فضاء الرأي

ضيم لن يسكت عليه أصحاب الأرض.. وسطو لن يمر ولو بعد ألف عام..!!/ محمد ولد أماه/

محمد ولد أماه/
كاتب من موريتانيا.

بنهاية القرن التاسع عشر”الميلادي” وبداية القرن العشرين أي منذ قرن مضي وربما أزداد عقدين أثنين. وفي خضم تكالب الأطماع الأجنبية. وتعاضد قوي الاستعمار والشر الأوروبية في عالمها المعادي بالغرب المسيحي. بعضها مع بعض. ويدا بيد.

وعملا منها على اقتسام الديار الإسلامية. وثرواتها الأسطورية’ والتي لاتقع تحت حصر. وهو ما سيحصل بعد حين مع الأسف بالفعل. وبعد إثخان الدولة العثمانية المحتضرة جراحا اثر خسارة الحرب العالمية الأولى’ وتنامي الحركات الانفصالية من داخل إمبراطورية ا لخلافة الإسلامية المهلهلة والتي ستلفظ أنفاسها الأخيرة. الخلافة التي كانت صاحبة الولاية على فلسطين في ذلك الوقت.وهي التي لم تقبل بالرشى ولا بالتسليم.

وفي تلك الأجواء المطربة والمفتوحة على المجهول’ و كما نعلم..  اختتم يهود أوربا الشرقية وعلى وجه أخص’  وفئات واسعة من بني جلدتهم من يهود باقي بلدان غرب أوربا والأمريكتين.. ’و بالطبع و بإيحاء صريح وخفي  من القوي الصليبية المذكورة’ مؤتمرهم الصهيوني الأول ببازل السويسرية. مؤتمر ستتحمل نفقاته ومصاريفه أسر المال اليهودية الشهيرة ذات اليد الطولي بالغرب. والسيطرة بأ سواق المال الدولية.

من قبيل عوائل روتشيلد وروكفلر وسايمون .. وكان ذلك الاجتماع هو ما سيمثل المؤتمر التأسيسي للحركة الصهيونية  المعاصرة و التي ستلعب أدوارا محورية لايستهان  بها في  الاستيراتيجية  الاستعمارية بالمنطقة  في قابل الأيام.

 مؤتمر كان  بدعوة من الصحافي واليهودي النمساوي تيودورهرتزل. وتمويل سخي من أثرياء يهود  ومرابيها بعواصم الغرب. ممن مولوا الحروب الأوروبية الطويلة البينية المتتالية  من قبل’ وعلى مدار العقود.. وضاعفوا من ثم  من ثرواتهم الخرافية.و ممن تحكمن منذئذ بأسواق العالم..  بلندن وهامبورغ وباريس واسطنبول ونيويورك.. !!

وسيتمخض مؤتمر بازل التآمري المبكر و الأنف الذكر من بين ما سيتمخض عنه من نتائج’ و كلها نتائج  بالغة الخطورة. ومما سيكون له ما بعده. عن إنشاء تلك المنظمة الصهيونية الشريرة والعملاقة ’بأساليبها ومكرها وبنواياها الخبيثة والمبيتة. وبأذرعها ومخا لبها المتعددة.

 تلك المنظمة العنصرية والأخطبوطية ’المنوط بها من بين أمور أخري’ أشد خبثا لم شتات يهود ’ومن ثم طرد شعب عريق  و مسالم من أرضه المقدسة’ والتنكيل به. أرض الرسالات السماوية’ ومثوى الأنبياء والرسل الكرام ’عليهم الصلاة و السلام. وأرض الإسلام السمح والسلام.. والتعايش الحضاري و الديني..’التي عاش فيها أهلها الطيبون وعلى أديمها المبارك’ رحبوا وبكل ود بغيرهم’ ومنذ آلاف السنين’ وعلى ذلك دأب أبناء الشعب العربي الفلسطيني المجاهد صاحب الأرض والحق.

 ذلك الشعب العظيم الذي سيصمد أمام جبروت الغزاة على مر التاريخ.. ومن سيتصدي لجيوش الاحتلال الانجليزي. وسيجابه فيما بعد الصهاينة القتلة بأسنانه وأظافره وسكاكينه المسنونة..  وبالبندقية وبالرمانة.. والصاروخ.. وبالحجر..!! وبشجاعة لايضاهيها  إلا نبل معدنه الأصيل.

 شعب عربي تعرض للبطش الصليبي و الصهيوني الحاقد ين و قبل غيره’ والتهجير والتشريد. طردا من وطنه المغتصب.

 بطش سيتكرر لاحقا وان بأساليب أخري.. ضد أبناء العراق وليبيا وشعبيهما العربيين والمسلمين’على يد شركاء الصهاينة بحلف الناتو.وطبقا لمبدأ تقسيم الأدوار.وهو ما يؤكد أن الحملة الاستعمارية الحاقدة وا لوحشية القديمة الجديدة  مازالت قائمة على قدم وساق على بلاد المسلمين. وان كانت فلسطين قد أخذت بالنصيب الأوفر ومنذ البداية.

فلسطين التي ومع وقعت فيه ومع ماصارت إليه. وما عاشه أهلها من نكبات و ماسي. و منذ 1948…  وقبل العراق وليبيا وحتى سوريا بعشرات العقود والسنين. فلم يهن ولم تلن للشعب العربي الفلسطيني ور غم كل ذلك قناة. وظل الفلسطيني شهما شامخ الرأس و وا قف على قدميه فوق أرضه.. وأين ماحل أوار تحل..

 كلا.. فلن تلاقي الفلسطيني شحاذا أو مستجديا أومستخذيا.. ولا الفلسطينية ’على رصيف هنا أو هناك.. ببلدان الشتات… وتلك معجزة بحد ذاتها.. بل خرق عادة!!  لكنك ستلقاه طبيبا ماهرا وأستاذا جامعيا ناجحا ورجل أعمال مرموق..  ومهندسا وكاتبا لايشق له غبار. والبطل المغوار.. وتلقاهن مثلهن.. ولعدوهم وعدوهن’ ولقطعان لصوص الأرض العتاة مثخنون طاعنون وطاعنات بكل مقتل’ و في كل زقاق فلسطيني مقدس بمسنون السكاكين والمدى.          

    سكاكين هند وانية عربية. لعلها تعود ل” بدعة ” شامية ولغضبة أزهرية وحمية هاشمية .. سنها  بقاهرة المعز يوما ما من أيام الله  سكين سليمان الحلبي. سليمان.. طالب العلم بالأزهر الشريف و ابن ضرتي الشام.. الشهباء’ وابن غزة..   قاتل الجنرال  اكليبر قائد الحملة الفرنسية وجيوشها بمصر.. بسكينه المسنون    1800 للميلاد !! وهكذا  ستصبح  طعنة السكين القاتلة ديدن الفلسطيني وعادته ضد كل عدو كان.. أكان غازيا أو غاصبا لأرضه أو مستهدفا لعرضه!!                                                                                                                                                         

عد وكان وضع نفسه رهن إشارة مصالح ا لامبريالية الغربية ومنذ الوهلة الأولى’ وحسب الطلب . وقطعان يهودية مسعورة

دفعتها الصهيونية دفعا إلى ا لهجرة القسرية من بلدانها الأصلية بأوروبا. ثم من البلدان العربية والإسلامية.. إلى فلسطين في مرا حل تالية… مع ما رافق المشروع الصهيوني ومنظمته و في كل مراحله السابقة من دعاية ملفقة.. ولعب لدور الضحية الكاذب’ذرفا لدموع التماسيح.

 تلفيق دأبت عليه ومنذ قيامها دولة الأبا رتايد اليهودية  و العنصرية القائمة على أراضي الغير بالقوة وبالإرهاب ..  وعلى حساب مقدسات أمة’ هي خير أمة  أخرجت للناس. الدولة  التوراتية المفتراة.

وقبل أن يقرر يهود ومن هم  وراء يهود  في نفس المؤتمر التآمري سرقة فلسطين من أهلها.. والسطو على مقدساتها تباعا.. كانت أحد الحلول  البديلة أن تقام دولة اليهود المزعومة تلك في يوغندا أو الجنوب الإفريقي ..وحتى في الحجاز!!

 الحجاز الذي يجاهر اليوم بعض كبار أئمة حرميه المعتمدون.. وكذاك  حكامه المعهود إليهم بأمور الفتوى والحكم. إلى مخايرة لصوص الأرض ومتابعة أئمة العهر ببلدان الكفر والفجور والعدوان.  وتوليهم والسكوت على الضيم!!

 ضيم لن يسكت عليه أصحاب الأرض.. وسطو لن يمر ولو بعد ألف عام!!

 فما لم تفلح فيه الصهيونية ومكرها وحرابها وتأمر المتآمرين’ وعلى مدار قرن وأزيد من السنين.. بخصوص شأن بيت المقدس الأسير وأكناف بيت المقدس’ لن يفلح فيه شيخ الفجور المغرور اترامب.. الرئيس الأمريكي الأكثر هوجا .. و الديوث ابن أبيه.

   والمرء الذي بني ثروته القذرة والطائلة.’ مثله في ذلك مثل الوالد سيئ الصيت..و تاجر الخمور والأجساد.  من ريع الحانات والمواخر, و دكاكين الدعارة والبغاء’ وبيوتها المتعددة  بتعدد راياتها الحمراء..  وكذلك بتعدد متعهديها بجزيرة البتر ودولار وأمرائه المخنثين.

إنه أصلا رجل بلا تاريخ.. وصل لكرسي السلطة بالبيت الأبيض الأمريكي في غفلة من الزمن. وبمحض الصدف.وبواسطة عهره البحت. ولم يكن له أن يصل لولا أجهزة الدولة الروسية’ورجل موسكو القوي بوتين.الرئيس الروسي ا لذي فضح أمريكا في أعز ما تملك. مستبيحا بذلك ديمقراطيتها بما يشبه الاغتصاب.

اترامب الذي كان وعلى حد العلم الرئيس الأمريكي الوحيد الذي حل بالبيت الأبيض رئيسا ’وان كان منتخبا ومن دون أن ننفي عنه الصفة ’ فمع ذلك لم يجد من يتبناه اويقبل به او  بتصرفاته الرعناء في صفوف الطبقة السياسة و الإعلامية على تعدد أطيافها ببلده. وحتى من داخل حزبه الجمهوري الأمريكي. الذي بات اترامب من أعظم همومه وعلى مدار الأربعة والعشرين ساعة.

وللأمانة فأول من رفضه  فيمن رفضوه ولأول وهلة وإبان الانتخابات الماضية بأمريكا’ كان هم

  يهود أمريكا بنيويورك وواشنطن وعلى أوسع نطاق.. وسيصوتون في غالبيتهم للشمطاء هيلاري كلينتون. منافسة اترامب والعجوز”الساقطة” في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة.

  رئيس يلاحقه القضاء اليوم ببلده وربما غدا.  و في أكثر من جريمة.  وفي أكثر  من مجال.  ومهدد بالعزل من منصبه الرئاسي في أي وقت. فالتحقيقات ما فتئت تتلاحق وساعة الحقيقة بدأت تقترب و أكثر من أي وقت مضي. وقد خسر اترامب  الرئيس وعلى مدار أشهر معدودة و تباعا  جل معاونيه الكبار والصغار.. بسبب الفضائح و ألرشي وتهم التخابر وفي وضح النهار مع القوي الأجنبية.

 و سيلجأ اترامب  في ما سيلجأ إليه من حيل مكشوفة. و في هروبه المشين إلى الأمام. و ربما من حبل “المشنقة”.  الذي لا فكاك له منه في ما يبدو’إلى المزايدة السياسية الوقحة  خارج الحدود. وبلا حدود… من خلال موقفه الأخير من القدس. و في إعلانه سيئ السمعة الذي ينم عن تبنيه  مواقف اليمين الصهيوني الأمريكي من غلاة الا نجيليين المحافظين. بقدر ما كان تملقا لغلاة الصهاينة من مستوطني الضفة الغربية والقدس الشريف. قدس لن يضيع مادامت  أمهات القدس يلدن أشبال الحجارة السجيل  .. وهن من كن  لشعب ا لجبارين أمهات.وأكرم بهن من والدات ولودات!!

شعب عربي فلسطيني أسطوري حقا. و فريد. شعب في صراعه مع أعداء الأمة كطائر الفينق الخرافي في الأساطير الإغريقية القديمة’و كل ما احترق أنبعث من رماده من جديد!!

 وهو الشعب اليتيم الذي لم يفرط يوما في شرف أوعرض.. شامخ شموخ جبال القدس والخليل ويافا.. وشنقيط  شنقيط  التي عرفت كيف تدفن التطبيع اللقيط. وإلى الأبد إنشاء الله.وهي في ذلك غير مسبوقة ولا ملحوقة.. على الأقل بمنطقتها العربية وحتى كتابة هذه السطور!!

 دفن لعلاقة مشينة ومهينة مع إسرائيل’ المومس.. تفخر به موريتانيا وشعبها وأمتها. وقرارا يعود فضله في جله وجانبه الأعظم إلى عزم وحزم رئيسها الحالي السيد محمد ولد عبد العزيز.قرار يضع في الاعتبار مشاعر شعب وحق وقضية أمة وشرفها.

إسرائيل التي  مضي زهاء سبعين خريفا على قيامها ك”دولة ” اغتصاب  بفلسطين… وأكناف بيت المقدس     وبقلب الامة. الدولة “التوراتية” البغيضة.و الابن الشرعي لأحلاف الاستعمار الغربي الآثم بزعامة أبريطانيا.

إسرائيل التي بنت شرعيتها على وعد اللورد بلفور المشئوم  وزير خارجية  انكلترا. وكان  تعبيرا عن وعد ه ا لخاص لصديقه الثري روتشيلد المصرفي اليهودي. وكان الوعد بوطن قومي لليهود في فلسطين أرض الرباط. وهو وكما قيل عنه” وعد ممن لايملك لمن لايستحق”. تشرين الثاني   1917.

لكنه كان تنفيذ لإستراتيجية و مخطط السيطرة على طرق التجارة الدولية ومنابع النفط… بزرع ذلك  ا لكيان ا لغريب في خاصرة المنطقة العربية  و الإسلامية. ليلبي دوره الشرير وكلما دعت الحاجة. كقاعدة استعمارية متقدمة.  وكحاملة طائرات ثابتة لقوي الشر الدولية وعواصمها..’من لندن إلى واشنطن’ ومرورا بباريس..

 قوي كل شر وعدوان ’وان زعموا عكس ذلك وادعوه. وقد اطل ومؤخرا وجه من وجوهها الصفقة ’و هي الوجوه التي لاتفلح عند الله أبدا. وقد تمثل في الأرعن “اترامب” ضيف البيت الأبيض الثقيل’ والرئيس المهزوز الشرعية والشخصية. ليعلن سفاهة منه وجهلا اعترافه بالقدس الشريف’ وهي القبلة الأولى للإسلام وهي المسري.. مسري النبي الأكرم محمد صلي الله عليه وسلم’ عاصمة بزعمه للكيان الصهيوني . وقد ضاق حبل “المشنقة” حول عنق العير المعني بالعاصمة واشنطن. وأصبح حديث فضائحه التي تزكم الأنوف على كل لسان..

فضائح دعته إلى طلب” النجدة” الصهيونية العاجلة

    وبتلك الطريقة الترامبية الفجة و الفاجرة. و التي أثارت العالم ضده  ومازالت وحتى من أقرب الحلفاء. من نتنياهو زعيم”دولة ” العصابات اليهودية. عله ينقذه من مقصلة المحقق فولر ورجال الشرطة الفيدرالية. بما يملك زعيم حكومة الكيان من نفوذ مزعوم بواشنطن.    

وكان  اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال’ هو العربون المقدم من طرفه للوبي ا لصهيوني الأمريكي. ومن باب التملق الرخيص لمجموعات الضغط اليهودية واسعة النفوذ بالولايات المتحدة’ في تخريفه الرخيص عن القدس الشريف.

 وقد فات الدعي و المأفون دونا لد اترامب. وهو العجوز الخرف ’أن القدس صخرة  وحرما وأقصي.. و بما مثلته وتمثله على مر التاريخ والقرون من قداسة ورمزية روحية لأهلها’ حرم مشاع للمسمين بمشارق الأرض ومغاربها’ كل المسلمين. وغير قابل مطلقا للتصرف والبيع. ولن تدحض تلك الحقيقة الناصعة  التي لامراء فيها     ورقة اترامب والتي لاتساوي الحبر الذي كتبت به. وان للبيت رب سيحميه. وسيعلم المجرمون أي منقلب ينقلبون.     

ومهما طال الزمان’ ومهما وصل بهم الصلف والعنجهية وأين ما كانوا.. في مواخر تل أبيب وعبر الأطلسي وبعواصم الغرب.. لن  يهدأ بال لملياري مسلم’  بقد رما لن يطمئن الغزاة والطامعون. حتى تعود القدس وأكنافها إلى أصحابها الشرعيين. و تعيش آمنة ومن جديد ضمن سربها. وكما قد عادت من قبل’ ومن   بعد غزو واحتلال صليبي بغيض دام زهاء مائة عام. وكان ذلك على يد السلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي’ قاهر الحملات الصليبية ومحرر ا لأقصي والصخرة من أدعياء الأرض الدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى