افتتاحية الصدىالأخبارمقالات و تحليلات

صراع الأجنحة .. ومؤشرات تقويض النظام …!! / محمد عبد الرحمن المجتبى

محمد عبد الرحمن المجتبى /رئيس التحرير

من يتابع المشهد السياسي الوطني اليوم لن يجد كبير عناء لاكتشاف ما يطفو على سطحه من تراشق مبطن واتهامات متبادلة لبعض وسائل التحريض الاعلامي وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ، حيث اصبحنا أمام حرب بالوكالة مستعرة بين أجنحة متعددة للنظام القائم تتمرس وراء بعض المدونين والاقلام الفاقدة للاحساس الوطني ولآليات الاستشعار لما يترتب على اشعال حرب وكالة بين هذا الطرف الحكومي أو ذاك ، خاصة في هذه اللحظة الحرجة من عمر النظام الجديد وما تتسم به من صعوبات ، لم تتضح بعد ملامح تجلياتها الصحية والاجتماعية والاقتصادية السلبية طبعا ، حيث لا تخفي الدول العظمى قلقها الشديد من مستقبل ما بعد كورونا فما هو حالنا نحن في وضعنا واوضاعنا

نعم خرجت حرب الشعارات والاتهامات عن صمتها و قذف حممها من وراء جدر ، اصبحنا أمام تراشق واستهداف مباشر بين اجهزة النظام و بين أعضاء الحكومة

واصبحت التسريبات اليومية لما يفترض أن يكون اسرار دولة هي سيدة الموقف ، و طبعا وجدت اللوبيات الفاسدة في القطاعات الحكومية فرصتها الذهبية لبسط نفوذها وممارستها أدوراها القذرة في تضليل وتمييع العمل الحكومي

بدأت القصة قبل شهور بهجوم عنيف من جهات “ما” على الوزير الأول المهندس اسماعيل ولد الشيخ سيديا ، حيث كالت له تلك الجهات الكثير من الاتهامات كما شككت في قدراته على قيادة الفريق الحكومي ، وكانت تلك الجهات قد بدأت بمحملة مسعورة ضد مدير ديوان رئيس الجمهورية ، ولأنه لم يعر الأمر أي اهتمام تحولت الحملة الى محاولة للوقيعة بين وبين الوزير الأول وأخذ الأمر بعض الوقت في المشهد السياسي ، واتضح جليا وقتها أن للوزير الأول  “حسابات غيرمسددة ” مع النظام السابق وفلوله ، وكانت ردود فعله هو نفسه تؤكد انه يخوض معركة بخلفيات سابقة ، لكن الصراع اليوم اصبح بين الوزير الاول وبعض اعضاء حكومته وبأسلوب خطير ومشين ولا يشي بانسجام الحكومة فيما بينها ، فما هي مشكلة الوزير الأول مع بعض أعضاء حكومته خاصة وزراء الصحة والداخلية والتعليم العالي ؟ وماهي مشكلة هؤلاء مع قائدهم في العمل الحكومي ؟ وهل عجزوا كلهم من تسوية أوضاعهم ومشاكلهم بعيدا عن صفحات المدونين وصفحات الصحف ، ألا يدركون أنهم بصراعهم اللامسؤول يدقون أو مسمار في نعش الحكومة إن لم يكن في نعش النظام

الحقيقة التي لا غبار عليها أن هذه الحكومة ولدت شائهة وغير متجانسة وبالتالي لا يمكن ابدا ان نتوقع انسجامها وعملها بروح الفريق الواحد ، فبعضها ينتمي لحكومات النظام السابق وبعضها ينتمي لأمجاده وعنترياته

ويبقى السؤال الكبير هو هل يستشعر رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني خطر صراح الاجنحة في نظامه ، وما يترتب عليه من اضعاف وتدمير لهيبة الدولة وأداء قطاعاتها المختلفة

وهل يدرك أن مثل هذه الصراعات بمثابة الثغرة التي يتسلل منها “العدو” ليفتك بالنظام بأسره ؟ ثم هل يعتقد غزواني والحكومة المتصارعة أن الوقت مناسب لمثل هذه المهاترات السياسية

لا شك أنها مفارقة غريبة ومريبة حيث أنه في الوقت الذي تكاد المعارضة الراديكالية تحزم امتعتها وتدخل في إجازة مفتوحة ، أو توقع للرئيس غزواني على بياض ، تولد معارضات ضارة وخطيرة داخل اجهزة النظام نفسه

يحدث ذلك في لحظة تستعد فيها لجنة التحقيق البرلمانية لاستدعاء الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز لمسائلته عن عبث العشرية وردحها .. إنها معارك خاسرة داخل معركة فاشلة أيتها الحكومة الموقرة ، ليس الوقت مناسبا للعنتريات لكنكم بصراعكم تهيئون الأسباب المناسبة لمآلات أخرى بائسة لا قدر الله

حفظ الله البلاد والعباد

المصدر : صحيفة “الصدى” الاسبوعية الصادرة بتاريخ :27-05-2020

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى