الأخبارعربي و دولي

ماهي الإجراءات المتخذة لحماية الرئيس الفرنسي ماكرون من فيروس كورونا؟

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون/ رويترز

في قصر الإليزيه أشرف الطاقم الطبي الذي يُعنى بصحة رئيس الجمهورية على وضع بروتوكول وقائي يسمى ” بروتوكول اليقظةّ” ويحدد الإجراءات الأساسية والضرورية التي ينبغي اتخاذها بشكل مستمر للحيلولة دون إصابة الرئيس ماكرون بفيروس كورونا المستجد. وقد طُلب من رئيس الدولة الفرنسية بموجب مواد هذا البروتوكول أن يترك بينه وبين مخاطبيه مسافة وألا يحيي الأشخاص الذين يستقبلهم أو يتحدث إليهم عبر المصافحة أو عبر التقبيل.

 

وإذا كان البروتوكول يشدد على ضرورة أن يغتسل الرئيس الفرنسي بالماء والصابون بانتظام، شأنه في ذلك شأن كل شخص حريص على تجنب الإصابة بفيروس كورونا المستجد أو تسريبه إلى الآخرين، فإنه طُلب من الحراس الذي يرافقون الرئيس في تنقلاته الخارجية أن يمدوه بانتظام بالسوائل المعقمة التي تعوض الماء والصابون في حال تعذر الحصول عليها بيسر. والملاحظ أن الرئيس الفرنسي كان قد تعود على مثل هذه السوائل المطهرة خلال حملته الانتخابية التي سمحت له بالوصول إلى قصر الإليزيه عام 2017.

 

وذكرت إذاعة ” إرتي إل” الفرنسية التابعة للقطاع الخاص أن رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء قد تُضطران-في حال تفاقم الوضع الصحي في فرنسا بسبب فيروس كورونا –إلى اتخاذ إجراءات مهمة لعزل مدن أو مناطق بكاملها إلى تهيئة مكان خاص مؤمن صحيا مائة بالمئة ومُعَدّ لعمل رئيس الدولة ورئيس الحكومة ووزرائها. وربما يكون هذا المكان حسب الإذاعة ذاتها ” قلعة فانسان” الواقعة على تخوم العاصمة الفرنسية والتي بنيت خلال القرن التاسع عشر وكانت إحدى القلاع التي أقيمت من حول باريس لحمايتها خلال الحرب التي جرت بين القوات الفرنسية من جهة والقوات البروسية من جهة أخرى في خريف عام 1870. وتستخدم هذه القلعة اليوم من قبل وزارة الجيوش الفرنسية في عدة أغراض إدارية لديها علاقة بالسياسة الدفاعية.

 

ولكن محللين سياسيين مختصين في الشأن السياسي الفرنسي يستبدعون هذه الفرضية ويقولون إن إقامة منطقة عازلة وآمنة مخصصة لعمل أجهزة السلطة التنفيذية في فرنسا ليس خيارا ضروريا في السياق الحالي لعدة أسباب منها أن فيروس كورونا المستجد يشكل خطرا أساسا على المسنين الذين يشكون من أمراض مزمنة. ولا ينطبق ذلك على إيمانويل    ماكرون ورئيس وزرائه وغالبية الوزراء. ثم إن رئيس الدولة الفرنسية مقتنع بأن هذا السيناريو-في حال تطبيقه -ليس من شأنه طمأنة الفرنسيين بل إعطاؤهم انطباعا بأن البلاد في خطر جسيم. وبقدر ما هو حريص على متابعة الأزمة التي ولدها فيروس كورونا المستجد وإعطاء تعليماته لمواجهة تطورها بشكل مستمر، بقدر ما هو واثق من أن خطر هذا الفيروس لم يرق حتى الآن إلى نقل نشاطه من قصر الإليزيه إلى مكان آخر.

 

مونت كارلو الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى