افتتاحية الصدىمقالات و تحليلات

هنيئا … لقد نجحت “قمة الفساد الافريقية” ..!!! / محمد عبد الرحمن المجتبى

محمد عبد الرحمن المجتبى / المدير الناشر رئيس التحرير

على رسلكم أيها المتحمسون الملكيون أكثر من الملك ، و أنتم أيها اللاهثون وراء عورات وهفوات الحكومة “الرشيدة” …

نعم لقد  نجحت قمة الفساد بكل المقاييس ، وأعتقد أنه قليل من توقع ذلك فحتى خبراء ومسؤولوا الاتحاد الافريقي لم يتوقعوا ان تنعقد القمة في نواكشوط حتى اللحظات الاخيرة ، و عاشوا لحظات عصيبة وهم في طريقهم الى هذه “البروفة” التي ورطتهم بها موريتانيا بضغوطها القوية وباحراجها والحاحها على قبول استضافتها لها وهي لا تملك ابسط المقومات اللوجستية لاستضافتها ، رغم كل ذلك نجحت بشهادة من عارضوها في كواليس الاتحاد الافريقي والاروقة الافريقية المختلفة

فعلا كانت قمة فساد ناجحة بكل المقايسس ، لكنني لست من أطلق عليها هذا الشعار ، إنهم اصحاب الفخامة قادة افريقيا هم من قرروا أن قمة نواكشوط قمة للفساد ، كان على نواكشوط أن تعترض على هذا الشعار وتقرح شعار كمحو الامية ، او التشجير و تبليط الشوارع ، او تحديد النسل ، الى غير ذلك من الاهتمامات الافريقية المشتركة ، اما ان لا يجد الافارقة فرصة للحديث عن الفساد الا في قمة نواكشوط وداخل قصر “المرابطون” الذي يتحدث البعض عن “صفقته” الاسطورية الممنوحة بالتراضي لأحد المقربين ، فذلك استهداف إفريقي صارخ لنا ولحربنا على الفساد ، والمفسدين ، سيما إن علمنا أنه في الوقت الذي كنا نشيد فيه قصر المرابطين بحزمة مليارات من الأوقية ، كنا نفقد نفس القيمة من ثروتنا الحيوانية بسبب الجفاف الماحق الذي تفرجت عليه الحكومة الرشيدة.

لقد كان التقرير الافريقي حول الفساد مذهلا وخطيرا حيث أعلن الرئيس النيجري بخاري محمد أن خمسين مليارا من الدولار تذهب سنويا في جيوب المفسدين الأفارقة (حفظهم الله )، ولا شك أنها شفافية رائعة وغير مسبوقة أن يعترف قادتنا الافارقة بهذا الرقم الفلكي من الفساد ، والذي يبقى تقديريا جدا ولا يرقى ربما لنصف الرقم الحقيقي والواقعي ، لكن كان على قادتنا الافارقة حفظهم الله وهم يمتلكون الشجاعة لمناقشة مثل هذه الامور في “قمة فساد نواكشوط” ، أن يتحلوا بالمزيد من الشجاعة ويعترف كل منهم بحجم مسروقاته (عفوا بحجم غنائمه) ، فنحن في حيرة من هذا المبلغ فلا يمكن أن نقسمه على عدد الرؤساء كي نحصل على “غنيمة”كل واحد منهم لأن مستوى الدخل مختلف من دولة لدولة وكذلك مستوى الشراهة اتجاه المال العام يختلف من قائد لقائد ، أم أن تفاصيل الغنائم تناقش في الجلسات المغلقة ،

كان يهمنا جدا و “بلادنا تحتضن قمة الفساد” أن يعلنوا لنا عن غنيمة فخامة رئيسنا محمد ولد عبد العزيز لكي نظمئن أنه بعد شهور سيجد من المال ما يعوض به راتب الرئاسة بعد انتهاء مأموريته التي منحه الدستور الموريتاني ،  لا تلك التي يرى له الوزير الناطق الرسمي في نجوم  أو أحلام الظهيرة”.

 

زاوبة “قليل من التصفيق” في صحيفة الصدى الورقية العدد رقم 40 الصادر بتاريخ23/07/2018

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى