مقالات و تحليلات

تكريس منهج التسامح بالإمارات عززها عالميا / بقلم سحر حمزة

الاعلامية سحر حمزة

تكريسا للنهج الإنساني الذي طبقه الوالد المؤسس للإتحاد طيب الله ثراه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالإمارات قبل خمسين عاما واستمرارا لما رسخه باني نهضة الإمارات رحمه الله ،وسار على دربه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”وإخوانه حكام الإمارات رعاهم الله ليبقى “التسامح” منهجا وفعلا واقعيا في حياتنا على طريق الإنسانية والأمل ونشر ثقافته لإرساء السلام والآمان بين سكان هذا الوطن الغالي . وما تطبقه الإمارات لهذا المنهج الإنساني فإنه ترسيخ لمبدأ إنساني انتهجته القيادة منذ تأسيس الإتحاد وسار على هذا الطريق شيوخها وسعيها الوفي لتكون دولة الإمارات كعاصمة عالمية للتسامح بما يؤكد قيمة التسامح باعتباره عملا مؤسسيا إنسانيا مستداما من خلال فرض وتطبيق مجموعة من التشريعات والسياسات الهادفة إلى تعميق قيم التسامح والحوار المفتوح مع الآخر وتقبله بالانفتاح على الثقافات وتعميق الحوار البناء مع الأمم المختلفة حول العالم وهو ما تطبقه القيادة عمليا . وحين قررت الحكومة بتوجيهات قيادية استحداث وزارة للتسامح وهي التي تعتبر الأولى من نوعها في العالم،فإنها تعتبر الخطوة الأولى نحو المجد والتميز العالمي من أجل أن تكون الإمارات واحة للتسامح بمكافحة التمييز العنصري ونبذ الكراهية بين الشعوب والقضاء على الإرهاب.. باعتبار إنه امتداد للعهد الذي بدأه والدنا زايد الخير ونتاج ذلك هو الحب الأبوي الذي أعطاه لأبناء الإمارات من مواطنين ومقيمين فأصبحوا يلقبون عالميا بأبناء زايد. وتعتبر ثقافة التسامح وسياسة الاعتدال التي تمارسها القيادة بالإمارات مع كافة أفراد المجتمع وكافة المقيمين من مختف الجنسيات بالإمارات جذور مغرقة بقدم هذا الوطن منذ تأسيس الإتحاد وهي ثقافة وممارسة عملية بين كافة أفراد المجتمع الإماراتي لتسكن وجدان أبناء الوطن منذ القدم وهو نتيجة طبيعية لما عايشه أهل الإمارات بين الانفتاح على العالم من خلال خليجها المطل على البحر بسحره الذي يدفع السكان إلى محاولة الغوص في أعماقه لاكتشاف ثرواته من اللؤلؤ والذهب الأسود وكذلك ما تقوله الصحراء لأبنائها من تأمل وصفاء وجمال ساحر الذي يدفع سكانها إلى كثرة التنقل بإرجائها بحثا عن مصادر الأمن الغذائي والاجتماعي وتحويلها إلى غابات وجنات تزرع بالغاف وبما لذ وطاب من الأشجار المثمرة التي تتعايش مع البيئة الساحرة كالنخيل المبارك فيها . ولأن دولة الإمارات دائما سباقة في ميدان التميز ورائدة في تبني الأفكار الرائدة بإطلاق المبادرات الملهمة انصب فكر وجهد القيادة الرشيدة في الآونة الأخيرة على تعزيز الموروث الشعبي من أصالة سكانها المنحدرة جذورهم من الجزيرة العربية التي انطلقت منها الرسالة المحمدية لتحمل نور الإسلام للعالم أجمع . بهذا أضحت الإمارات اليوم مجتمعا عالميا تلتقي فيه ثقافات العالم حيث تحتضن على أرضها أكثر من 250 جنسية من مختلف دول العالم ممن تسود بينهم المودة والمحبة بين الجميع في دولة تعد نموذجا رائدا في التسامح والتعددية البشرية الإنسانية . وقد نجح المغفور له الشيخ زايد مؤسس الإتحاد طيب الله ثراه بحنكته وحكمته السياسية ودبلوماسيته مع شعوب الأرض تمكن من بناء توافق أنساني فكري بين سكان الإمارات من خلال التشاور وإقناع كافة أعضاء مجلس التعاون الخليجي أن بأن تكمن قوتهم المستقبلية في وحدتهم حين توجت جهود القيادة بتأسيس الإتحاد بموافقة كافة حكام الإمارات بالإعلان عن ميلاد دولة المحبة والسلام والتسامح .. كي تكون الإمارات وطنا للتسامح و التعايش بين المواطنين والمقيمين من مختلف الجنسيات والأديان في بيئة مثالية تكون واحة آمنة للعيش الكريم لتحقيق السعادة للجميع. وكان المغفور له الشيخ المؤسس قد أرسى “رحمه الله” دعائم تربية الأجيال المستقبلية على التسامح بين أفراد المجتمع عامة ، وكانت دعوته المتكررة إلى نبذ الحروب والصراعات المسلحة والحرص على حل أي خلاف مهما كانت درجة تعقيده بالطرق السلمية وتشرب ذلك الإنسان الإماراتي ليتحول عمليا إلى الالتزام بروح التسامح والمحبة والألفة مؤكدا على البعد الإنساني لتعزيز التسامح في المجتمع حين قال: “التسامح واجب”.  وما هو ملاحظ ومعروف عن فكر الشيخ زايد بأنه كان رحمه الله دائما يضع الإنسانية قبل القانون ويقدم قيمة الإنسان على قيمة المادة مهما عظمت حتى أن مفهوم التوفيق والمصالحة قد صار نهجا و قيمة أساسية من قيم ميزان العدل والقانون في الدولة بل هو مفهوم قد صار قانونا معمولا به وانطبق بالتالي على آلية التفاوض في مختلف القضايا الإقليمية والدولية من خلال الخطاب السياسي والأداء الدبلوماسي الإماراتي الذي أحرز منجزات ظاهرة وباطنه عادت على الإمارات بالسلام والوئام والتصالح مع الأشقاء في المنطقة . وحين رفعت الإمارات شعار التسامح لم يكن مجرد شعاراً بعيدا عن الواقع بل كان وما زال ممارسة عملية للسياسة المطبقة فيه من قبل أبناء الوطن بكافة أطيافهم وجنسياتهم ،و قامت القيادة الرشيدة ببناء جسور التسامح مع الجميع بالأرض عامة ، من خلال منظومتهم الفكرية والثقافية ما جعل الإمارات اليوم لاعبا رئيسيا أساسيا في معظم اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز العنصري وأضحت عاصمة عالمية للتسامح تلتقي فيها الحضارات والثقافات لتعزيز السلام والتقارب الإنساني بين كافة شعوب الأرض ممن يقصدوها للعمل والاستثمار والإقامة الآمنة .

 

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى