افتتاحية الصدىالأخبارمقالات و تحليلات

هل يبارك النظام زواج المتعة السياسي بين الرئيس السابق و زعيم حزب الرباط ؟؟؟/ محمد عبد الرحمن المجتبى

محمد عبد الرحمن المجتبى /رئيس التحرير

زاوية : قلم رشاش

مثل الخطاب المكتوب للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز أهم حدث سياسي وإعلامي شهدته البلاد خلال الأسبوع المنصرم ، وهو الخطاب الذي صب فيه ولد عبد العزيز جام غضبه على النظام والمعارضة معتبرا أن البلاد في وضعية خطيرة، متهما من أوصلهم لسدة الحكم بخيانة الامانة والتفريط في التعليمات، وبالتالي لا بد من عودة قوية للمشهد السياسي تغذيها أحلام العودة لكرسي الرئاسة، رغم ما يعتقده البعض من إحتراق لكل أشرعة العودة، وخسارة ولد عبد العزيز لجميع أوراقه السياسية ، خاصة بعد إتهامه بالفساد وغسيل الأموال، خلال سني حكمه العجاف…

ولد عبد العزيز أعلن من خلال كلمته المطولة عن زواج متعة سياسي بينه مع زعيم حزب الرباط الوطني الدكتور السعد ولد لوليد، الذي كان يصفه خلال أيام حكمه بالدكتاتور الأرعن ، ويصف الدولة والمجتمع  والعروبة بما هو أسوأ من ذلك …

لكن لا بأس…  فمادامت ذاكرتنا السياسية محدودة الصلاحية، يجب علينا أن نهتم فقط بالخطاب الوطني الثوري العروبي الذي ألقاه الدكتور السعد ولد لوليد في مؤتمره الصحفي الأخير الذي أعلن خلاله  بداية المراسيم الرسمية لحفل زفاف المتعة مع الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بعد أن تحول من “الجنرال الأرعن إلى الزعيم الرمز”

لا شك أن ولد عبد العزيز لا يفتقد دهاء سياسيا في ضبط  بوصلته السياسية الجديدة في اتجاه حزب الرباط سعيا لمآرب سياسية واجتماعية قد تؤجج المشهد والساحة وقد تربك وتحرج النظام..

لا يهم هنا الحديث عن المهر السياسي لزواج المتعة هذا فالمؤكد أن كل طرف مستفيد إعلاميا سياسيا فضلا عن الاستفادة المادية لحزب الرباط حيث تتداول بعض الأوساط مبالغ ضخمة لا أحد يصدق أن الرئيس السابق يجود بها ، لكنه في سبيل تحقيق الهدف يهون كل شيئ ، مع أننا ندرك جميعا أن تعريف زواج المتعة لدى إخوتنا الشيعة هو أنه عقد مؤقت من أجل المتعة فقط لا تشترط فيه الاستمرارية ولا النتيجة و لا حتى الذرية ، وبالتالي قد يكون ولد عبد العزيز يستغل “حاجة” بعض الاحزاب الضعيفة ليحقق من خلالها بعض الأهداف السياسية التي طبعا تبدأ بقطع الطريق امام المسار القضائي الذي لا يبشر بالخير بالنسبة له وانتهاء بالطموح المشروع للعودة للسلطة بطريقة أو بأخرى ، ثم أن الحزب السياسي سيكون واجهة شرعية وقانونية للتغطية على تحركات واتصالات الرجل في الداخل والخارج ، كما أن أي مضايقة له من طرف النظام سيسجلها الرأي العام المحلي والدولي مضايقة سياسية لرئيس سابق يتمسك بمادة دستورية صلبة لا تقبل التأويل حسب فريق دفاعه ، أما المقربون من ولد عبد العزيز فيأكدون أنه سيربك الساحة بفضائح رموز النظام السابق والطبقة السياسية ككل ، وسيكشف من الاوراق ما يزلزل الارض تحت اقدام الجميع ، والواقع أن الرجل بكل تأكيد لديه من المعلومات الخطيرة عن جميع رموز المشهد السياسي ما سيربك المشهد في حالة تسريبه أو نشره للرأي العام ، و كان رئيس فريق دفاعه قد أكد أنه اذا تكلم ستهتز البلاد و ستتغير امور كثيرة ،  ولكن أسئلة ملحة تحتاج لجواب مقنع من الرئيس السابق وأنصاره ، من بينها مثالا لا حصرا ، لماذا التزم ولد عبد العزيز الصمت كل هذه الفترة وقرر فجأة قطع صمته في هذه اللحظة التي يخضع فيها للرقابة القضائية المشددة  بعد اتهامه بالفساد ؟، و لما ذا لا يواصل صمته إحتراما للدستور على حد قول رئيس فريق دفاعه؟ ، أم أن إحترام الدستور له حدود بعدها لا احترام ولا حرمة له ؟ ولماذا وقع إختياره على السعد ولد لوليد بالذات الذي كان يصفه بأقذع العبارات خلال فترة حكمه قبل أن يصوم تقريعه قبل صفقة النظافة المشهورة ؟ أم أن  ولد عبد العزيز يرى أن خبرة ولد وليد في النظافة ستفلح في تنظيف مساره السياسي الذي لطخته اتهامات القضاء الخطيرة ؟ أم أن الرجل يراهن على شراسة الخطاب السياسي لولد لوليد الذي لا يتورع في وصف المجتمع والدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية بالعنصرية والانتقائة ؟ أم ان ولد عبد العزيز يراهن على أوراق أكثر خطورة وعمقا بعضها داخلي وبعضها خارجي ستمكنه من كسب المعركة لصالحه لينتقم أولا ممن تنكروا له كزعيم وكمرجعية وكائد للعمل الاسلامي وكرفيق درب سلاح ….

في خضم كل هذه الأسئلة هل يتوقع ولد عبد العزيز مباركة النظام لارتباطه بحزب الرباط في صفقة زواج متعة سياسي رتبت بدقة ؟

لا شك ان النظام مازل حتى الآن يتفرج على مراسيم الزفاف بدون أي تعليق ، ولعل التعليق المناسب لهذه الخطوة السياسية الجرئية والمحرجة سيأتي من القضاء حيث تتم الادانة وتصبح ممارسة السياسة محظورة على الرجل ، لكن هل استكملت الاجهزة القضائية اجراءات التحقيق التي تحتاج لشهور إن لم نقل سنوات لرصد وضبط كل الأموال والمسروقات المهربة ، وهل القضاء جاهز للادانة قبل استكمال التحقيق ؟

هل سيضطر النظام لمواجهة الرجل سياسيا ولجم طموحاته الجديدة مبكرا  بتحريك ملفات ذات طابع أمني، كثيرا ما تسربت بعض أسرارها الخطيرة خاصة منها ما يتعلق بحادثة (رفع العلم في اكجوجت) التي  تمت بموجبها تحويلات واسعة وحازمة في الحرس الرئاسي وفي بعض قيادات الجيش ؟

هل سيتحرك النظام في هذا الاتجاه أم أنه سيترك الأمور تسير وفق المسطرة القضائية التي قد تطلق رصاصة رحمة غير صديقة على ولد عبد العزيز لتعدمه كزعيم سياسي ، أم أن ما يحتاجه الملف القضائي من الوقت كفيل بتمكن  ولد عبد العزيز من تحريك الساحة السياسية وفق خطته الجديدة حيث سيجعل النظام وأجهزته الأمنية والقضائية في مواقف محرجة محليا ودوليا  

لحظتها لا أحد يمكنه التنبؤ ما ستؤول إليه الأمور !!!

حفظ الله بالبلاد والعباد

المصدر :  صحيفة الصدى الاسبوعية الصادرة بتاريخ الاثنين 29شعبان 1422هـ الموافق 12-04-2021

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى