مقالات و تحليلات

عودة العراق للحضن العربي صفعة قوية للنظام الإيراني !!/ أحمد بودستور

أحمد بودستور / كاتب كويتي

يقول المثل (أن تأتي متأخرا خيرا من أن لاتاتي أبدا) وقد يكون العراق تأخر كثيرا في العودة للحضن العربي فهو منذ الإطاحة بنظام المقبور صدام في سنة 2003 والعراق منسلخ عن محيطه العربي فقد هيمنت الإدارة الأمريكية على القرار العراقي وبعد انسحاب الجيش الأمريكي من العراق في سنة 2011 هيمن النظام الإيراني على القرار العراقي وتقريبا تحول العراق إلى محافظة إيرانية وخاصة في فترة ولاية رئيس الوزراء السابق نوري المالكي .

لاشك أن زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قبل أيام للمملكة العربية السعودية هي تدشين لصفحة جديدة لعلاقات متميزة فقد كان يرأس وفدا عالي المستوي يتكون من عشرة وزراء وتم تشكيل المجلس التنسيقي بين البلدين وسوف يتم توقيع الكثير من الاتفاقيات في العديد من المجالات وخاصة في مجال إعادة الإعمار أيضا مجال الاستثمار فالعراق فيه فرص استثمارية لاتعد ولانحصى ولكنه يفتقر إلى الأمن والاستقرار وهو ما سيتحقق بعد هزيمة كلاب النار داعش حيث سينعم العراق بالأمن والسلام والاستقرار.

إن الفترة المضطربة المظلمة التي عاشها العراق لمدة تصل إلى 15 سنة خسر فيها الكثير من الأرواح والأموال فقد عاث النظام الإيراني فسادا مع بقية التنظيمات الإرهابية التابعة لنظام الولي الفقيه والتي كانت تمارس حرب تطهير عرقية لإلغاء المكون السني وشطبه من المعادلة السياسية وتكون العراق تابعة لإيران لاحول لها ولاقوة .

الملاحظ أن وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون كان حاضرا اجتماع المجلس التأسيسي بين العراق والسعودية حتى يكون شاهدا وضامنا على نجاح هذه الزيارة التاريخية لرئيس الوزراء العراقي للسعودية وأن هناك صفحة جديدة قد بدأت بين البلدين وأن هناك قرار بالحد من التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للعراق تمهيدا لطرد النظام الإيراني وكافة الميليشيات الإرهابية ليس من العراق فحسب ولكن من سوريا أيضا.

لاشك أن مصلحة العراق هو في تقوية العلاقة مع السعودية لأنها الدولة الوحيدة القادرة على مساعدة العراق في مرحلة إعادة الإعمار وليس النظام الإيراني الذي في واقع الأمر ينهب ويشفط الثروات العراقية للصرف على المليشيات التي تنفذ الأجندة الإيرانية في تقسيم العراق إلى دويلات خاضعة للنظام الإيراني.

هناك تنسيق سعودي أمريكي ليس فقط في العراق ولكن في سوريا أيضا فقد كان الوزير السعودي ثامر السبهان في زيارة سرية لمدينة الرقة التي تم تحريرها مؤخرا وذلك لتقدير الكلفة المالية لإعادة إعمار المدينة التي تدمرت عن بكرة أبيها تمهيدا لتعميم نموذج الرقة على باقي المدن السورية المدمرة بعد التفاهم بين روسيا وأمريكا على أزاحة الجزار بشار مقابل تكفل السعودية بمرحلة إعادة الإعمار التي ستكون بعد الاتفاق السياسي وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي وضع خارطة الحل السياسي في سوريا.

نعتقد أن المستقبل يحمل أخبارا ومفاجات سارة للعراق وسوريا والمملكة العربية السعودية وكذلك أخبار مدمرة للنظام الإيراني ونظام الجزار بشار إن النهاية قد اقتربت وأن اللعبة القذرة التي لعبوها في سوريا والعراق قد انتهت للأبد.

 

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى