إفريقي ومغاربيالأخبارمقالات و تحليلات

دبلوماسي ليبي بارز يكتب رسالة أخوة ومصارحة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون

د. محمد عمر غرس الله، دبلوماسي ليبي سابق

وجه الدبلوماسي الليبي السابق د.  محمد  عمر  غرس  الله،  رسالة مفتوحة الى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ، كتبها تحت عنوان “رسالة محبة وأخوة وتقدير لشقيقنا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ، ضمنها تحذيرا مبطنا لتبون من الانخداع بالطرح السياسي للرئيس التركي رجب طيب أوردغان التبريري للتدخل التركي الغاشم في ليبيا ، مستعرضا تاريخ اوردغان الذي يصفه بالعدو في المنطقة العربية خاصة في سوريا والعراق

وهذا نص الرسالة التي تنشرها “الصدى” نقلا عن صفحة غرس الله على الانترنت

رسالة محبة وأخوة وتقدير لشقيقنا العزيز   الرئيس الجزائري (عبد المجيد تبون)

                                        1 يونيو 2020م

تحية أخوية

بعدما  طرحتم  في  مسودة  الدستور  الاقرار  بالسماح  بالتدخل  العسكري  خارج الحدود،  في إشارة  واضحة  تتعلق  بليبيا، وعطفاً  على  التنسيق  الواضح  مع  العدو  التركي  أردوغان.

 

من  باب  المحبة  والأُخوة  والحرص،  وليس  من  باب  إلقاء  المواعظ، أرجو  أن  تستمع  – شقيقنا  العزيز  فخامة  الرئيس ومستشاريك  – لمحاضرة  عن  (القوة  وفائض  القوة)،  للدكتور  (فاضل  البراك)  رئيس  جهاز  المخابرات  العراقي  (1982 – 1989م)،  ومستشار الرئيس  العراقي  (صدام  حسين) (1989 – 1992م)،  فاضل  البراك  الذي  كان  رافضاً  لإحتلال  الكويت،  وترأس لجنة  قدمت  مقترح  بإنسحاب  الجيش  العراقي  من  الكويت،  وفيما  بعد  تم  إعدامه  رمياً بالرصاص  على  هامش  موقفه  هذا  (حسبما يقال)،  ففي محاضرته  فائدة  مهمة  ونصيحة  كما  تقول  العرب  بــ(جمل)،  فصديقك  من  صدقك  لا  من  صدّقك.

 

لعل  فيما  يقوله  (د. فاضل  البراك)  ما  يفيدكم  إخوتنا  وأشقائنا  الإعزاء،  كي  لا يتكرر  ما حصل  للعراق  من  وراء  موضوع  الكويت  ومشاكل  (أبار  النفط)  والمجال  الحدودي، حيث  نتمنى  أن  لا  يكرر  العربي  أخطائه  مرة  أخرى  (فنحن  نخاف  على  الجزائر  أيضاً)،  ولا  تأخذ  هذا  العربي  العزة  بالإثم،  وأن  لا  يغتر  ويعجبه  (فائض  القوة)  فيطلق  رافعاً سبابته  – بالإتساق  مع  تركيا  ورئيسها  العدو  أردوغان  – التصريحات  علينا  كل  أسبوع  (طرابلس خط  أحمر –  ما  يصير  شي  بلا بينا)،  فما  جرى  للعراق  منذ  دخوله  الكويت  خير  مثال، والجزائر  عند  الغرب  والعدو  أردوغان (كلهم حلف الشمال اطلسي) ليست  أعز  من  العراق،  ولا  أعز  من  سوريا، ولا  أعز  من  ليبيا، والجزائر  هي  هدفهم  القادم  بكل  تأكيد،  فمن  باع  ونهب  ثروات وأموال،  وقتل  وشرد  ودمر  بيوت  أخوتكم  في  هذه  البلدان، لن  يتوانى  عن  فعل  ذلك  لا  قدر  الله  بالجزائر  والجزائريين،  وهم  بكل  تأكيد  ينتظرون  الفرصة  ويتحينونها،  فلا تغرنك شقيقنا  العزيز  إبتسامات  أردوغان  وإتصالاته،  فهو  كان  دائم  الإتصالات  والزيارات  ويوزع  الإبتسامات  في  طرابلس  وفي  دمشق يوقع عقود الشراكة كما  يوقعها  معكم  هذه  الفترة،  وها  نحن  نرى  ما  فعل  ويفعل  بالسوريين  والليبيين  وماذا  يقول  عنهم .

 

كما  يجب  أن  يستفيد  العرب  من  تجربة  العراق  في  حربه  مع  إيران  بمعية  الغرب وتشجيعه  (الإنسياق  مع  اللعبة  الدولية)،  حيث  طعنوه  في  الظهر  وكافؤه  بإحتلال  العراق  وتمزيقه،  وإعدام  صدام حسين  شخصياً،  ولم  يعتبروا  إنسياقه  معهم  في  هذه  الحرب، ويجب  أن  يستفيد  العرب  أيضاً  من  تجربة  مشاركة  الجيش  العربي  السوري  في  حرب (عاصفة  الصحراء)  لإخراج  الجيش  العراقي  من  الكويت  بمعية  وتحت  قيادة  الجنرال  الأمريكي  (شوارزكوف)، حيث  كافأ  الغرب  سوريا  بشن  حرب  شعواء  على  الشعب السوري  منذ  عام 2011م  دمروا  مدنه  وقراه  وهجروا  الملايين،  ولم  يعتبروا  مشاركة  الجيش  السوري  معهم  في  الحرب  على  الجيش  العراقي  ولم  ينظروا   لذلك  البتة،  فالإنسياق  مع  لعبة  الغرب  الدولية،  والتماهي  مع  من  يشنون  الحروب  على  الإخوة  والإشقاء  في  منطقتنا  (تحديداً  تركيا)،  والإعتقاداً  بصداقتهم  أو شراكتهم،  غالباً  ما  تكون  نتائجه  وما  يترتب  عليه  وبالاً  على  صاحبها  ومن  يسير  فيها.

 

كما  أن  الزهو   بفائض  القوة  والتلويح  والإيحاء  به، خاصة  على  الأخوة  الإشقاء،  عيب  وعار  ونقيصة،  وخطاء فادح،  فالتصريحات،  توقيتها،  وما  يسبقها،  وما يتلوها  من  مناورات عسكرية  على  الحدود،  وإقرار   العمل  العسكري  خارج الحدود،   له  معناه  وتفسيره  الذي لا  يخفى  على  المتتبع  وذوو  البصيرة.       

                                  أللهم  فأشهد  أللهم  قد  بلغت ..

 

(المجد  لجيش  التحرير  الوطني  الشعبي الجزائري ،  ولشقيقه  الجيش  العربي  الليبي،  والسحق  للشعوبية،  وللإرهاب  وداعميه  ومموليه  وناقلي  مرتزقته  والذين  أيضاً  يصمتون  عليه).

 

المحب  للجزائر  والجزائريين:

(د.  محمد  عمر  غرس  الله،  دبلوماسي  ليبي  سابق)

 

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى