الأخبارعربي و دولي

ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد في الصين : تطوير علاقاتنا مع الصين توجه استراتيجي

الصدى – وام/

يؤدي ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارة دولة لجمهورية الصين الشعبية استقبل خلالها من طرف الرئيس الصيني حيث خصص له استقبالا حافلا يعكس المكانة التي تحظى بها دولة الامارات العربية المتحدة اقليميا ودوليا

ونقل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد للرئيس الصيني تحايا وتمنيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الامارات العربية المتحدة ، مفعمة بتمنياته للشعب الصيني العظيم

 

 

وأعرب الشيخ محمد بن زايد  عن تهاني دولة الإمارات، حكومة وشعباً، للصين وحكومتها وشعبها بمناسبة مرور 70 عاماً على تأسيس جمهورية الصين الشعبية، متمنياً لهذا البلد الصديق مزيداً من التقدم والتطور والازدهار.

واستذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الزيارات التي قام بها إلى جمهورية الصين خلال الفترة الماضية، وما حظي به من حفاوة استقبال من قبل الرئيس الصيني وشعبه.

وأكد سموه متانة العلاقات الدبلوماسية الإماراتية – الصينية وتميزها منذ إقامتها خلال شهر نوفمبر عام 1984، حيث شهدت نقلات نوعية كبرى في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية وغيرها، مشيراً إلى أن هذه النقلات كانت ترجمة لما تملكه هذه العلاقات من إمكانات التطور والنماء من ناحية، وما يتوافر لها من إرادة سياسية مشتركة من ناحية أخرى.

وأشار سموه إلى الزيارة التاريخية التي قام بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى جمهورية الصين الشعبية خلال عام 1990، والتي كان لها الدور الأكبر في وضع أسس العلاقات بين البلدين الصديقين ومبادئها على مدى العقود الماضية.

وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن ترقية الشراكة الاستراتيجية التي كانت قائمة بين البلدين منذ عام 2012، إلى شراكة استراتيجية شاملة، بمناسبة الزيارة التاريخية التي قام بها فخامة الرئيس الصيني لدولة الإمارات العربية المتحدة خلال عام 2018، كانت بمنزلة تتويج لمسار طويل وناجح من التعاون الإماراتي – الصيني الذي أثمر شراكات رائدة في المجالات المختلفة، مؤكداً سموه أن تطوير العلاقات مع جمهورية الصين الشعبية الصديقة يمثل توجهاً استراتيجياً لدولة الإمارات العربية المتحدة، وستعمل على تعزيز هذا التوجه ودعمه خلال السنوات المقبلة. ونوَّه سموه بالنمو الكبير الذي شهده معدل التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات الماضية، ما جعل الصين الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبما يميز العلاقات الإماراتية – الصينية من تنوُّع كبير يشمل التكنولوجيا والفضاء والصناعة والاستثمار والطاقة والتعليم والثقافة وغيرها.

وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات العربية المتحدة تفتح أبوابها للاستثمارات الصينية، وحريصة على تذليل أي عقبة أمام هذه الاستثمارات، كما تشجع رجال الأعمال الإماراتيين على الاستثمار في الصين، واكتشاف فرص التعاون وبناء الشراكات الفاعلة التي تصب في مصلحة التنمية في البلدين. وأشاد سموه بمبادرة «حزام واحد – طريق واحد»، التي أطلقتها جمهورية الصين الشعبية منذ سنوات، واصفاً إياها بالمبادرة التنموية والحضارية الرائدة، مؤكداً أن موقع دولة الإمارات العربية المتحدة الاستراتيجي، وبنيتها التحتية العصرية، وقدراتها اللوجستية المتطوِّرة، وعلاقاتها التجارية المتنوعة والواسعة مع مختلف دول العالم، بما فيها جمهورية الصين الشعبية، ودورها المسؤول في سوق الطاقة العالمي، يجعلها طرفاً فاعلاً في مبادرة «حزام واحد – طريق واحد»، ومحطة أساسية من محطاتها.

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات العربية المتحدة حريصة على حرية حركة الملاحة الدولية وسلامتها في منطقتي الخليج العربي والشرق الأوسط، والتعاون مع جمهورية الصين الشعبية وغيرها من الدول الصديقة لتحقيق هذا الهدف، وضمان التدفق الآمن لإمدادات النفط إلى العالم، لما يمثله ذلك من أهمية كبرى بالنسبة إلى استقرار الاقتصاد العالمي، وعدم تعرضه لأي مخاطر أو تهديدات.

دور محوري للصين في العالم

كما أكد سموه أن جمهورية الصين الشعبية، بما تملكه من قدرات وإمكانيات كبيرة، لها دورها المحوري في العالم، وحضورها المؤثر في القضايا المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، وترتبط بمنطقتي الخليج العربي والشرق الأوسط بشكل عام بعلاقات قوية ومتنوعة، ولذلك، فإن دولة الإمارات تتطلَّع دائماً إلى دور صيني فاعل في إقرار السلام في منطقة الشرق الأوسط، والتصدِّي لمصادر الخطر والتهديد، مشيراً إلى التوافق والتعاون بين البلدين في العمل ضد التطرف والإرهاب والقوى الداعمة له، لكونه أكبر تهديد لأمن العالم واستقراره وتنميته.

وعبّر سموه عن تفاؤله الكبير بمستقبل العلاقات الإماراتية – الصينية، وارتياحه إلى ما تشهده من تطور وازدهار مستمرِّين، بفضل الأسس القوية التي تقوم عليها، والدعم المستمر لها من قبل قيادتَي البلدين الصديقين.

ووجَّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الشكر والتقدير إلى القيادة الصينية على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، معرباً عن تمنياته لجمهورية الصين الشعبية وشعبها الصديق دوام التطوُّر والرخاء.

من جانبه، قال الرئيس الصيني إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى بلاده تجسد اهتمام سموه بتعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها، معرباً عن تقديره للدعم الذي يبديه سموه لعلاقات البلدين الصديقين.

ونوه فخامة الرئيس الصيني بالزيارة التاريخية التي قام بها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة خلال عام 2018 والتي أسهمت في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، معرباً عن تقديره لحفاوة الاستقبال التي حظي بها خلال الزيارة.

وقال فخامته إن البلدين يعملان بشكل متواصل على تطوير العلاقات الثنائية القائمة على أسس الثقة والمصالح المتبادلة، معرباً عن ارتياحه لمستوى تطور ونمو العلاقات بين البلدين. وأشار إلى البيان المشترك الذي سيصدره الجانبان في ختام زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بشأن تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، والذي يعد وثيقة منهجية مهمة للجانبين، وقد أقام فخامة الرئيس شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، مأدبة غداء كبرى تكريماً لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والوفد المرافق.

حضر المباحثات والمأدبة، الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للمطارات، ومعالي سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد، ومعالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والصناعة، ومعالي حسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة، ومعالي علي بن حماد الشامسي، نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، ومعالي خلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، المبعوث الخاص لرئيس الدولة إلى جمهورية الصين الشعبية، وسعادة محمد مبارك المزروعي، وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي، وعلي عبيد علي الظاهري، سفير الدولة لدى بكين، والشيخة حصة بنت محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، وعدد من كبار المسؤولين في الدولة.

كما حضرهما من الجانب الصيني، معالي وانغ لي، عضو مجلس الدولة، وزير الخارجية الصيني، ومعالي يانغ جيتشي، مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ومعالي وانغ جيغانغ، وزير العلوم والتكنولوجيا، ومعالي خه لي فنغ، رئيس لجنة الدولة للتنمية والإصلاح، وسعادة ني جيان، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة، ومعالي جونغ شان، وزير التجارة، وتشن شياو دونغ، مساعد وزير الخارجية، وتشين قانغ، نائب وزير الخارجية.

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد وصل إلى قاعة الشعب الكبرى في العاصمة بكين، حيث جرت لسموه مراسم استقبال رسمية بمناسبة زيارة الدولة التي يقوم بها سموه إلى جمهورية الصين الشعبية الصديقة.

وكان في مقدمة مستقبلي سموه لدى وصوله مقر القاعة، فخامة الرئيس شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، وكبار القادة الصينيين.

وبدأت مراسم الاستقبال الكبرى بمصافحة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كبار القادة والوزراء والمسؤولين الصينيين، فيما صافح فخامة شي جين بينغ الوفد المرافق لصاحب السمو ولي عهد أبوظبي.

بعدها توجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يرافقه فخامة الرئيس الصيني إلى منصة الشرف، حيث عزف السلامان الوطنيان لدولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة تحية لسموه.

واستعرض ثلة من حرس الشرف اصطفت تحية لسموه، فيما رحب مجموعة من الأطفال الإماراتيين والصينيين يرتدون الزي الوطني بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعدها جرت مراسم العرض العسكري للمشاة ترحيباً بزيارة سموه إلى الصين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى