مقالات و تحليلات

موريتانيا ومجموعة الساحل / سيدي محمد حنن

الاستاذ سيدي محمد حنن /سفير سابق في بامكو وابوظبي

منذ إنشاء مجموعة دول الساحل الخمس بادرت بلادنا ببذل قصاري جهدها بالتعاون مع شركائها في المجموعة وشركائها الدوليين من اجل التصدي للتحديات الأمنية التي تهدد المنطقة .

ففي كل مرة تواجه فيها احدى الدول الشقيقة من شركائنا في مجموعة الساحل تحديات من أي نوع تعبر بلادنا عن استعدادها للوقوف في خندق واحد مع الدولة المعنية ايمانا بواجبها ازاء الأشقاء .

ويجب ان نعترف هنا أن فخامة رئيس الجمهورية محمد الشيخ الغزواني استطاع بحكمة بالغة أن يضع حدا لجو الريبة الذي شهدته علاقاتنا مع بعض شركائنا في فترة حكم النظام السابق .

وهذه المكانة التي اكتسبتها بلادنا في التموقع الاستراتيجي بفضل الثقة المسترجعة والمصداقية المستعادة لا شك انها ستمكن بلادنا من تحقيق المزيد من المكاسب لصالح المجموعة .

لقد اتفق جميع شركائنا علي جدوى وفعالية مقاربتنا الأمنية الأمر الذي جعلها تحظي بتقدير الجميع .

بعض المراقبين المطلعين لا يترددون في طرح السؤال التالي : لماذا لم يشهدوا استنساخا للتجربة الموريتانية في محاربة الإرهاب وانعدام الأمن في الشركاء الآخرين من المجموعة ؟

وعلي المستوي الجيواستراتيجي فقد تعزز تموقع بلادنا في منطقة الساحل وهذا ما تؤكده الزيارات المتعددة لممثلي الأطراف الدولية الفاعلة في الساحة الدولية :

-المبعوث الألماني للساحل .

-المبعوث الأمريكي للساحل

-الأمين العام لتحالف الساحل حديث النشاة .

عندما يطالب فخامة رئيس الجمهورية باسم مجموعة الساحل المجموعة الدولية باعفاء المجموعة من الديون فهو هنا إنما يعبر عن موقف القادة الكبار المدافعين عن مصالح المجموعة كلها .

ومع استمرار سيطرة التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية علي المشهد ومع ذالك فان دولتين من المجموعة تستعدان لتنظيم انتخابات قبل نهاية السنة وهما بركينا فاصو والنيجر .

وينضاف هذا الي الوضع في مالي الشقيق الذي بدا ولله الحمد يستعيد عافيته ويتجه الي العودة الي السير المنتظم لمؤسساته الدستورية بعد الأزمة الدستورية الذي عصفت به .

ومهما يكن من امر فان بلادنا ظلت دائما تقف بجانب شقيقاتها ومستعدة للتدخل (دبلوماسيا فقط ) متسلحة بالرؤية الثاقبة لفخامة رئيس الجمهورية محمد الشيخ الغزواني في التعامل الدبلوماسي الراقي .

كما ان وزيرنا للشؤون الخارجية والموريتانيين بالخارج معالي إسماعيل ولد الشيخ احمد الذي بحكم كفاءته وقدرته علي التعامل مع الأزمات الدولية قد برهن بجدارة علي تمكنه من القيام بمهامه علي احسن وجه فكانت الوساطات التي قام بها نيابة عن رئيس الجمهورية ناجحة وتساعده في ذالك شبكة العلاقات الدولية التي نسجها خلال عمله في المنتظم الدولي .

فهذه الدبلوماسية التي اعتمدتها بلادنا في العهد الجديد القائمة علي الصدق مع الأشقاء والابتعاد عن المزاجية في التعامل معهم كما كان عليه الحال في الماضي القريب تمثل مكسبا تجب المحافظة عليه .

فبفضل هذه الدبلوماسية المتزنة استعدنا ثقة شركائنا ويتفق الجميع علي ان محاربتنا للإرهاب وانعدام الأمن تعتبر نموذجا في المنطقة يمكن الاستئناس بها في المنطقة .

 

المصدر : صحيفة الصدى الاسبوعية الصادرة بتاريخ 25 ربيع الأول سنة 1422هـ الموافق 11/11/ 2020

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى