المغرب يُساهم في إعمار المدن العراقية المستعادة من “داعش”

الصدى – متابعات/

شاركت المملكة المغربية، في مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار المدن العراقية المستعادة من تنظيم “داعش” الإرهابي؛ وهو الأمر الذي يمثل تحدياً كبيراً للحكومة العراقية وللمجتمع الدولي، خصوصا أن التكلفة المالية لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار داخل هذا البلد الذي شهد دماراً كبيراً تقدر بحوالي 88.2 مليار دولار.

وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، قال في كلمة له خلال المؤتمر الذي افتتحه اليوم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، إن مساهمة المملكة المغربية ستكون عبارة عن تكوين العنصر البشري في مجالات الأمن والزراعة والمياه والطاقة والتكوين المهني.

ووضعت الرباط منحاً رهن إشارة الحكومة العراقية لمواكبة المشروع المتعلق بإعادة تأهيل التراث الثقافي بالموصل، الذي تنوي منظمة اليونسكو إنجازه. وأوضح المسؤول الحكومي أن المغرب سيعمل على ربط شراكات بين القطاع الخاص بالبلدين، اللذين تجمعهما علاقات تاريخية قوية، ولكنه لم يُعلن التكلفة المالية لهذا الدعم.

وأشار بوريطة إلى أن المغرب قام في الآونة الأخيرة بحشد الدعم لانضمام العراق إلى منظمة التجارة العالمية، وأعلن أن “المملكة تضع خبراتها في مجال المفاوضات متعددة الأطراف رهن إشارة المؤسسات العراقية من خلال تكوين الخبراء العراقيين لتحقيق انضمام العراق إلى هذه المنظمة العالمية في أفضل الظروف”.

وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أن مشاركة المملكة المغربية في هذا المؤتمر الدولي “دليل قوي على تضامنها الراسخ مع العراق، وإرادتها الصادقة للمضي قدما في دعم جهوده لتجفيف منابع الإرهاب والمساهمة في إعادة الإعمار وبناء المؤسسات وإنماء كافة مناطق البلاد”.

وتابع بوريطة: “إن صمود العراق وثباته خلال المرحلة الصعبة والأليمة التي مر منها، والمتسمة بتخريب آثم وتدمير همجي للبيئة والممتلكات العامة والخاصة، ونماذج نادرة من المآثر التاريخية، ومعالم فريدة من التراث الإنساني والحضاري، لا يوازيه سوى ما يبرهن عنه أشقاؤنا العراقيون من عزم قوي على مواجهة تحدي إعادة الإعمار، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية”.

وأشاد ممثل المملكة المغربية بـ”روح الوحدة الوطنية العراقية في الحرب الشرسة ضد هذا التنظيم الإجرامي، والتي شكلت عاملاً حاسماً في كسب المعركة”، وأضاف أن “المغرب يبارك لجمهورية العراق “النصر الكبير” الذي حققته في حربها ضد “داعش”، ويأمل أن يشكل هذا الإنجاز مقدمة لاجتثاث الإرهاب نهائياً من المنطقة برمتها”.

بلدان الخليج الغنية قدمت مساهمات مالية بالملايير لـ”حكومة العبادي”، إذ قدمت المملكة العربية السعودية 1.5 مليارات دولار؛ بينما خصصت الكويت ملياري دولار لإعادة الإعمار، وأعلنت دولة الإمارات تخصيص 6 مليارات دولار، منها جزء يخصص للاستثمار في مشروع معسكر الرشيد وميناء أم قصر.

علاوة على ذلك، قالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيرينى، إن الاتحاد سيخصص 400 مليون أورو من ميزانيته لصالح دعم إعادة إعمار العراق؛ بينما وصلت التزامات البنك الدولي إلى 4.7 مليارات دولار

المصدر