سلطان القرن الماضي ينحني للهبوط .. ربما هي ضارة نافعة ليعود أقوى .! / المختار اسباعي
حتى الرمق الأخير ، ظل نادي الحرس يتشبث بحظوظه كاملة في البقاء ، لكن ليس كلما يتمنى المرء يدركه ، بل يبدو أنه لم يبقى في الدرجة الأولى شبر يسعالعريق ، على هذه الحالة الهزيلة ، أو هكذا قالت الحسابات.!
افتقد الحرس لبريقه الفواح في الألفية الجديدة ، بعدما كان سلطانا في سبعينيات و ثمانينيات و تسعينيات القرن الماضي ، بسبعة ألقاب دوري ، خلدها فيسنوات : 1976- 1977- 1978- 1979- 1984- 1994 -1998 ، هذه النجاحات عززها الفريق أيضا برباعية التتويج في كأس الرئيس أعوام : 1981- 1986- 1989- 2001 الذي كان آخر لحن جميل يتغنى به عشاق الحرس ، وهم يرددون :
ألا أيها الحرسي الوفي ..مزيدا مزيدا من السؤدد
بالأمس انتصر فلا تكتفي .. بنصر و زد و انتصر في غد ..
تغيرت في راهن الحرس مقولة أن من لا ماض له لا حاضر له ، حيث يتحدث الماضي عن أيام خلت من الزهو و باتت اطلالا ، فيما يجهله الحاضر بحكم المقدم ( هذا الموسم خاض 22 مباراة : فاز في 6 و تعادل في 7 و خسر في 9 سجل 18 استقبل 24 ، ليكون بذلك رابع ناد يهبط هذا الموسم للدرجة الثانية ) ، ولم يعديسمع عنه سوى حكايات كان و كان ..
ومن ما كان ، نجوم كبيرة مرت ذات يوم من هذا الفريق ، و ظلت راسخة في ذهن الكرة الموريتانية : المرحوم ميني –براهيم مالحة – أحمد عليه – ايفادي– خليفةدينك– سيد احمد القاسم – محمد سالم الملقب صنيدري – يعقوب دينا .. وغيرهم ..
إلا أن ما حدث للحرس اليوم ، هو منطق ما يعيشه الفريق من تذبذب في السنوات الأخيرة ، حيث لم يتغير وجهه الشاحب بين دفة المواسم المتتالية ، كما لو أنهيعيش فصل المنتهي الذي لم يعد بإمكانه التطور و تدارك أمره ، و ربما يكون هذا الهبوط ضارة نافعة ، تحرك مياه النادي الراكدة ، و تدفعه للاستيقاظ منسبات انهياره ليعود أقوى ، و برغبة استعادة مكانته و أمجاده يوم كان الاسم الذي يتردد في منصات التتويج و بين العشاق .