مقالات و تحليلات

رابطة العالم الإسلامي يتواصل تألقها في واقع الأمة المعاصر / الدكتور .. الطيب بن عمر


الدكتور .. الطيب بن عمر/
مدير مكتب رابطة العالم الإسلامي بموريتانيا

منذ أن تأسست رابطة العالم الإسلامي وهي تقوم بمسؤولياتها الجسام في قضايا الأمة الكبرى ورفع راية الإسلام في أصقاع العالم ومناصرة القضايا التي تهم الشعوب الإسلامية والدفاع عنها في المحافل الدولية بكل ريادة وإخلاص وشجاعة أدبية ، فقد أضحى ذلك أمرا ملموسا على مدى تاريخها وعرفه القاصي والداني ولا يستطيع إنكاره أو تجاهله إلا مكابر ولقد عاينت ذلك بنفسي على مدى عقود طويلة ولاحظت دورها الريادي والمتواصل في خدمة الإسلام والمسلمين في جميع المجالات لا سيما في المجال الديني ، والعلمي ، والدعوي ، والإغاثي ، والثقافي ، والعمران الحضاري ، ومناصرة القضايا الإسلامية في المحافل الدولية ، والحوار الحضاري الإسلامي الإسلامي ، والحوار مع الديانات والحضارات الأخرى ، والاهتمام بالأقليات المسلمة في العالم ، والوقوف في وجه التيارات الفكرية المنحرفة الهدامة خاصة الغلو والتطرف والإرهاب ، منسقة جهودها مع المؤسسات الإسلامية الوسطية المعتدلة ومع الشعوب ومرجعياتها العلمية والفكرية والدينية ذات المشرب الإسلامي المستمد من ينابيع الإسلام الصافية الأولى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما درج عليه أئمة أهل السنة على مر العصور .
وخلال عامين من العمل الدؤوب والمتواصل قام معالي الشيخ الدكتور / محمد بن عبد الكريم العيسى ، الأمين العام للرابطة وعضو هيئة كبار العلماء بدور ريادي متألق قام فيه برحلات متواصلة لجميع قارات العالم وعقد المؤتمرات والملتقيات والندوات العلمية والفكرية والثقافية الكثيرة متحدثا عبر منبر الرابطة بخطاب عالمي متوازن وحاضن باسم الشعوب الإسلامية ، وكان لهذا الحضور الاستثنائي والخطاب الوسطي الأثر الكبير الملموس في خدمة الإسلام والمسلمين جزاه الله خيرا عن أمة الإسلام وأجزل له المثوبة وأعانه ووفقه لما يحبه ويرضاه .
ولقد سعدت موريتانيا بحضها الوافر من هذا الدور الإصلاحي المتواصل ، حيث شرفها معالي الأمين العام في الأسابيع الماضية بإقامة المؤتمر الدولي والذي افتتحه وشارك في جميع فعالياته واحتفى به الموريتانيون كثيرا وثمنوه عاليا وأنعشته كوكبة من العلماء والمثقفين والمفكرين والأكاديميين من داخل موريتانيا وخارجها ، وتناقلته وسائل الإعلام وحضرته جميع النخب في البلاد وشرائح المجتمع كلها وكان له صدى ايجابيا على نطاق واسع تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية السيد / محمد ولد عبد العزيز ، وتواصل هذا المسار ليشمل جنوب إفريقيا وماليزيا في أسبوعين من الزمن ، وهي لعمري جهود عظيمة ينبغي أن تذكر فتشكر وهي تستحق الإشادة والتقدير والتكريم ، فواجب الأمة أن يقدروا هذه الجهود الرائدة ويكافؤوها بما تستحقه من تكريم وإجلال ، وقد قال صلى الله عليه وسلم ( من قدم إليكم معروفا فكافؤوه ، فان لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا الله له حتى تروا أنكم قد كافأتموه ) ، ونحن هنا في موريتانيا نقدر ذلك عاليا وندعو الله تعالى لمعالي الأمين العام بالعافية والتوفيق ، فقد قام حفظه الله بتطوير الرابطة وتفعيل دورها في كافة المجالات ولا سيما في مجال التواصل الحضاري والحوار الإسلامي الإسلامي والحوار مع أصحاب الحضارات والديانات الأخرى بمنهج وسطي معتدل يجمع بين الأصالة والحداثة ويقوم على تجديد الفكر الإسلامي ويراعي سماحة الإسلام ويسره في ضوء ينابيع الإسلام الصافية الأولى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عله وسلم ، ويضطلع بالتوجيه والإرشاد لجميع المسلمين في أنحاء العالم بما يحقق آمالهم ومصالحهم بمنهج يقوم على الألفة والانسجام ، ونحن نرى أن معالي الأمين العام للرابطة يعتبر بمثابة مدرسة يستقي المسلمون من معينها كل توجيه وإرشاد يخدم الأمة ويرفع من شأنها فهو مجدد الفكر الإسلامي وحامل لواء الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وقائد مسار الإصلاح في واقعنا المعاصر ، ونعلق على ذلك آملا كبيرة في رقي الأمة ووحدة كلمتها وازدهار حضارتها حتى تستعيد ريادتها ومكانتها اللائقة بها بين الأمم .
والواقع أن ذلك كله تم بفضل الله تعالى ثم برعاية كريمة من ولاة الأمر والقادة في المملكة العربية السعودية على مدى تاريخ الرابطة ، وهي الآن تشهد تطورا سريعا بدعم كريم وعناية فائقة من خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – ملك العزم والحزم وولي عهده الأمين محمد بن سلمان – سلمه الله – ، حيث يرعاها ويمدها بكل ما يمكنها من تحقيق أهدافها النبيلة وتطوير العمل الإسلامي حتى يتحقق ما تصبو إليه الأمة من رفع راية الإسلام وريادته وازدهاره ووحدة أمته على الوجه الذي يرضي الله ورسوله ويلبي تطلعات شعوب الأمة في مستقبل واعد تتطلع إليه ، ونسأل الله تعالى أن يتحقق ذلك ويصلح حال الأمة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى