“أطار” : وزير الدفاع الوطني يفتتح النسخة 2020 من فلينتلوك بمشاركة 34دولة
الصدى – متابعات/
شهدت مدينة أطار صباح اليوم الاثنين 17 فبراير 2020 افتتاح النسخة 2020 من تمرين فلينتلوك العسكري المشترك، وهي النسخة التي جرت تحت إشراف معالي وزير الدفاع الوطني، حيث ستشهد ثلاث مناطق هي نواكشوط، كيهيدي وأطار تدريبات ومناورات عسكرية لوحدات من 34 دولة مشاركة، تستمر حتى يوم 28 من الشهر الجاري.
وقد جرت فعاليات حفل الافتتاح في المدرسة العسكرية للطيران التابعة للجيش الجوي،
حيث افتتح العقيد اعلي زايد امبارك الخير الحفل بخطاب أشار فيه إلى أنه :
” منذ أن قررت بلادنا تنظيم واستضافة تمرين فلينتلوك 2020 تم بذل جهود جبارة على مستوى المنسقية الوطنية للتمرين، حيث لم ندخر أي جهد من أجل بلوغ الهدف المنشود، طبقا للأهداف المرسومة من طرف الأركان العامة للجيوش. وقد تجسد ذلك في إنجاز العديد من الأعمال المشتركة خلال المرحلة التحضيرية، من أجل وضع تصور لسيناريوهات تدريب ثرية بالمعطيات التكتيكية، لكنها في نفس الوقت تضمن تحقيق هدف التمرين وهو تنمية القدرات العملياتية لقوات الساحل الافريقية في إطار شراكة متعددة الجنسيات.”، قبل أن يشير إلى أن :” وجود هذا الكم الكبير من الخبرات العسكرية لجيوش من دول وقارات مختلفة، في ميدان واحد وضمن مناورة مشتركة سوف يوفر فرصة نادرة لتبادل التجارب والخبرات العسكرية، سبيلا إلى تحييد مختلف أنواع المخاطر والتهديدات الأمنية التي تواجه العالم ومنطقة الساحل على وجه الخصوص.”
وتناول الكلام بعد ذلك قائد القوات الخاصة الأمريكية في إفريقيا الجنرال آندرسون الذي قال في خطابه ” إن تضافر كل هذه الجهود هو ما يجعل من فلينتلوك أكثر من مجرد تدريبات عسكرية، إننا نتدرب معا ونتقاسم الأعباء معا وهو ما يبني العلاقات والثقة التي نحتاجها حتى نتمكن من مجابهة التهديد المشترك… في الساحل رأينا هذه التهديدات تنمو خلال العام الماضي حيث يواصل الارهابيون قتل المدنيين والابرياء وإغلاق المدارس وتعطيل الأسواق، هذه الجماعات المتطرفة لا تمثل تهديدا لهذه المنطقة فحسب بل تهدد جميع انحاء القارة ويمكنها حتى الوصول إلى العديد من المناطق الأخرى في العالم… سيركز تمرين فلينتلوك لهذا العام على الاتصال، إن أعداءنا لا يعترفون بالسيادة، إنهم لا يحترمون الحدود ولا حقوق الانسان ولا كرامته، بل إنهم يشجعون الفتنة والفوضى. إنهم يضطهدون المدنيين ويحاولون تدمير مستقبل أطفالنا، ولمواجهة هذا التحدي يجب أن نواصل العمل معا من خلال تعزيز علاقاتنا الثنائية والمتعددة الأطراف وبناء آليات اتصال أفضل وتبادل المعلومات لبناء الثقة والتفاهم.”
وتناول الكلام بعد ذلك سعادة السيد مايكل دودمان سفير الولايات المتحدة المعتمد في بلادنا، حيث قال:” لقد كانت موريتانيا ولا تزال داعما قويا لافلينتلوك، فقد استضفتم هذا التمرين سنة 2013 وقمتم بتوفير الدعم بانتظام كما فعلتم في العام الماضي. إن تمرين فلينتلوك هو مكون واحد فقط من مكونات الشراكة الأمنية القوية بين الولايات المتحدة الأمريكية وموريتانيا، إن حكومة بلدي فخورة جدا بأن الدعم والتدريب الذي قدمته للجيش الموريتاني ساهم في نجاحه في مواجهة تهديد الإرهاب والتطرف على مدار العقد الماضي…. سوف تنمو وتتعزز الشراكة الثنائية بين الولايات المتحدة الأمريكية وموريتانيا عندما تتولى موريتانيا قيادة مجموعة دول الساحل الخمس في القمة الأسبوع القادم، فكما قال وكيل وزارة الشؤون الخارجية المكلف بالشؤون السياسية السيد ديفيد هيل للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الأسبوع الماضي: إننا نتطلع إلى العمل بشكل أوثق مع الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني والحكومة الموريتانية خلال العام المقبل من أجل دعم جهود دول مجموعة الساحل الخمس لخلق استقرار دائم في منطقة الساحل”. وقد اختتم الحفل بخطاب وزير الدفاع الوطني.
خطاب معالي وزير الدفاع الوطني
” يسعدني أن يجمعنا اليوم حدث هام، ذو طابع عسكري نوعي بناء، تشارك فيه جيوش أربع وثلاثين دولة صديقة، سعيا إلى تحقيق أهداف سامية في المنطقة والعالم، وعلى رأس تلك الأهداف تحقيق السلم في منطقة تستحق شعوبها الأمن، وتسعى حكوماتها جاهدة إلى تحقيق الاستقرار، بكل الوسائل الناجعة، عبر مقاربة فكرية تنموية وأمينة طموحة؛ هذا الحدث الهام هو تمرين (افلينتلوك 2020) الذي تستضيفه بلادنا للمرة الثانية.
واسمحوا لي هنا أن أرحب بكل المشاركين في هذا التمرين من جيوش الدول الصديقة، على هذه الأرض التي نذرت نفسها لنشر قيم التسامح، والاعتدال و الإخاء.
السادة والسيدات
إننا إذ نقف اليوم هنا بأقدام راسخة على أرض موريتانيا بهذا العدد من الرجال والنساء من أصحاب الكفاءات المهنية المتميزة، فإننا نمهد للرفع من كفاءة جيوشنا للتصدي إلى كل ما من شأنه أن يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة. فأنتم أيها الضباط وضباط الصف والجنود المشاركون لستم حملة سلاح فقط، وإنما تحمون منظومة من القيم الإنسانية المشتركة النبيلة.
السادة المشاركون
لقد بنت موريتانيا مقاربتها الأمنية على استراتيجية متعددة الأبعاد. تقوم على إنشاء جيش متكامل الأركان، ومقاربة فكرية وسطية، وسياسة تنموية ناجعة، وترسانة قضائية قوية. ونحن مستعدون لتقاسم تجربتنا معكم، والاستفادة من تجاربكم، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار المنشودين.
السادة والسيدات
إن هدفنا المشترك من هذا التمرين هو رفع الجاهزية القتالية، مما يمكن قواتنا من خلق الظروف المواتية لتنمية متكاملة. فالمعركة ضد التطرف العنيف تحتل الأولوية لأنها معركة تنموية بامتياز، وأنتم إذ تسعون إلى تحقيق الأمن والاستقرار، فإنكم تساهمون في تأمين أسباب الرفاهية لمجتمعاتنا.
السادة والسيدات
إن للتمارين العسكرية المشتركة بين الدول أهمية استراتيجية في تطوير الجيوش الحديثة، حيث تحصل على خبرات جديدة، مما يشجع روح الابتكار، ويزيد الثقة المتبادلة، والمهارة المكتسبة. وهذا هو الهدف المنشود من وراء مثل هذه التمارين.
السيدات والسادة
إنني إذ أتمنى النجاح لتمرين (افلينتلوك 2020) في تحقيق كل أهدافه، أثمن عاليا الدعم المتميز الذي قدمه شركاؤنا في قيادة القوات الأمريكية في أفريقيا ((AFRICOM خاصة في مجالات التخطيط والتأطير، مما عمق تجربة ضباط الجيش الوطني وأكسبهم مهارات عسكرية نوعية.
وأخيرا أرحب بكم مرة أخرى وأتمنى لكم مقاما سعيدا، وأعلن على بركة الله افتتاح تمرين افلينتلوك 2020 والسلام عليكم ورحمة الله.”
وفي اعقاب إعلان انتهاء الحفل الرسمي لافتتاح التمرين العسكري فلينتلوك2020، تمت دعوة الحضور باسم وزير الدفاع الوطني للمشاركة في شراب انسجام تم تنظيمه بهذه المناسبة.
