الأخبارالصدى الثقافيتحقيقات

السُكر بخمر الذكر… جولة على عالم الشعر العرفاني في موريتانيا وأبرز شعرائه

أحمد ولد جدو / مدون وناشط موريتاني مساهم في منصات عربية أخرى، مهتم بالكتابة عن السياسة والحريات في موريتانيا والعالم العربي

كانت تحضر بشكل كبير ومُميّز في الشعر الصوفي العرفاني الموريتاني مفاهيم صوفية، مثل الشوق والاشتياق والوجد وغيرها من العبارات العرفانيةالشائعة، ويُعتبر هذا الشعر تعبيراً واضحاً عن أحوال ومقامات العارفين كل حسب حاله ومقامه، هذا ما يقوله لرصيف22 الشيخ الصوفي الموريتاني محمديحظيه ولد التار عن الشعر العرفاني الصوفي في موريتانيا.

ويُعتبر هذا الشعر أحد تجليات الحالة الصوفية في موريتانيا، ويُلخّص الحالة الوجدانية للمتصوف، وبرزت عبر الزمن أسماء من كل الطرق الصوفية المتعددةالمنتشرة في موريتانيا، تنوع شعرها وتعددت اهتماماته، لكنها عبّرت عن حالة الصوفي في هذه الأرض.

في ما يلي تعريف ببعض الشعراء العرفانيين الموريتانيين، وأبرز ما ميّز مسيرتهم:

الشيخان ولد الطلبة.. السكر بخمر الذكر

الشيخ أحمد محمود (مَنَّ آبَّهْ) بن محمد (ابن الطُّلْبَه) بن أحمد بن محمد الحافظ العلوي (1907 – 1986)، والمعروف بالشيخان، هو أنصع التجليات الإبداعيةفي شعر شعراء العرفان والتصوف في موريتانيا، ومن أكثر الأسماء المكرسة في هذا المجال.

وقال الشيخ أحمدو بن الشيخاني إن من أطلق عليه اسم الشيخان هو الشيخ إبراهيم نياس، وذلك في مقال له بعنوانالعلّامة الربّاني صاحب الفيضةالإبراهيمية الشيخ الشيخاني بن محمد بن الطلبة“.

وسرد الشيخ أحمدو قصة لقائه به، قائلاً: “يقول العلوي لما رآني الشيخ مقبلاً عليه تهلّل وجهه فرحاً وقال: أهلاًالشيخان، و هو أول من خاطبني بهذا الاسمالذي أصبحت في ما بعد لا أكاد أخاطب إلا به، و جذبني ليُجلسني معه على السرير فرفضت وقلت: هذه المرة جئت مُريداً، فأصرّ الشيخ على أن يُجلسني معهو قال ليأنت الشيخ، قلت كلا هذا في ما مضى أما الآن فأنت الشيخ وأنا المريد“.

ويُعتبر الشيخان من أهم مشايخ الطريقة التجانية المعاصرين، والذين أسهموا في نشر الطريقة بشكل كبير في موريتانيا، وجده يُعتبر هو جالب هذه الطريقةإلى موريتانيا.

يتميّز شعر الشيخان بجمال السبك والإتقان وعمق المعاني، وله ديوان كبير من جزأين، ويطبع شعره الغوص في مفاهيم التصوف، والإخوانيات وأغراض الرثاء،وكذلك يتميز بطول النفس.

ونقتبس هذه القطعة من شعره:

سكِرْتُ بِخَمْرٍ مِنْ مُعَتَّقَةِ الذِّكْرِ

وَمَالِيَ غَيْرُ الذِّكْرِ فِي الدَّهْر منْ خَمرِ

بَدَا لِي فِي الْمَذْكُورِ مَعْنًى بِخَمْرِهِ

سَكِرْتُ وَعِنْدَ السُّكْرِ غِبْتُ عَنِ الذِّكْرِ

سَكِرْتُ بِخَمْرٍ خَارِجَ الْكَوْنِ شُرْبُهُ

فَلَمْ يَحْوِهِ دَهْرٌ وَلْمْ يَحْوِ مِنْ دَهْرِ

وَلَمْ يَكُ فِي أَرْضٍ وَلَمْ يَكُ فِي سَمَا

وَلَمْ يَكُ فِي بَرٍّ وَلَمْ يَكُ فِي بَحْرِ

وَكُنْتُ عَنِ الأَوْصَافِ بِالْعَيْنِ ذَاهِلاً

فَلاَ لِيَ مِنْ نَهْىٍ وَلاَ لِيَ مِنْ أَمْرِ

ذَهِلْتُ بِسِرِّ الرُّوحِ عَنْ عَقْلِ حِسِّهَا

وَعَنْ قَلْبِ نَفْسٍ كُنْتُ فِي لَيْلِهَا أَسْرِي

وَعَنْ كُلِّ أَنْوَارٍ وَعَنْ كُلِّ ظُلْمَةٍ

وَعَنْ كُلِّ ذِي خَيْرٍ وَعَنْ كُلِّ ذِي شَرِّ

وَعَنْ كُلِّ ذِي أَمْنٍ وَعَنْ كُلِّ خَائِفٍ

وَعَنْ كُلِّ ذِي نَفْعٍ وَعَنْ كُلِّ ذِي ضُرِّ

وَعَنْ كُلِّ ذِي فَقْرٍ وَعَنْ كُلِّ ذِي غِنًى

وَعَنْ كُلِّ ذِي صَحْوٍ وَعَنْ كُلِّ ذِي سُكْرِ

فَلَمْ يَدْرِنِي شَيْءٌ وَلَمْ أَكُ دَارِيًا

لِشَـيْءٍ وَلاَ أَدْرِي بِأَنِّيَ لاَ أَدْرِي

فَجُلْتُ بِسِـرِّي فِي جَمَالِ جَلاَلِهِ

أُشَافَهُ بِالأَسْرَارِ مِنْ حَضْـرَةِ السِّـرِّ

فَأُبْتُ بِأَسْرَارٍ حَرَامٍ مَقَالُهَا

لَزَيْدٍ وَلاَ عَمْرٍ بِسِـرٍّ وَلاَ جَهْرِ

تبَيَّنْتُ قَبْلَ الْقَبْلِ وَالْبَعْدِ أَنَّنِي

غَدَوْتُ بِذَاكَ الذِّكْرِ مُسْتَوْجِـبَ الشَّكْرِ

وَعُمْرِيَ إِنْ أَسْلَمْ لَذِيذٌ وَإِنْ أَمُتْ

فَإِنِّيَ عِنْدَ اللهِ مُرْتَفِعُ الْقَدْرِ

الشيخ عبد اللهالفناء عن الفناء والبقاء

يُعد الشيخ عبد الله (1905- 1990) أحد أبرز الشعراء العرفانيين ومشايخ الطريقة التجانية في موريتانيا، وهو عالم درس العلوم الشرعية واللغوية وتبحّر فيها،وغاص في عوالم التصوف.

قدّمه الشيخ إبراهيم نياس ليكون أحد رموز الطريقة التجانية الإبراهيمية، وينتمي لولاية لبراكنة ولأسرة صوفية. تغلب المسحة الصوفية العرفانية على شعره الذيتفوح منه معاني التوبة والتقرب إلى الله والفناء والبقاء وغيرها من المفاهيم والأحوال والمقامات الصوفية.

برزت عبر الزمن أسماء من كل الطرق الصوفية المتعددة المنتشرة في موريتانيا، تنوّع شعرها وتعددت اهتماماته، لكنها عبّرت عن حالة الصوفي في الأرضفمن هم أبرز الشعراء العرفانيين الموريتانيين وبماذا تميّزوا؟

تشغل الشيخ عبدالله أيضاً أغراض المدح والرثاء والبوح بالمحبة للأولياء. ويتميز شعره بالسلاسة والرشاقة في المعاني والألفاظ، وله مجموعة شعرية ملحقة بكتابالشيخ عبد الله وحياته الصوفية، وهو من تأليف ابنه محمد بن الشيخ عبد الله.

ومما قال:

تظاهرت وصفا في جميع المظاهر

وأخفيت سراً قد ثوى بالمشاعر

فهام بك العشاق لما تبصروا

ولاح لهم سر وراء السرائر

وضل أناس عن شهودك إذ رأوْا

شهودك بالأبصار لا بالبصائر

فهم عن شهود الذات عمي لقيدهم

وتحكيمهم للعقل طبق الظواهري

ونحن بحمد الله فزنا برؤية

بها قد تراءت في جميع المظاهر

نشاهدها بالعين منها فينمحي

سواها ولم يخطر لنا في الخواطر

جعلنا شهود الذات نصب عيوننا

وبين الحشا من سرنا والضمائر

ندور متى دارت دوائر ذكرها

ونرقص شوقا بين تلك الدوائر

نظل بها نلهو ونرقص تارة

على رغم أرباب الهوي والمناكر

تدير زجاجات المدامة بيننا

وترنو إلينا بالعيون الفواتر

ونشربها من كفها ونفوسنا

تتوق إلى تلك الخدود النواضر

وطورا ترانا خاضعين من الحيا

حيارا كأنا في بطون المقابر

نخاطبها بالذكر طورا وتارة

تخاطبنا منها بكل البشائر

ونسألها شوقا وخوفا وهيبة

فتتحفنا منها بكل الذخائر

على أننا والحمد لله وحده

وإن أنكروا تعظيم بعض الشعائر

نصلي على المختار والآل كلهم

وساداتنا الغر الكرام الأكابر

ونذكر أيضاً:

فنيت بحبه و بقيت حتى

فنيت عن الفنا وعن البقاء

وآثرت الحبيب على حياتي

وخلفت الوجود إلى الوراء

وأجريت العيون دما ودمعا

فلم تغن الدموع عن الدماء

وذكرت الأحبة بالتصابي

زمان الشيخ من بعد الصباء

وأظهرت المحبة منه جَهْرًا

وأضمرت الخلاص من الرياء

فخالط حبه كبدي وأربى

إلى أن توغل في الحشاء

خفيت عن العوالم فيه حتى

كأني قد خفيت عن الخفاء

فما أبغي سواه ولو حياتي

وما أرجو سواه ولو رجائي

فإن الحب ليس له انتهاء

به أبدا يكون في الابتداء

فمهما قد ترقى لانتهاء

تدلى بعد ذلك لابتداء

الشيخ أحمد ولد آدبمقام العبودية

الشيخ أحمد ولد آدب (1865- 1944)، هو شاعر وعالم وشيخ تربية صوفية موريتاني شهير، وكان والده شيخاً صوفياً قادرياً، سمّاه الشيخ.

قال الباحث أدي ولد آدب، فيكتابه الشيخ أحمد بن آدب، شيخ المشايخ بكنتة الغربيين وقطب الشعراء“: “كأن أبواه سمياه بذلك باعتبار ما سيكون فعلاً، إذرأينا والده يتنبأ له بذلك المستقبل الأكبر من مجرد هدهدة طفل وليد في مهده، وكأنه كان يرشحه باكراً لخلافته في الأسرة وفي الطريقة، وفي كل الفضائل“.

وحدث ذلك، فأصبح الفتى الشاعر شيخاً قادرياً، وقال أدي في كتابه عنه: “حتى بعد مشيخته، وتكاثر مريديه حوله، وانتشارهم في مختلف الفضاءاتالاجتماعية، في مجمل تگانت، ولبراكنة، والحوضين أساساً، كان ينفر من الرياء، والتظاهر بالتدين المبالغ فيه، وتكلف الزهد والدروشة، ويحافظ على بقية فتوة،يهش صاحبها لمجالسالأشعار والسمار، وسماع دندنات المطربينالمهذبة، ومعاقرة كؤوس الشاي المعتقة، دون أن يفقد أمله في مغفرة الله“.

وحسب أدي، فالشيخ أحمد لم يكن يرى نفسه خارج مقام العبودية، وكان دأبه هو تقريع النفس والشعور بتأنيب الضمير، حيث قال: “في مقام تقريع النفسوتربيتها، يعزف الشيخ أحمد، على وتر تأنيب الضمير والشعور بالتقصير، حتى بعدما ترقى في مدارج السالكين، وأصبحشيخ المشايخ“”.

وللشيخ أحمد ولد آدب تراث ثري، نقتبس منه هذه القطعة:

أضر الشيء بالقلب العليل

هديل الورق تهتف بالهديل

كذاك إذا يئن البرق وهنا

فويل للعليل مِن الأليل

سألت معذبي بالهجر ظلما

بما سأل الكليم من الجليل

فقال لأن حبي كادعاء

ومالي في المحبة من سبيل

شهود الحب لي سقم وسهد

ودمع في العويل مع الزويل

عدلت عن العدول وهم عدول

فما هذا العدول عن العدول

فشمس الحب بازغة بقلبي

وبدر الغير يجنح للأفول

إذا ما قال معترض مقالا

سمعت القول منتبذ المقول

الشيخ سعد بوهسر الكون

الشيخ سعد بوه بن الشيخ محمد فاضل بن مامين (1848 -1917)، هو شيخ صوفي قادري وعالم شهير وله تأثير كبير في تاريخ موريتانيا.

وُلد في عين الفتح في الشرق الموريتاني، ودُفن في النمجاط، جنوبي العاصمة الموريتانية نواكشوط، فيما يُعتبر مكان دفنه اليوم من أهم مراكز التصوف فيموريتانيا.

والده كان العالم الشهير محمد فاضل بن مامين، وتعلم على يده العلوم الظاهرة والباطنة، ونُقل أنه قال له أن يذهب إلى الجنوب الغربي حتى يؤسس لنفسهاستقلالية علمية هناك، وهذا ما حصل بالفعل إذ أصبح أحد أبرز مشايخ التصوف في موريتانيا وله العديد من المؤلفات والكثير من الأتباع في المنطقة.

والشيخ سعد بوه شاعر عرفاني ويتميز شعره بالعمق والغوص في عوالم العرفان، وترك تراثاً شعرياً لافتاً، نقتبس منه القطعة التالية:

بقلبي سر الكون والأمر مختف

وأمري أمر الله مذ كان أمريا

ونومي خوض الغيب إن كنت نائما

وجل جلال الغيب عن حال نوميا

ولست لدى الأكوان تدرى حقيقتي

وإن غصت في المولى تراني فانيا

إذا لاحت الأنوار أو فاض سرها

هنا تظهر الأنوار من سر سريا

إذا أكمل الأقطاب في كل مشهد

ففي الذات عين الذات كل كما ليا

إذا لاحت الأسرار من كل وجهة

تجدني موجودا من السر باقيا

وقلبي لأنوار الغيوب مدبر في

حضرات القدس أقوى تعاطيا

وروحي روح الكون فازت بنشرها

ومشربها من عين تحقيق نوريا

ولله رب العرش سلمت أمريا

وبالحكم قد رضيت والله حسبيا

وموتى على الإيمان أرجو تفضلا

وسترا على الأملاك يخفي مساويا

التصوف مهيأ لأن يخدم الشعر

تناولت أطروحة للدكتوراه عنالشعر الصوفي الشنقيطي، أعدها الباحث الموريتاني عبد الله العتيق الدين، النتاج الشعري للمتصوفة، خاصة التجاني منهوالمتواجد في منطقة العُقْل، جنوبي موريتانيا، حيث رصدت قرنين من ذلك الإبداع.

وحاول الباحث أن يُبيّن ما للتصوف في طبيعته عند هؤلاء القوم من قابلية واستعداد للتعاطي مع الأدب والشعر خصوصاً، بالقدر الذي يجرّنا إلى القول بأنالتجربة الصوفية مهيأة بفطرتها لأن تخلق التجربة الشعرية الملائمة لها.

التصوف مهيأ لأن يخدم الشعر بقدر ما الشعر مهيأ لأن يخدمه“… في الشعر العرفاني الموريتاني، دخلت مفاهيم صوفية كالشوق والاشتياق والوجد، فأصبحتعبيراً عن أحوال العارفين كل حسب حاله ومقامه، فمن هم أبرز الشعراء العرفانيين في موريتانيا؟ 

وقال الباحث: “التصوف مهيأ لأن يخدم الشعر بقدر ما الشعر مهيأ لأن يخدمه أو أكثر، وبأن الموهبة الشعرية عند أصحابنا قد حرمت كثيراً مما اعتاد الناسترديده من أن العلماء لا يكونون شعراء مجيدين، وأن المجيدين لا يسلمون من أن تلا بسهم نزعة مجون أو ضعف في الدين“.

وتحدث عن مضامين التراث الشعري للمتصوفة في موريتانيا وجمالياته، قائلاً: “فضلاً عما يعرض لنا في هذه المدونة من سمو في المضامين وتنوع فيالمحتويات الدلالية، لا نعتبر أنه محل شك، نرى أن لها في بعض أشكالها من المقومات الفنية والجمالية ما يليق بهذه المضامين، ويؤكد ما وصل إليه الشعراءالشناقطة من استيعاب للتراث العربي الأصيل، ومن توظيف له في بناء شاعرية محلية ذات جزالة ومتانة في بنائها اللغوي وفنيات أسلوبها عموماً، وفي الرمزوالإشارة وإنتاج المصطلح الصوفي على وجه الخصوص“.

وأشار الباحث إلىإمكانية أن نقول إن هذا الشعر مرّ في تاريخه بمرحلتين كبيرتين، مرحلة أصالة من البداية مثّلها الدور الحافظي، ومرحلة حداثة مثّلها دورالفيضة، مع أن في كل من الدورين ما يواطئ طبيعة الآخر(طابع حداثة في الأول وطابع أصالة في الثاني)”.

والفيضة عند التجانية عبارة عن موجات من الجذب الجماعي، يُروى عن الشيخ التجاني بالتواتر أنه أخبر بها ولم يزل أصحابه يتوقعونها حتى ظهرت بداياتهافي أوساط القرن الرابع عشر الهجري عند بعض المريدين الحافظيين والإبراهيميين معاً، ثم كان تجدد حدوثها واتساعها أكثر عند الإبراهيميين وهم في بعضأسانيدهم متصلون بالحافظيين، حسب الباحث.

والحافظيون هم أتباع الشيخ محمد الحافظ بن الحبيب العلوي، وهو أحد أبرز مشايخ التصوف التاريخيين وهو من جاء بالطريقة التجانية إلى موريتانياوالإبراهيميين هم أتباع الشيخ إبراهيم نياس.

وأضاف: “بدأت القصيدة بأطوار خطابية يغلب عليها طابع الوضوح والمباشرة، وظلّت تستلهم أساليب الوجدان في الغزل العذري والتفنن في المقدمات الجماليةأحياناً وفي الاستغناء عنها أحياناً أخرى، ثم استمرت تتدرج وتتوسع في استحداث معجم صوفي خاص ولغة رمز وإشارات ذات دلالات وإيحاءات خاصةكذلك“.

وخلص إلى أنهكلما حصل تقدم في الزمن داخل هذه الحقبة الطويلة، كانت صدمة أحوال الجذب والفناء والشهود أشد وأقوى في القلوب، وكان البوح بهاإفصاحاً أو ترميزاً أكثر ظهوراً في شعر القوم، فكأن المتقدمين كانوا أقوى على إبعاد تلك الأحوال عن واجهة الخطاب الشعري، إلا في المعقول المقبول عند عمومالناس، أو كان وقعها على المتأخرين أقل قابلية للمواجهة بإطباق الصمت والبقاء في طيات الكتمان“.

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى