افتتاحية الصدىالأخبارمقالات و تحليلات

فلسطين للفلسطينين … مهما طال ليل الإحتلال البغيض !!/ محمد عبد الرحمن المجتبى

محمد عبد الرحمن المجتبى /رئيس التحرير

                           الصدى الورقية : زاوية “قلم رشاش”

بعد ما عاثته آلة البطش الاجرامية الصهيونية في فلسطين من قتل وتدمير خلال الأيام الماضية، هاهي تضطر مرغمة صاغرة مرعوبة ذليلة لاستجداء وقف إطلاق النار بعد أن فهمت وأيقنت للمرة الألف أن “شعب الجبارين” – كما يلقبه أبو عمار رحمه الله- شعب عصي على التركيع، مهما مارس الكيان الصهيوني الغاصب من قتل وتدمير

منذ ستة عقود والجرح الفلسطيني ينزف ، والكيان الصهيوني يمارس فظائعه قتلا وتدميرا وتشريدا وشيا للشيوخ والاطفال والنساء ، وما يسمى بالمجتمع الدولي يتفرج على تلك المآسي وجرائم الحرب الخطيرة بدون أن يحرك ساكنا ،بل على العكس من ذلك تحرص القوى الدولية المتشدقة بالدفاع عن حقوق الانسان بالدفاع بكل وقاحة و وحقارة عن الكيان الصهيوني المغتصب، رافضة إدانته في المنتديات الأممية ، معلنة  دعمه سياسيا وعسكريا ليواصل عربدته المجنونة في دماء الشعب الفلسيطني الأعزل، المدافع عن أرضه وعرضه بكل بسالة وشجاعة رغم قساوة المأساة وطول أمدها وعمق جراحها التي لا تندمل..

رغم كل تلك الفظائع الصهيونية والفضائح الدولية لما يسمى بالقوى العظمى الراعية للارهاب الصهيوني بالمال والسلاح يبقى الشعب الفلسطيني شامخا في أرض المعركة يودع شهداءه بالزغاريد والتهليل والتكبير ، متشبثا بأرضه تشبثا أسطوريا لا مثيل له في التاريخ

لقد مارست دويلة الارهاب (إسرائيل) فظائها الوحشية ضد الشعب الفلسطيني بكل شراسة من أجل تركيعه للامر الواقع، أي للقبول بها كسلطة شرعية على الأرض والتعايش مع بطشها وإرهابها ، والهروب عن فلسطين وتركها للمحتل الجديد ، لكن هيهات يبدو أن الكيان الصهيوني بدأ يستوعب اليوم أكثر من أي وقت مضى أن الحق الفلسطيني حق ثابت لا يتقادم، والإنسان الفلسطيني إنسان من طينة أخرى لا تجدي معه لغة البطش والنار والقتل والتنكيل والتهجير والتشريد وكل صنوف الأذى التي تتقنها دولة الارهاب الصهيوني

الشعب الفلسطيني اليوم مدعوما بعمقه العربي والاسلامي يؤكد لدولية الارهاب وداعميها ما صرخ به شاعر القضية الراحل محمود درويش قبل عقود في وجه العدو الاسرائيلي قائلا  “على هذه الأرض من يستحق الحياة…”

نعم أثبت الشعب الفلسطيني الجبار للكيان الصهيوني وللعالم، أنه سينتصر في قضيته العادلة مهما طال ليل الاحتلال البغيض، رغم بشاعة وفظاعة جرائمه في العرض والأرض ، وبدأ “المواطن الصهيوني” يدرك جيدا أن الوطن لشعبه وأن فلسطين للفلسطيين، وأن لا تنازل ولا استسلام، مهما مارست إسرائيل من البطش والتنكيل ، أدرك الصهاينة جيدا أن ما لم يحصل على مدى عقود من التنكيل لن يحصل بعد أن أصبحت المقاومة الفلسطينية تضرب في “العمق” الصهيوني لدرجة تجعل دويلة الكيان تستجدي السلام وتتباكى من أجل القبول به وتحث القوى الدولية للضغط من أجله كي تعيش بسلام ، في أرض يحمل ملاكها أرواحهم على أكفهم استعدادا للشهادة من أجلها

إنها لحظة  المأزق الوجودي الذي تحدث الكثيرمن الساسة والمفكرين في الغرب عن موعد دويلة اسرائيل معها ، والتي ستجعلها أمام تحديات وراهانات خاسرة تنسف في النهاية ما يسمى بحلم إسرائيل الكبرى التي تبسط نفوذها على المناطق الاستراتيجية في الوطن العربي ، إنه الحلم الذي سيتبخر في ظل عجز إسرائل عن بسط نفوذها على المناطق المحتلة في إسرائيل بشهادة واعتراف ساستها وصحافتها التي كشفت خلال عدوانها الأخير الكثير من عوراتها وسقطاتها تحت تأثير ضربات المقاومة الموجعة

النصر والتمكين للشعب الفلسطيني الأبي

والذلة والمسكنة للصاهينة المحتلين المغتصبين

حفظ الله البلاد والعباد

المصدر: الصدى الورقية الصادرة بتاريخ 12شوال1442هـ الموافق24-5-2021م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى