افتتاحية الصدىمقالات و تحليلات

“مسح الهابا” هل يكون مسحا للطاولة … ؟ / محمد عبد الرحمن المجتبى

محمد عبد الرحمن المجتبى / المدير الناشر رئيس التحرير

أخيرا كشفت السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية عن نتائج ومضامين المسح السنوي للمؤسسات الاعلامية في البلاد ، ورغم أنه مسح سنوي من صميم مهام السلطة العليا إلا المسح الحالي لسنة 2020م هو الأول من نوعه من حيث الشمولية والدقة، حيث وفر لأول مرة في تاريخ البلاد و”الهابا” قاعدة بيانات متكاملة ومفصلة عن مختلف مكونات المشهد المؤسساتي الاعلامي في موريتانيا وبلغة الأرقام والنسب والبيانات التوضحية.

ولا شك أنه أمر غريب و مريب أن تكون السلطة العليا للصحافة التي تأسست قبل عدة سنوات تباشر اليوم صميم عملها ولأول مرة بحيث لم تكن هناك أي معلومات ولا بيانات رسمية بحوزة السلطة والسلطات عن تفاصيل المشهد الاعلامي الوطني

ويعتبر هذا تقصيرا خطيرا من الإدارات المتعاقبة على “الهابا” خاصة أنه ترتبت عليه أمور كثيرة من بينها هدر عشرات الملايين سنويا من خزينة الدولة حيث ظلت توزع بدون وجه حق على التراخيص والعناونين التي شوهت حقل الصحافة بممارساتها المخجلة الطاردة من للمهنين من المهنة

بيد أن المسح الذي نشرته الهابا الجمعة الماضي يجسد لحظة إقلاع مفصلية، من صحافة العناونين والتراخيص الى صحافة المؤسسات والمحتوى ، فلم يعد هناك عذر بعد اليوم لأن تهدر موارد الدولة وفق أجندات الأمس الفاسدة.

لقد وضعت “الهابا” مشكورة حجر الزاوية الأهم لعملية إصلاح وتنظيم وتنقية حقل الصحافة الوطنية خاصة الصحافة الخاصة أو المستقلة ، حيث حصرت بكل وضوح المؤسسات الحقيقية الجادة وأغلقت المجال أمام المؤسسات الوهمية ذات الاجندات والمعايير السلبية

وصنعت “الهابا” حسنا حين توجت مسحها بتوصيات هامة محورية يجب أن تأخذها السلطات التنفيذية محمل الجد وتعتمدها الى جانب اعتمادها للمسح ذاته كوثيقة رسمية صادرة عن جهة الضبط الأولى والأخيرة في البلاد

فلا عذر بعد اليوم ولا منطق لتبديد موارد صندوق دعم الصحافة وفق المهنجيات القديمة بعد أن توفرت قاعدة بيانات دقيقة عن جميع المؤسسات الصحفية المستحقة للدعم العمومي

كما أنه على مستوى القطاعين العمومي والخصوصي لم يعد هناك مبرر لجهات الاشهار في البلاد لأن تبرم عقودها مع أي جهة إعلامية بدون أن تكون ملمة بكل التفاصيل المؤسسية عن تلك المؤسسات ، ولا يكلف الأمر أكثر من إقتناء جميع مصالح الاشهار والترويج في البلاد لنسخة من نص تقرير المسح الصادر عن “الهابا”

كما أن الدولة اليوم أصبحت أمامها رؤية واضحة للمشهد الاعلامي تمكنها من مباشرة عملية الاصلاح التي شكل لها رئيس الجمهورية لجنة خاصة أعدت تقريرا مفصلا تنتظر الاسرة الصحفية حاليا أن يؤتي ثماره في أسرع الآجال

ونحن في “مجموعة الصدى للاعلام” إذ نشيد عاليا بجهود السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية ، ونحيي بصفة خاصة الرئيس الزميل الدكتور الحسين ولد أمدو الذي أضاف هذا الانجاز لسجله المهني الناصع ، لا يفوتنا أن نحيي الفريق الخاص الذي باشر عملية المسح المعقدة في ظروف صعبة وعلى راس ذلك الفريق المتميز الاستاذ المحترم ماء العينين ولد أمبريك عضو السلطة اللعليا للصحافة والسمعيات البصرية

كما أننا من هذا المنبر نطالب السلطات العليا في البلاد باعتماد فوري لهذا المسح المتكامل غير المسبوق ، ونتمنى أن تكون الإجابة بنعم وألف نعم على السؤال أعلاه ..وهو هل يكون “مسح الهابا” مسحا للطاولة من بوائق و آثام الحقل المختطف من طرف عصابات “التطبيلوجيا”؟؟

حفظ الله البلاد والعباد

المصدر : الصدى الورقية الصادرة بتاريخ 17 ذي القعدة 1442هــ الموافق 28-06-2021

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى