا القرآن وأسلموا. فالإشارة إليهم في هذه الآية تذكير بفضلهم، وهي من آخِرِ ما نزل[5].

معشر الأحبة .. وبيَّنت الآية الكريمة تأثُّر القِسِّيسين والرُّهبان بسماع القرآن؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنْ الْحَقِّ ﴾ [المائدة: 83].

فإذا سمع هؤلاء القِسِّيسون والرُّهبان القرآن العظيم يُتلى عليهم اهتزَّت مشاعرهم، ولانَتْ قلوبهم، وفاضت أعينهم بالدَّمع تعبيراً عن التأثُّر العميق بالحقِّ الذي سمعوه. وهي حالة معروفة في النَّفس البشرية حين يبلغ بها التأثُّر درجةً أعلى من أنْ يفي بها القول، فيفيض الدَّمع؛ ليؤدِّي ما لا يؤدِّيه القول[6].

أي: أنَّ أعينهم تمتلئ من الدَّمع حتَّى يسيلَ منها، كفيض النَّهر. وفيض الإناء، وهو سيلانه عند شدَّة امتلائه[7]. وسبب فيض الأعين: «ما عرفوا عند سماع القرآن من أنَّه الحقُّ الموعودُ به»[8].

وقد حصلت قِصَّة أخرى – قبل ذلك – للنَّجاشي وأساقفته عند استماعهم للقرآن يتلى عليهم:

فعن أمِّ سلمة رضي الله عنها، أنها قالت في شأن هجرتهم إلى الحبشة، (بلاد النَّجاشي)… فقال النَّجاشي[9]: فهل معكم شيء مما جاء به؟ وقد دعا أساقفته، فأمرهم فنشروا المصاحف حوله. فقال لهم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه: نعم، فقرأ عليهم صدراً من: سورة كهيعص. فبكى- واللهِ – النَّجاشي حتى أخضل لحيتَه، وبكت أساقفته حتَّى أخضلوا مصاحفَهم[10]. هكذا هو تأثير القرآن على عموم الإنس.

إن أثر القرآن الكريم لا يقتصر على الإنس؛ بل يتعدَّاه إلى الجن، فقد أَمَر الله تعالى رسولَه صلّى الله عليه وسلّم بأنْ يُعلِمَ المسلمين وغيرَهم بأنَّ الله عزَّ وجلَّ أوحى إليه وقوعَ حَدَثٍ عظيم في دعوته المباركة، أقامَهُ الله تكريماً لنبيِّه الكريم صلّى الله عليه وسلّم، وتنويهاً بالقرآن العظيم، وهو أن سخَّر له نفراً من الجنِّ لاستماع القرآن، والاهتداء به؛ وهو من الأدلَّة التي تدلُّ على أنَّ الجنَّ استمعوا القرآن من النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم، فآمنوا به، وصدَّقوه، وانقادوا له، وذلك قوله تعالى: ﴿ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴾ [الجن: 1-2].

.. ويُعَدُّ إيمانُ الجنِّ بالنبيِّ صلّى الله عليه وسلّم، وتأثُّرهم بالقرآن، تأييداً من الله تعالى لنبيِّه الكريم صلّى الله عليه وسلّم، حيث جعله مُصَدَّقاً عند الثَّقلين، ومعظَّماً في العالَمَيْن، وذلك لم يحصل لرسولٍ قبله.

والسؤال هنا: ما هي الحكمة من نزول القرآن بخبر الجن؟

إن الحكمة من ذلك هي «توبيخُ المشركين بأنَّ الجنَّ – وهم من عالَم آخَر – عَلِموا القرآن، وأيقنوا بأنَّه من عند الله، والمشركون – وهم من عالَم الإنس، ومن جنس الرَّسول صلّى الله عليه وسلّم المبعوث بالقرآن، وممَّن يتكلَّم بلغة القرآن – لم يزالوا في ريب منه، وتكذيب وإصرار، فهذا موعظة للمشركين بطريق المضادَّة لأحوالهم»[11].

قال ابن عاشور رحمه الله: «والذين أُمرَ الرَّسولُ صلّى الله عليه وسلّم بأنْ يقول لهم إنه أُوحي إليه بخَبَر الجنِّ: هم جميع النَّاس الذين كان النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم يبلِّغهم القرآن، من المسلمين والمشركين، أراد الله إبلاغهم هذا الخبر؛ لما له من دلالة على شرفِ هذا الدِّين، وشرفِ كتابه، وشرفِ مَنْ جاء به، وفيه إدخال مسرَّة على المسلمين، وتعريضٌ بالمشركين؛ إذْ كان الجنُّ قد أدركوا شرف القرآن، وفهموا مقاصده، وهم لا يعرفون لغته، ولا يدركون بلاغته، فأقبلوا عليه، والذين جاءهم بلسانهم، وأدركوا خصائص بلاغته، أنكروه، وأعرضوا عنه»[12].

إن هؤلاء النَّفَر من الجنِّ حصل لهم شرف توحيد الله تعالى، ومعرفة أسمائه وصفاته، وصدقِ رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وصدقِ القرآن، والتأثُّر بسماعه، فصاروا من خيرة المخلوقات، فأُكرموا ـ في الدُّنيا ـ بشرف الدَّعوة إلى الله تعالى، وأُكرموا ـ في الآخرة ـ بالفوز بالجنَّة، فلم يكونوا مِمَّنْ ذَرَأَ الله لجهنَّم من الجنِّ والإنس.

وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِي اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لاَ يُجِبْ دَاعِي اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ ﴾ [الأحقاف: 29-32].

وأمَّا الأدلَّة من السنَّة: فهناك الأحاديث الكثيرة والرِّوايات المتكاثرة التي تُثبت تأثُّر الجنِّ بما سمعوه من القرآن، وأقتصر في هذا الصَّدد على روايةٍ – في صحيح البخاري – وردت عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما حيث قال:

«انْطَلَقَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم في طَائِفةٍ من أصْحَابِهِ، عامِدِينَ إلى سُوقِ عُكاظٍ، وقَدْ حِيلَ بين الشَّياطين وبَيْنَ خَبرِ السَّماءِ، وأُرْسِلَتْ عليهم الشُّهُبُ، فَرَجَعَتِ الشَّياطِينُ، فَقالُوا: ما لَكُم؟ فقالُوا: حِيلَ بيْننا وبَيْنَ خَبَر السَّماءِ، وأُرْسِلَتْ عليْنا الشُّهُبُ، قالَ: ما حالَ بينكمْ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إلاَّ شيءٌ حَدَثَ، فاضْرِبُوا مَشَارِقَ الأرْضِ وَمَغَارِبَهَا، فَانْظُرُوا ما هذا الأمْرُ الَّذِي حَدَثَ. فانْطَلقُوا، فَضَرَبُوا مَشَارِقَ الأرْضِ وَمَغَارِبَهَا، يَنْظُرُونَ ما هذا الأمْرُ الذِي حَالَ بيْنَهُمْ وبَيْنَ خَبَر السَّمَاءِ، قَالَ: فَانْطَلَقَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ[13] إلَى رَسُولِ الله صلّى الله عليه وسلّم بِنَخْلَةَ[14]، وَهوَ عَامِدٌ إلى سُوقِ عُكاظٍ[15]، وَهوَ يُصَلِّي بِأصْحَابِهِ صَلاةَ الفَجْرِ، فَلَمَّا سَمِعُوا القُرْآنَ تسَمَّعُوا لهُ[16]، فقالُوا: هذَا الَّذي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبيْنَ خَبَر السَّمَاءِ، فَهُنَالِكَ رَجعُوا إلى قوْمِهِمْ، فقَالُوا: يا قَوْمَنَا ﴿ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴾ [الجن: 1-2]. وَأَنْزَلَ اللهُ عزَّ وجَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ صلّى الله عليه وسلّم: ﴿ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ ﴾ [الجن: 1]. وإنَّمَا أُوحِيَ إليْهِ قَوْلُ الجِنِّ»[17].

ومن الفوائد التي ذكرها ابن حجر رحمه الله – بعد شرحه للحديث – قوله: «وفي الحديث إثباتُ وجودِ الشَّياطين والجنِّ، وأنَّها لمسمَّى واحد، وإنَّما صارا صِنفين باعتبار الكفر والإيمان، فلا يُقال لمن آمن منهم إنَّه شيطان…»[18].

وقد عقَّب ابن كثير رحمه الله – بعد أن أَوْرَدَ الطُّرقَ والرِّوايات، التي تفيد استماع الجنِّ للقرآن وتأثُّرهم به – قائلاً: «فهذه الطُّرق كلُّها تدلُّ على أنه صلّى الله عليه وسلّم ذهب إلى الجنِّ قَصْداً، فتلا عليهم القرآن، ودعاهم إلى الله عزّ وجل، وشَرَع الله لهم على لسانه ما هم محتاجون إليه في ذلك الوقت»[19].

.. وممَّا يدلُّ – أيضاً – على صدق إيمان الجنِّ وتأثُّرهم بسماع القرآن العظيم، أنَّهم قابلوا الآيات التي تُتلى عليهم بالشُّكْر القولي.

فعن جابر رضي الله عنه قال: خَرَجَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم؛ على أصْحَابِهِ فقرأَ عليهم سُورَةَ الرَّحمن مِنْ أوَّلِها إلى آخِرِها فَسَكَتُوا، فقال: «لَقَدْ قَرَأَتُهَا عَلَى الجِنِّ لَيْلَةَ الجِنِّ، فَكَانُوا أَحْسَنَ مَرْدُوداً مِنْكُمْ، كُنْتُ كُلَّمَا أَتَيْتُ عَلَى قَولِهِ: ﴿ فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ [الرحمن: 13][20]، قالوا: لا بِشَيءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ، فَلَكَ الحَمْدُ»[21].

________________________________________

[1] انظر: التفسير الكبير (12 / 56)؛ التحرير والتنوير (5 / 183).

[2] القِسِّيسون: هم خطباء النَّصارى وعلماؤهم، واحِدُهم: قِسِّيس وقَسٌّ أيضاً، وقد يُجمع على قسوس. انظر: المفردات في غريب القرآن (ص 404)، ماَّدة: «قسس». تفسير الطَّبري، (7/ 3).

[3] الرُّهبان: جَمْع راهبٍ، مِثْلُ رُكْبان جمع راكب، وفُرْسان جمع فارس. والرَّاهب من النَّصارى: المنقطع في دَيْرٍ أو صَومَعة للعبادة. مشتقٌّ من الرَّهبة، وهي الخوف. انظر: المفردات في غريب القرآن، (ص 209)، مادَّة: «رهب». تفسير الطبري، (7/ 3).

[4] انظر: التحرير والتنوير، (5/ 184).

[5] انظر: التحرير والتنوير، (5/ 186).

[6] انظر: في ظلال القرآن (2/ 962).

[7] انظر: تفسير الطبري (7/ 5)؛ التفسير الكبير (12/ 57).

[8] التحرير والتنوير، (5/ 187).

[9] النَّجاشي: لقبٌ يُلقَّب به ملوك الحبشة، كما يُقال لملك الفُرْس: كسرى، ولملك الرُّوم: قيصر، ونجاشي الحبشة المَعْنِيُّ هنا هو: أصحمة بن أبحر، وكان مَلِكاً صالحاً، لبيباً ذكيّاً، وعالماً عادلاً، شهد له الرَّسولُ صلّى الله عليه وسلّم بالإسلام والصَّلاح، وصلَّى

عليه حين مات، وهو الذي آوى المسلمين في هجرتهم إلى الحبشة، وأكرمهم، ودفع عنهم أذى قريش. توفِّي رحمه الله سنة (9 هـ)، وقيل: قبل ذلك. انظر: السِّيرة النبوية، لابن كثير، (2/ 29-30).

[10] قِطعةٌ من خبر مُطَوَّل، رواه: ابن إسحاق في «المغازي» (1/ 211)؛ وابن هشام في «السيرة النبوية» (1/ 217)؛ وأحمد في «المسند» (1/ 201) (ح 1745) (5/ 290-292) (ح 22645)؛ وأورده الهيثمي في «مجمع الزَّوائد» (6/ 24-27). وقال: «رواه أحمد، ورجاله رجال الصَّحيح، غير ابن إسحاق، وقد صرَّح بالسَّماع». وصحَّح إسنادَه: الألباني في «تخريج فقه السُّنَّة» (ص 154)، والأرناؤوط في «تخريج زاد المعاد» (3/ 29).

[11] التحرير والتنوير (26/ 48-49).

[12] المصدر نفسه (29/ 205-206).

[13] (تِهَامَة): اسمٌ لكلِّ مكانٍ غير عالٍ من بلاد الحجاز، سُمِّيت بذلك لِشدَّة حرِّها اشتقاقاً من التَّهَم بفتحتين، وهو شدَّة الحرِّ وسكون اللَّيل.

[14] (نَخْلَة): موضع بين مكَّة والطَّائف، قال البكريُّ: على ليلة من مكَّة. وهي التي يُنسب إليها بطن نخل. انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري (8/ 860).

[15] (سُوق عُكَاظ): هو موسم معروف للعرب. بل كان من أعظم مواسمهم، وهو نخل في وادٍ بين مكَّة والطَّائف، وهو إلى الطَّائف أقرب، بينهما عشرة أميال، وهو وراء قرن المنازل بمرحلة من طريق صنعاء اليمن. وقال البكريُّ: أوَّل ما أُحدثت قبل الفيل بخمس عشرة سنة، ولم تزل سُوقاً إلى سنة تسعٍ وعشرين ومائة، فخرج الخوارج الحروريَّة فنهبوها فَتُرِكت إلى الآن، وكانوا يُقيمون به جميعَ شوال، يتبايعون ويتفاخرون، وتنشد الشُّعراء ما تجدَّد لهم، وقد كثر ذلك في أشعارهم كقول حسَّان:

سَأَنْشُرُ إنْ حَيِيْتُ لكم كَلاماً ♦♦♦ يُنْشَرُ في المَجَامِعِ مِنْ عُكاظِ

انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري (8/ 855).

[16] (تَسَمَّعُوا له): أي قصدوا لسماع القرآن، وأصغوا إليه.

[17] رواه البخاري، كتاب التَّفسير، باب: تفسير سورة الجنِّ: ﴿ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ ﴾ [الجن: 1] (3/ 1573)، (ح 4921).

[18] فتح الباري شرح صحيح البخاري (8/ 861).

[19] تفسير ابن كثير، (7/ 297).

[20] وتكرَّرت بعدها (30) مرَّة.

[21] رواه الترمذي (5/ 399) (ح 3291)؛ والحاكم في «المستدرك» (2/ 515) (ح 3766) وقال: «صحيح على شرط الشَّيخين، ولم يخرجاه». ووافقه الذَّهبي. وحسَّنه الألباني في «صحيح سنن الترمذي»: (3/ 112) (ح 2624).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى