افتتاحية الصدىمقالات و تحليلات

#محمد_بن_زايد_رجل_الشجاعة بإمتياز / محمد عبد الرحمن محمد المجتبى

محمد عبد الرحمن المجتبى /رئيس التحرير

مرة أخرى تحجز الإمارات كرسي السبق والريادة في العطاء الانساني والخيري ، بعد إرسالها ثالث طائرة طبية محملة بالمعدات الطبية لدعم جهود بلادنا في مواجهة تأثيرات جائحة كوفيد 19 التي تضرب البلاد حاليا موجتها الثانية منذ اسابيع

ولا شك أن اللفتة الإماراتية الرائعة هذه  جائت كسابقاتها في وقتها ، حيث تشتد الأزمة و تعرب السلطات الصحية عن قلقها الكبير بسبب النقص المسجل على مستوى أجهزة التنفس، وحتى أجهزة الفحوص ، و كان الدعم الإماراتي هذه المرة بالغا في التأثير والتوفيق، حيث دعم بفريق طبي متخصص في معالجة الحالات الصعبة من الوباء، خاصة لدى كبار السن وذوي الأمراض المزمنة ، وسيكون للفريق الطبي هذا دور كبير في إنعاش وانقاذ أرواح الكثير من مواطنينا، خاصة أنه فريق متمرس عاش خلال الشهور المنصرمة بين أسرة أقسام العناية المركزة في أرقى المستشفيات الإماراتية التي تعتبر هي الأكثر تطورا في المنطقة .

كما ستستفيد طواقمنا الطبية من خبرات هذا الفريق المتخصص ، مما يؤهلها لمعالجة الحالات الصعبة وتكوين الطواقم الصحية الشابة على التعاطي مع تلك الحالات.

وإذا كانت دولة الإمارات كما هو معروف أطلقت جسرها الانساني مع الشرارة الأولى لهذا الوباء حيث طافت طائرة الامارات كل أرجاء المعمورة ،حاملة الدواء والغذاء للدول الفقيرة والغنية على حد السواء ، فإن ذلك موقف يحتم  علينا مضاعفة الشكر والامتنان لهذا البلد العظيم ولقادته الأفذاذ.

 فالامارات اليوم بالتزامها الأخلاقي والانساني  إتجاه البشرية ككل بدون تمييز على أساس العرق أو اللون أو المعتقد ،تتحول الى دولة رائدة بل صانعة للعطاء الإنساني بإمتياز.

وتستحق الإمارات ورجلها الشجاع الشيخ محمد بن زايد تحية خاصة على هذا الشعور الانساني الرائع، الذي لا يقتصر على الأشقاء والأصدقاء فحسب ، بل تجني ثماره اليانعة  كل الشعوب حول العالم خاصة الشعوب المستضعفة، أو التي تعاني من تخلف تنموي ، أو كوارث طبيعية .

ولا شك أن الوقفة الشجاعة لرجل الإمارات القوي الشيخ محمد بن زايد في عز أزمة جائحة كورونا ، وصرخته المشهورة والخالدة لشعبه ولشعوب العالم (لا تشيلوا هم) والتي جسدتها الوقائع على أرض الواقع ،حيث وصل الدعم الاماراتي القاصي والداني ، في لحظة كونية حرجة، تدهورت فيها منظومات صحية عالمية ، وانكفأت دول عظمى على نفسها، وتجمد الشعور الانساني لديها ، ولدى كل منظمات و أدعياء حقوق الانسان حول العالم ، من هول الصدمة و ترويع الجائحة ، – لا شك _ أن هذه الوقفة الشجاعة التاريخية للشيخ محمد بن زايد تؤهله باستحقاق وجدارة لأن يتقلد وساما دوليا يحمل “وسام الشجاعة” ، لسبب بسيط هو أن  مجرد التفكير في تلك اللحظة خارج إكراهات الأزمة المحلية ومخاطرها يعتبر شجاعة ، فالأزمة منذ البداية ولا تزال توحي بمخاطر انسانية واقتصادية ماحقة للبشرية ، لكن يبدو أن الرجل لديه نفس طويل في معايشة الأزمات وتسييرها ، ولديه من مقومات القيادة الراشدة ما يجعله مختلفا بتفكيره ومنهجه في القيادة الراشدة ، فالرجل كان ينزل لشوارع أبوظبي بنفسه وبدون حراسة ويحث الناس على الصبر والتحمل ويبعث الأمل في النفوس المرعوبة من خطورة الوباء ، وفي نفس الوقت يشرف ميدانيا على متابعة الأوضاع حول العالم ويرسم بريشته الإبداعية خارطة الجسر الجوي الانساني الاماراتي الذهبية، حيث  كانت الطائرات الاماراتية تنفرد بالفضاء الكوني، بعد تعطل كل مطارات العالم وصمت كل المحركات الجوية إلى إشعار جديد (نتحدث هنا عن الشهور الثلاثة الأولى من الوباء )

ألا يستحق من هذا فعله الرائع وتلك صنائعه الخالدة لقب رجل الشجاعة العالمي؟؟

مرة أخرى شكرا الامارات…

 

المصدر : الطبعة العربية من  صحيفة “الصدى” الصادرة بتاريخ 8جمادى الأول 1442الموافق 23دجنبر 2020

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى