افتتاحية الصدىالأخبار

سلطنة عمان ترد مياه نواكشوط والدوحة لمجاريها (إفتتاحية)

عرفت سلطنة عمان منذ عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد طيب الله ثراه بدبلوماسيتها الصامتة الهادئة المتزنة والمتعلقة ، كما عرفت بنأيها بنفسها عن الخلافات البينية مع الدول خاصة مع الاشقاء ، وظلت السمة البارزة لسياستها الخارجية هي التعقل والتحفظ عند الأزمات والتفهم والتغاضي عند الهفوات ، والعمل الدؤوب على تجاوز وردم الخلافات ، والعمل على تقريب وجهات النظر بين الاشقاء سرا لا علنا ، خاصة عندما يتعلق الأمر بلم شمل الاشقاء والأصدقاء

وهناك تاريخ عماني حافل بالمبادرات الناجحة ، والتي لم تتسرب للإعلام لا قبل ولا بعد نجاحها ، فلم تتبجح سلطنة عمان يوما بنجاح مبادراتها الدبلوماسية الحكيمة والواعية بما تشهده المنطقة من تحديات وتطورات ،

ومن آخر تلك المبادرات الرائعة التحرك العماني المسؤول النابع من الرؤية العمانية الحكيمة التي يكرس السلطان هيثم اليوم استمرارها وتطويرها ، لرأب الصدع ولم الشمل بين الشقيقتين موريتانيا وقطر

 نعم تحركت السلطنة بمبادرة أخوية صادقة لإعادة مياه الود والصداقة والتنمية بين نواكشوط والدوحة ، خاصة أن الدوحة تصالحت مع محيطها الخليجي بجهود كويتية رائعة  لم يغب عنها الدعم العماني الفعال

ولا شك أن الخلافات بين البلدان العربية خطيرة على حاضر ومستقبل أمة يستهدفها  أعداء الداخل والخارج ، وباعتقادي أن أعداء الداخل أخطر من أعداء الخارج ، فمنهم اعداء الداخل يا ترى ؟

أعداء الداخل حسب تصوري المتواضع هم التخلف التنموي والفكري ، وانتشار الجهل والغلو والتطرف ، فأي أمة يتحكم فيها هؤلاء الاعداء ستكون لقمة سائغة لأعداء الخارج وما أكثرهم من حولنا

وبالنظر للواقع العربي الراهن يتضح لنا بما لا يدع مجالا للشك أن العرب كل العرب مدعوون الآن أكثر من أي وقت مضى للحظة تصالحية مع الذات أولا ، ومع الاشقاء ثانيا ،من أجل تنقية النفوس من شوائب التراشق السياسي العقيم والاستعداد للإقلاع لعوالم التنمية والتطوير وفرض مكانة العرب اللائقة بهم حضاريا وتاريخيا في مصاف الدول والشعوب والحضارات

وختاما لا بد من الاشادة بالجهود العمانية الرائعة على هذه المبادرة التي يسجلها الشعب الموريتاني لسلطنة عمان في سجله الذهبي ، تلك المبادرة التي لو لم تكشفها الدبلوماسية الموريتانية تقديرا وعرفانا بالجميل لظلت طي الكتمان في دواليب الدبلوماسية العمانية العريقة

شكرا مرة أخرى لسلطنة عمان ولشعبها الأبي و لسلطانها  الشهم الهمام.

الصدى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى