افتتاحية الصدىالأخبارمقالات و تحليلات

هنيئا … فخامة الرئيس… ولكن…!!/ محمد عبد الرحمن المجتبى

محمد عبد الرحمن المجتبى / المدير الناشر رئيس التحرير

رغم الحالات المسجلة في بلادنا من وباء “كورنا المستجد” والتي تبعث على الكثير من القلق لما تشي به من مخاطر على الدولة والمجتمع ، فإن الواجب الوطني والأخلاقي والمهني ، يحتم علينا أن نثمن الجهود الحكومية المبذولة للتصدى لهذه الجائحة الكونية ، التي مرغت جبين كبريات الدول وتهدد بنسف الامبراطوريات الاقتصادية العالمية.

 نعم رغم كل النواقص والأخطاء والشوائب والملاحظات الجوهرية تستحق الحكومة التهنئة على الاقل لتمكنها حتى الآن من التحكم في إنتشار الوباء داخل البلاد ، كما هو الحال في الدول الأخرى ومن بينها دول شقيقة مجاورة

فلا شك أن الخطة الحكومية للتصدي للوباء أثبتت نجاعتها حتى الآن في الحد من الانتشار ، ولو أنها طبقت بأسبوع واحد قبل أوانها لكانت البلاد اليوم خالية من هذا الوباء الفتاك والخطير ، ورغم ذلك وضعت الخطة بمسؤولية كبيرة تتجلى في تعاطي رئيس الجمهورية مع الأزمة بشكل ميداني ، و تماهي الحكومة مع توجيهات الرئيس التي تضمنها تلك الخطة التي جمعت بين البعد الصحي والأمني والإجتماعي.

لا شك أن السلطات الصحية في البلاد وعلى رأسها وزير الصحة أبلت بلاء حسنا ، و قدمت أروع مثال للتضحية من أجل الوطن والمواطنين ، خاصة مع تواضع الامكانيات المادية و اللوجستية التي تمكنهم من تأمين البلد من فتك هذا الوباء

فشكرا  للقطاع الصحي الموريتاني بقيادة وزير الصحة الدكتور نذيرو ولد حامد  بعدد رمل موريتانيا، كما تستحق السلطات الأمنية والعسكرية ممثلة في وزير الداخلية و وزير الدفاع الوطني  تحية شرف خاصة على اليقظة الأمنية وضبط حركة المواطنين داخل العواصم ، وكذا ضبط الحدود الاقليمية مع الدول الشقيقة المجاورة وهي مهمة لعمري شاقة ولكن يترتب عليها من الخطورة ما لا تتحمل بلادنا عقباه لا قدر الله ، وكم هي مفعمة بالوعي الأمني والعسكري عبارة القائد العام للجيوش حين صرح من الثغور الشرقية للبلاد أن “كل متسلل هو بمثابة قنبلة موقوتة” ، وهو بهذه العبارة يرفع  الجاهزية الأمنية لدى العيون الساهرة على ثغورنا ، كي تسد الطريق أمام المتسللين من البلدان المجاورة مهما كانت جنسيتهم،

 كما يستحق وزير الشؤون الاسلامية تحية خاصة لجهوده الهامة والتي من أبرزها وأهمها تعميمه المبارك بتلاوة كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار في عموم مساجد البلاد.

 وتحية خاصة لفخامة رئيس الجمهورية ولوزيره الأول على الخطة الاجتماعية التي راعت الظروف الصعبة للمواطنين ، والتي لا شك أنها ستحد من الاضرار المؤكدة لهذا الوباء على الفئات الهشة من المجتمع ، إن هي طبقت بعقول وطنية نزيهة تتحلى بما يكفي من الكفاءة والمسؤولية ، و الترفع عن سرقة المال العام ، سيما ما تم تخصيصه للمحتاجين من أبناء الوطن في وضعية وطنية ودولية حساسة.

 بيد ان “الصدى” وهي تبرق للحكومة ما تستحقه من إشادة بجهودها ، لتؤكد أن الخطر  لا يزال قائما ، وتجدد حالة جديدة داخل البلاد من الوباء يضاعف القلق على الوطن والمواطنين ، خاصة أننا لا نملك سوى أساليب الوقاية ، فالعلاج بعيد المنال من الدول العظمى ، فكيف بالدول النامية ، ومن هذا المنطق يجب عدم التراخي في الاجراءات المتبعة للتصدي للوباء سواء منها ما يتعلق بالحد من تحرك المواطنين ، وما يتعلق منها بإغلاق الحدود الجوية والإقليمية ومرة أخرى نكرر مع القائد العام للجيوش كل متسلل من الثغور هو بمثابة قنبلة موقوتة.

 

المصدر : افتتاحية “الصدى”الورقية الاسبوعية الصادرة بتاريخ 16شعبان 1441هـ الموافق 10/04/ 2020م 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى