مقالات و تحليلات

مجتمع مزاجي / الأستاذة زينت الجد

الاستاذة زينب الجد / اعلامية موريتانية مستقلة

هل  قدرنا أن نظل بين فكي مزاج الحاكم والمحكوم؟!

سؤال طالما حيرني في أجندات السياسيين السابقين في البلد وخاصة ما ميز شخصية حاكم العشرية من مزاجية طاغية بلغت حد التهور والارتجال في أحايين كثيرة.

ولكن الأدهى والأمر أن تسيطر هذه النزوة على عقلية المحكوم أيضا.

ذلك ما لا حظناه إبان مشاهدتنا  لفصول محاكمة أو مقاضاة جزء من طاقم  العشرية، حيث تأرجح المواطنون بين كفتي التصديق والتكذيب، الإئتمان والتخوين ولا أقول الشك فذلك مدعاة لليقين…

عدم ائتمان العدالة في بعض المشاهد والتفاصيل  والرقي بها في بعض الأحيان.

الأمر غير المقبول وغير المستساغ، فبغض النظر عن تقييمي لأداء العدالة في هذه الربوع، إلا أن هناك حقيقة لا مراء فيها وهي أن الثقة مفهوم غير  قابل للتجزئة، فإما أن نكون واثقين في تصرفاتها موقنين من جديتها وإما أن نرفضها جملة وتفصيلا،  إذ لا منزلة بين المنزلتين هناك…

والغريب في الأمر أن هذه المشاعر وأقول المشاعر – رغم بعد هذا المفهوم من القدرة على الحكم – تعتري نفس الأشخاص  وفي نفس الحدث، فإلى متى تظل الأمزجة سيدة مواقفنا،  الأمر الذي حول سكان هذه الأرض إلى بشر “مدجنين” هجيني التصرف، فلا تستطيع – ولو كنت سيكموند إفريد- استبطان نفسيات هؤلاء، فكما يقول المثل الشعبي: الأرض لا تخبر بما فيها.

لا يمكن لنفس الشخص أن يثمن حدثا ما وفي نفس الوقت يشجبه ويدينه، إنه انفصام الشخصية في أبهى حلله، وسياسة الكيل بمكيالين…

ففي أحلك فترات الأزمات التي تكاد تعصف بالبلد بل التي تدمره وترديه إلى آخر نفس، في موت بطيئ، لم نتمكن من رصد موقف موحد يمكن أن يسمى موقفا جماعيا، فهذا التأرجح والازدواجية القاتلة لكل ما هو موضوعي، لكل ما هو عقلاني هي السمة البارزة التي وضعت ميسمها على هذه اللحظة المفصلية من تاريخ البلد.

هذه اللحظة- وإن كانت خجولة في تفاصيلها- إلا أنها  تشي بأننا بمكن أن نتدارك أنفسنا، ولكن لا بد من استنبات الروح الجماعية داخل هذه الفسيفساء، إذ لو كنا مجتمعا ” طبيعيا” لأنتجنا هذه الروح وهذه المواقف من تلقاء أنفسنا، وعليه فإننا نحتاج إلى منبهات من العيار الثقيل علها تجدي…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى