افتتاحية الصدىالأخبارمقالات و تحليلات

هل أتاك نبأ الحكومة التي أبدعت وأقلعت ..!!! / محمد عبد الرحمن المجتبى

محمد عبد الرحمن المجتبى / المدير الناشر رئيس التحرير

كنا في صحيفة “الصدى” وعبر افتتاحيات وزوايا وتقارير ، قد أشدنا بالجهود الحكومية التي أتخذت للتصدي لوباء كورونا الذي يعصف بالعالم ، تلك الجهود التي حصنتنا لبعض الوقت من عبث هذا الفيروس الفتاك ، لدرجة أننا أصبحنا نتوهم أننا على جبل عاصم من شره المستطير.

نعم أشدنا بتلك الجهود وبالقائمين عليها من رئيس الجمهورية للوزير الأول لأعضاء الحكومة ،لقيادة أركان الجيوش وطبعا لم ولن ننس الطواقم الطبية والأمنية .

لكن تلك الإشادة لم تكن تملقا و لا تزلفا ، و لا تقربا ولا مجاملة ، بل إحقاقا للحق من منطلق أمانة هذا القلم الذي نتأبطه لسبر أغوار قضايا وهموم هذا الوطن المنكوب بنخبه المتآمرة عليه.

لقد أبدعت الحكومة في المرحلة الأولى من التصدي للوباء وأبلت بلاء حسنا يذكر ويشكر ، لكنها فيما يبدو أقلعت عن تلك الروح الوطنية الصادقة ، وبدأت تنظر للأمور من حيثيات أخرى تعود بالأساس لمورث عشرياتنا الفاسدة السابقة.  

وهذا ما يجعلنا اليوم وقد بدأ الوباء يفعل أفاعيله الخطيرة بوطننا وشعبنا (بعد الحالات المسجلة والتي تتصاعد بوتيرة مخيفة) ، نرى أن الحكومة حتى الآن مرتبكة ومرتعشة ومترددة ، واخطر ما يعصف بالدول حول العالم هو التردد والارتباك لحظة اتخاذ القرارات المصيرية التي ترتبط بها حياة او موت مجتمع بكامله.

نعم الحكومة مرتبكة نقولها بكل صراحة ، فمن يلقي نظرة من بعيد على أسواق العاصمة وعلى “نقطة ساخنة” وعلى المكاتب الحكومية وعلى المساجد وعلى عزائم الإفطار وعلى تجمعات الجنائز والتعازي سيشعر أن القادم أسوء بكثير مما تحدث عنه وزير الصحة عبر التلفزيون الرسمي مؤخرا ، ذلك الوزير الذي أخشى أن يكون أصبح يغرد خارج سرب حكومة تفكر بطريقة مختلفة عن منطق تفكيره النابع من الوجع العالمي المريع.

والمضحك المبكي أن كل الدول سارعت لتشديد الإجراءات تحسبا لكوارث الإختلاط في أيام العيد ، ونحن نفتح الأسواق بحجة أنها لا يمكن أن تغلق عن المواطنين قبل إنقضاء أيام العيد.

أي تفكير أخرق هذا لا يستشعر المخاطر الماثلة للعيان ، وما ذا عسانا نتوقع من الكوارث التي ستحصل اذا استمرت الدولة في فتح الأسواق خاصة أيام العيد ؟

ما ذا سيحصل لو استمرت الدولة في التسامح مع المتسللين الذين يعود لهم “الجرم” في تفشي الوباء في البلاد.

ما ذا سيحصل لو استمرت المكاتب الحكومية والخصوصية مفتوحة ، والمناسبات الاجتماعية والسياسية مشروعة ؟

إن الحكومة اليوم وأمام هذا التفشي الخطير والمتصاعد أمامها خيار واحد ووحيد وإن كان قاسيا وصعبا ، وبعض المرجفين والمترديين يحذر منه ألا وهو الاغلاق العام للعاصمة وشل الحركة نهائيا خلال اسبوع على الاقل

إنه القرار الصعب لكننا جميعا سنحمد عقباه وقديما قيل “عند الصباح يحمد القوم السرى”

ألا قد بلغت

حفظ الله البلاد والعباد

المصدر: ” الصدى الإسبوعية الصادرة اليوم الأربعاء 20 مايو 2020 (زاوية قلم رشاش)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى