مقالات و تحليلات

صفحة جديدة/ أحمد ولد الشيخ

أحمد ولد الشيخ / رئيس تحرير صحيفة القلم المستقلة

تم نشر عسكريين في دوريات الحراسة، يتقلدون بنادقهم ويرتدون السترات الواقية من الرصاص، وسياراتهم مصطفة. تبدو بلدية السبخة، منذ بضعة أيام القليلة الماضية، كأنها منطقة في حالة الطوارئ. بعد الاضطرابات التي أعقبت إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية والتدخل القوي للشرطة والدرك، أراد النظام إظهار أهمية الأمر. وبأي طريقة! نزل وزير الداخلية إلى الميدان أولاً، وتحدث، بطريق تخلط الحابل بالنابل، عن عملية واسعة النطاق لزعزعة الاستقرار تستهدف بلادنا، وعن “أيادي أجنبية” – دائمًا ذلك الطابور الخامس الذي يريد لنا الشر! – من غير الموريتانيين الذين اعترفوا بفعلتهم. باختصار، ما يكفي لترويع مواطنينا المساكين الذين سبق أن تجرعوا ألف إهانة وإهانة. في نفس السياق، تم اعتقال صمبا تيام، رئيس الجبهة من أجل التغيير (FPC)، الشيء الذي يضفي المزيد من الشيطنة على مناضلي فلام (FLAM) القدامى والحاليين، وتحميلهم مسؤولية جميع مصائبنا. إنها إشارة سيئة توجه إلى العالم حيث كانت بلادنا تحظى باحترام كبير، على الأقل بفضل حرية التعبير التي تكفلها لمواطنيها، في غياب أي شيء آخر. وتم قطع الإنترنت. لماذا؟ لمنع تدفق المعلومات التي تنقلها شبكات التواصل الاجتماعي؟ لمراقبة صور المظاهرات والقمع؟ عدم صب الزيت على اللهب المتوهج؟ تم حبس الصحفي كامارا سيدي موسى، مدير نشر     “La Nouvelle Expression” ، بدوره. إنه ناشط في مجال حقوق الإنسان، وناقد للنظام القائم، ومعارض للإقطاعية لا يمكن أن يعاب عليه سوى قلمه الحاد، الذي يثير الفوضى، ولذا يجب إسكاته.

 

ثم استدعي الجيش للنجدة، كما لو كانت الأسلاك الأخرى غير مجهزة بما يكفي لإعادة النظام. وفي الحالة الطبيعية، يتم استدعاؤه فقط في حالة حدوث انفلات خطير للغاية أو حالة الطوارئ أو حظر التجول أو… انقلاب عسكري. هل يريد ولد عبد العزيز إفساد نهاية عهده؟ لجعلنا نأسف على “عشرية السلام والاستقرار” التي يضجرنا بها مداحوه على مدار اليوم؟ أو تحضيرنا لأحداث أخرى مخفية؟ إلا إذا كان هو نفسه راعي هذه الضجة… فهل تدخل الجيش ليعلن نهاية الراحة؟ إعطاء إشارة قوية للرئيس المنتهية ولايته؟ استعادة النظام “الحقيقي”، في انتظار تنصيب الرئيس المنتخب؟

 

إن الطريقة التي اندلعت بها الاضطرابات، رغم أنها كانت متوقعة ويمكن تجنبها، ونشر القوات الذي تبعتها، والتعتيم على المعلومات، تشكل كلها مؤشرات على وجود حاجة ما في نفس يعقوب. يحس المرء، في كل هذا، بأن هناك صراعات غير معلنة. تخفى علينا بعض الأشياء، معشر الناس العاديين. لذلك فإننا ننتظر ما بعد الانتخابات، وندعو الله أن لا تكون مجرد خديعة هي الأخرى. وأن تنتهي، على أي حال، بمرحلة ما بعد عزيز دون غموض و لا عوائق. لقد سئمت البلاد من الأزمات والتوترات والسب والازدراء. وتريد طي صفحة المحو المظلمة، وفتح صفحة جديدة على الأقل، لعدم وجود فصل جديد

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى