افتتاحية الصدىالأخبارمقالات و تحليلات

شكرا فخامة الرئيس غزواني ولكن !!!!/ محمد عبد الرحمن المجتبى

                      زاوية : قلم رشاش

المصدر: “الصدى” الورقية الصادرة بتاريخ 28رمضان 1442هـ الموافق 10مايو2021م

منذ وصولك للسلطة وأنت ترسل للمنشغلين بالواقع المزري لصاحبة الجلالة في البلاد، إشارات إيجابية تبعث على الأمل والإطمئنان ، وتمنح هؤلاء المسكونين بوجع الحرف والقلم حق الحلم والتطلع لغد أفضل لمهنتهم النبيلة في هذه البلاد ، التي لا يراد لها أن تحظى بصحافة محترمة، كتلك التي تحظى بها البلدان المجاورة التي يعشق “قادتنا” منذ عقود المقارنة معها في مقارباته التنموية الباهتة إن لم نقل التافهة.

نعم لم تترك فخامة الرئيس مناسبة تمر، إلا وأكدت فيها على اهتمامك باصلاح قطاع الصحافة في البلاد ، واعتبرت في أكثر من تصريح ومناسبة أنه مالم تصلح الصحافة لن يصلح أي شيئ في البلاد، لكون الصحافة هي الرافعة التنموية الأساسية لأي عمل حكومي أو جمعوي جاد.

وحرصت فخامة الرئيس عبر إجراء بروتكولي حميد غير مسبوق على رفع التهنئة للصحافة الوطنية بمناسبة اليوم الدولي للصحافة الأمر الذي يؤكد إنشغالك بالشأن الصحفي في البلاد.

بل ذهبت إلى أبعد من ذلك لتترجم “تعهداتك” إلى واقع معيش بإختيارك لنخبة من كوادر الصحافة الوطنية خبرة وتجربة وممارسة لتعهد إليها بإعداد تصور شامل لاصلاح قطاع الصحافة ، وبعد شهور من العمل المضني قدمت اللجنة الوطنية لإصلاح قطاع الصحافة تقريرها الذي يشمل رؤيتها للإصلاح والإقلاع بقطاع الصحافة من قاع التسكع الأخلاقي والتخلف المهني والتجاهل الرسمي بالنسبة للصحافة الجادة إلى وضع مشرف للصحافة والصحفيين.

وها أنت تخاطبنا مجدد قبل أيام لتهنئنا من جديد بعيد الصحافة الدولية فشكرا فخامة الرئيس على كل هذه الجهود والمشاعر الطيبة ولكن !!!!

هل تعلم فخامة الرئيس أنه في الوقت الذي تبدي فيه كل هذا الإهتمام بالشأن الصحفي في البلاد، ما تزال جميع الممارسات المذلة للصحافة والصحفيين متواصلة بعد سنتين من توليك زمام الأمور في البلاد؟

هل تعلم فخامة الرئيس أن فساد الصحافة في هذه البلاد يعود بالدرجة الأولى للقطاعات الحكومية الوصية وغير الوصية ، ويعود بدرجة ثانية للطبقة السياسية في البلاد؟

هل تعلم فخامة الرئيس أن مذكرة مريبة و جائرة وقعها الوزير الأول الأسبق المتهم اليوم بالفساد السيد يحي ولد حدمين تقضي بحرمان الصحافة المستقلة من الاشتراكات والاعلانات الحكومية لا تزال سارية المفعول حتى يوم الناس هذا ؟

هل نجد تفسيرا لاستمرار مذكرة كهذه سوى حرص جهات ما داخل نظامك على “الولاء المطلق لتعليمات الماضي…”؟

هل تعلم فخامة الرئيس أن السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية أشرفت مؤخرا على مسح وطني يرصد بدقة وضعية جميع المؤسسات الصحفية في البلاد  ، وبدلا من اعتماده وتفعيله خاصة فيما يتعلق بموارد الدولة الخاصة بصندوق دعم الصحافة ، واعتماده أيضا في تصنيف وتحديد المؤسسات المهنية الجادة تم رمي هذا المسح الهام في سلة المهملات وضاعت جهود من أشرفوا عليه كما ضاعت موارد الدولة التي سخرت لانجازه ، وضاعت طبعا أحلام من تطلعوا لاعتماده..

هل تعلم فخامة الرئيس – وهذه حقيقة مؤكدة- ان هناك قطاعات حكومية تعمل ليلا ونهارا على طمس واخفاء  تقرير اللجنة الوطنية لإصلاح الصحافة لأنها متضررة من تطبيق مخرجاته ولن تألو أي جهد من أجل رميه في سلة المهملات كغيره من التقارير الجيدة التي صرفت عليها موارد ضخمة من خزينة الدولة ؟

هل تعلم فخامة الرئيس أن “العقلية المخزنية” في البلاد لا ترغب في إصلاح الصحافة ؟ ولن تقبل به بحال من الأحوال ما لم تكن هناك إرادة شخصية من فخامتك، ومتابعة ميدانية لمسار الاصلاح الذي يتطلب أولا وقبل كل شيئ “مسح طاولة” الأجهزة الرسمية الوصية على الإعلام جملة وتفصيلا.

هل تعلم فخامة الرئيس أن هناك “سيناريوهات بديلة” (بدل الأعور طبعا)  يتم رسمها حاليا للاتفاف على مسار الإصلاح الذي أطلقته بنفسك مشكورا، وستقدم لك تلك السيناريوهات  على أنها هي المتاحة والمتناغمة مع المرحلة، وستبذل جهود ضخمة لتسويقها لك ولطاقمك المقرب؟

هل تعلم فخامة الرئيس أن إصلاح الصحافة هو الانجاز الوحيد الذي يمكن أن يتحقق بدون موارد تذكر ، في حال توفر الإرادة الجادة الحازمة مع أعداء الإصلاح وما أكثرهم حولك فخامة الرئيس؟

فخامة الرئيس الشيء المؤكد أنك تعلم جيدا أن من أفسد الصحافة لا يستطيع إصلاحها…وهذا ما يجسده تشكيلك للجنة خاصة تعنى باصلاح القطاع ، فلماذا لا تتابع هذه اللجنة أو لجنة جديدة بعيدة كل البعد عن القطاعات الحكومية تنفيذ ما ينفع الناس من وثيقة الاصلاح ؟؟

حفظ الله البلاد والعباد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى